القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل تصبح فلسطين الدولة 194 في الأمم المتحدة؟!

هل تصبح فلسطين الدولة 194 في الأمم المتحدة؟!

عبير بشير

أعادت عملية إيلات - المركبة - بقوة إلى الواجهة المنهج الإسرائيلي القائل: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وأخلت حركة الإحتجاجات الشعبية والمطلبية في تل أبيب والقدس وحيفا الساحات ليحل محلها شعار " الأمن أولا وأخيرا " وهدير الطائرات والدبابات، فقد أعلنت اللجان التنسيقية لحركة الإحتجات عن وقف جميع فعالياتها عقب العملية الهجومية في إيلات - التي قتل فيها ثمانية إسرائيليين من بينهم جنود وجرح العشرات -.

نجحت العملية - ولو مؤقتا - بتحويل الأنظار الدولية عن شاشة العرض الفلسطينية واستحقاق سبتمبر، لصالح الرواية العبرية التي مابرحت تسردها للعالم: وهي المخاطر المحدقة بإسرائيل من جراء قيام دولة فلسطينية على الحدود الكاملة لـ 67 والاعتراف بها، بدون اتخاذ تدابير أمنية صارمة.

التصعيد العسكري الخطير الذي يشهده قطاع غزة، والدعوات الإسرائيلية المحمومة للقيام بعملية شاملة في القطاع، قابله على الجانب الفلسطيني تحذير شديد اللهجة من تمادي ردود الفعل الإسرائيلية على العملية وقال " د. نبيل شعث " إن بنيامين نتنياهو، يريد من خلال التصعيد العسكري تصدير أزماته الداخلية، وإجهاض المساعي الفلسطينية في التوجه للأمم المتحدة، من خلال دفع ا لفصائل الفلسطينية إلى مواجهات مسلحة ومفتوحة مع الدولة العبرية.

إن توقيت العملية قبيل معركة أيلول - لا يخدم بالطبع جهود السلطة التي تعمل بوتيرة مرتفعة لحشد التعاطف والتأييد الدوليين لدعم خطوتها في الذهاب إلى الأمم المتحدة. وليس بعيدا عن ذلك جاءت زيارة الرئيس "أبو مازن" إلى لبنان والتي توجت برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في بيروت إلى سفارة. فيما أعلن الرئيس ميشيل سليمان، بأن لبنان والعرب سيواكبون الجهد الفلسطيني للاعتراف بدولة فلسطين في المنتظم الدولي بغية إنجاحه، مع تولي لبنان رئاسة مجلس الأمن خلال شهر أيلول، إضافة لرئاسة قطر للدورة ألـ 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة على مدار عام.

ويتساءل كثيرون عن السبب وراء تأخير تقديم الطلب الفلسطيني بالعضوية في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، ولكن صائب عريقات يرد بان الأمين العام بان كي مون أبلغ الرئيس: " بأن فلسطين تستطيع تقديم الطلب في أي وقت تشاء حتى العشرين من شهر سبتمبر وسنقبل الطلب فور استلامه ونبدأ بالإجراءات لعرضه على مجلس الأمن والجمعية العامة دون تأخير. ولعل " أبو مازن" ينتظر ساعة الصفر ليقرر هل سيذهب إلى مجلس الأمن أولا أو إلى الجمعية العامة؟ على ضوء أسهم بورصة أيلول صعودا أو هبوطا - أو أن الرجل ينتظر صفقة ما في بازار أيلول؟

حتى الآن لا يوجد قرار أوروبي نهائي وموحد لجهة الاعتراف بعضوية فلسطين في المنتظم الدولي في انتظار رؤية الصيغة التي تطرحها القيادة الفلسطينية على الأمم المتحدة، كما أن هناك مطالب من عدة دول أوروبية للسلطة بعدم التوجه إلى مجلس الأمن الدولي والاكتفاء بالتوجه إلى الجمعية العمومية، في ظل تلويح الولايات المتحدة باستخدام الفيتو.

الرئيس الفلسطيني الذي يحرص دائما على طمأنة المجتمع الدولي، والقول لمضيفيه وضيوفه بأن المفوضات هي خياره الأول والثاني والثالث، وأنه لا يهدف من وراء خطوته - إلى عزل إسرائيل وسحب الشرعية منها - كما تدعي الدولة العبرية وتتباكى على ذلك وخلال استقباله لوفد من الكونغرس الأمريكي أضاف أبو مازن بأن المسؤولية الأمنية في الدولة المقبلة ستكون من اختصاص طرف ثالث يكون من قوات الناتو بقيادة أميركية.

إسرائيل القريبة من مسرح العمليات الفلسطيني، تسعى لتشكيل جبهة من 60 إلى 70 دولة، لمعارضة جهود السلطة طلب الاعتراف بدولة فلسطين. كما أن المجلس السباعي برئاسة نتياهو يعكف على دراسة فرض مقاطعة اقتصادية وسياسية شا ملة على السلطة، للضغط على أبو مازن ومنعه من التوجه إلى الأمم المتحدة، ولكن وزير الدفاع ايهود باراك عارض بشدة هذه الخطوة لأنها تعني عمليا قيام إسرائيل بتحمل المسؤولية الكاملة عن ملايين الفلسطينيين بسبب انهيار السلطة -.

أما المستوى العسكري في تل أبيب، فإنه يراقب عن كثب وباهتمام شديد نشاط غرفة العمليات الفلسطينية رقم 194 التي تعتبر العصب المركزي للمسيرة المليونية التي يجري العمل على تنظيمها في مدن الضفة الغربية وفي محيط السفارات في شوارع العالم في العشرين من الشهر المقبل تزامنا مع بدء الجمعية العمومية أعمالها وكانت منظمة التحرير قد أعلنت إنها تستعد لإطلاق حركة شعبية سلمية بمشاركة الملايين للمطالبة بأن تكون فلسطين الدولة الرقم 194 في المنظمة الدولية -.

يعتقد كثيرون بأن أقصى ما يستطيع الفلسطينيون الحصول عليه في الأمم المتحدة هو دولة غير عضو أي المكانة نفسها التي تتمتع بها الفاتيكان- ولكن القيادة الفلسطينية مصممة على الاندفاع بقوة نحو العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنتظم الدولي، وهي تدعو جميع أحرار العالم للانضمام إلى الصفحة التي تم إنشاؤها على "الفيس بوك" تحت اسم (أيلول، حقٌ واستحقاق).

المصدر: جريدة المستقبل اللبنانية