القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 12 كانون الأول 2024

إنذارات كاذبة تثير الرعب في المخيمات الفلسطينية ببيروت في ظل قصف محيطها


الجمعة 22 تشرين الثاني، 2024

تعيش مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب بيروت، خصوصاً مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، حالة من الرعب والخوف المتصاعد، نتيجة للقصف "الإسرائيلي" المكثف الذي يستهدف الضاحية الجنوبية، بعد ان شهدت ليلة أمس الخميس/ فجر اليوم الجمعة جولة من الغارات العنيفة.

ومع تصاعد حدة القصف، تزايدت مخاوف اللاجئين من أن تطال الهجمات "الإسرائيلية" المخيمات، خاصة بعد استهداف مخيم البص في صور، وإنذار الاحتلال لمخيم برج الشمالي وتجمع المعشوق جنوب لبنان، فيما أضيف عاملاً إضافيا لنشر الرعب والفوضى، وتمثل بالإشاعات التي تطلقها جهات مشبوهة بالإخلاء، وحولت ليالي المخيمين إلى رعب مركّب.

وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة قاسية، تخللتها موجات قصف عنيفة استهدفت أحياءً سكنية، وامتد القصف صباح الجمعة، ليشمل مناطق قريبة من المخيمات، مثل منطقة الشياح المتاخمة لمخيم شاتيلا.

أما في مخيم برج البراجنة، فقد زادت الهجمات من المخاوف بسبب الاهتزازات الناتجة عن ضغط القصف، ما أثار القلق من احتمالية انهيار المنازل، خاصة مع استمرار استهداف مناطق البرج وحارة حريك المجاورة.

إشاعات مغرضة: ترهيب ونشر للفوضى

لا يقتصر الخوف في المخيمات على القصف وحده، فالأزمة تتفاقم نتيجة نقص الاحتياجات الأساسية والخدمات الطارئة، وسط غياب وكالة "أونروا" عن تقديم الدعم اللازم في ظل ظروف الحرب.

ويضاف إلى ذلك انعدام وجود ملاذات آمنة يلجأ إليها السكان هرباً من الخطر، فضلًا عن انتشار إشاعات مغرضة، تزيد حالة الرعب لدى اللاجئين.

وشهد مخيم برج البراجنة موجات نزوح منذ ساعات الصباح الباكر، إثر تلقي بعض السكان اتصالات هاتفية تحذرهم من ضرورة إخلاء منازلهم، تبين لاحقًا أنها إشاعات كاذبة.

عيسى الغضبان، مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة، وصف ما جرى بالقول: "كنت نائماً في الساعات الأولى من الصباح، عندما طرق أحد الأشخاص باب منزلي بشدة، وهو يصرخ بأن عليّ إخلاء المنزل فوراً، مدعياً أن الاحتلال الإسرائيلي اتصل بابنه، وطلب منهم المغادرة".

وتابع الغضبان: خرجنا نركض إلى الخارج، والناس بدأت تخرج من المخيم وسط حالة من الهلع، وحين دققنا في الأمر، تبين أن الاتصال جاء من رقم أجنبي بهدف نشر الرعب بين الأهالي.

وأشار الغضبان إلى أن هذه الاتصالات جاءت من أرقام دولية، منها إسبانيا وبلغاريا، وتُظهر أنها جزء من عمليات استخباراتية يقوم بها الاحتلال "الإسرائيلي" عبر الموساد لزرع الخوف وإثارة البلبلة داخل المخيمات الفلسطينية.

وأضاف: "قمنا كجهة مسؤولة بتفحص الأرقام وطمأنة الأهالي، مؤكدين أن العدو الإسرائيلي لديه قنوات رسمية لإطلاق التحذيرات". لذلك "ندعو الناس للتروي وعدم الانجرار خلف هذه الإشاعات، كما ندعو الدولة اللبنانية لمراقبة هذه الأنشطة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية اللاجئين".

الحال في مخيم شاتيلا لم يكن مختلفًا، فالأهالي خرجوا منذ ساعات الفجر إلى الشوارع، على وقع إشاعات بإخلاء المخيم، بالإضافة إلى مناطق أرض جلول وطريق جديدة في العاصمة بيروت.

وأشار المراسل إلى أن تصاعد الرعب داخل المخيمات يأتي مع ازدياد استهداف الاحتلال للمناطق المحيطة، ما جعل اللاجئين أكثر عرضة للانجرار خلف الإشاعات التي تصدر من جهات مجهولة.

وسط هذه الأوضاع المتوترة، دعا المسؤولون في المخيمات إلى التزام الهدوء، وعدم الاستجابة للشائعات المغرضة، كما طالبوا الدولة اللبنانية بضرورة متابعة هذه القضايا وملاحقة الجهات التي تقف خلف تلك الاتصالات.

يذكر أن عدداً من المناطق اللبنانية شهدت صباح اليوم اتصالات مشابهة من أرقام وهمية تطالب السكان بإخلاء منازلهم والمناطق المحيطة بمكان سكنهم. هذا الأمر أثار حالة من الخوف والهلع بين المواطنين، وحتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الجهات اللبنانية المعنية حول الجهة المسؤولة عن هذه الاتصالات أو الغرض منها.