
بيروت، لاجئ
نت|| 05 تشرين الثاني، 2025
نظّم المئات من
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، صباح اليوم الأربعاء، اعتصامًا جماهيريًا حاشدًا
أمام المقرّ الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"
في العاصمة بيروت، بدعوة من لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
والحراكات الشعبية في المخيمات ولجنة النازحين الفلسطينيين من سوريا، احتجاجًا على
ما وصفوه بسياسات الوكالة "اللا إنسانية" بحق اللاجئين وتقليصها المستمر
للخدمات الأساسية.
وشارك في
الاعتصام حشود من اللاجئين من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية، رفعوا خلالها
اللافتات التي تندد بقرارات الأونروا الأخيرة، والتي شملت إلغاء بعض المدارس، ودمج
صفوف دراسية، وتقليص المساعدات المالية والاجتماعية، وتقليص التغطية الطبية،
معتبرين أن تلك الإجراءات تمسّ جوهر حياة اللاجئين وحقوقهم الإنسانية.
وفي كلمة ألقاها
باسم المنظمين، قال جهاد موعد إنّ ما تقوم به الأونروا من إجراءات تقليصية
"يُشكّل خطرًا مباشرًا على حياة اللاجئين ومستقبل أبنائهم"، لافتًا إلى
أنّ الأوضاع المعيشية في المخيمات الفلسطينية في لبنان بلغت حدًا غير مسبوق من
التدهور. وأضاف أن "تجاهل الأونروا لمطالب اللاجئين واستمرارها في اتخاذ
قرارات مجحفة، يفاقم من معاناتهم ويهدد الأمن الاجتماعي داخل المخيمات”.
وانتقد موعد
بشدّة أداء مديرة الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس، معتبرًا أن قراراتها
"تتعارض مع مبادئ الوكالة الأممية وواجباتها تجاه اللاجئين"، محمّلًا
إياها المسؤولية الكاملة عن التبعات الإنسانية والاجتماعية الناتجة عن تقليص
الخدمات.
وطالب موعد،
باسم المعتصمين، الأونروا بـالتراجع عن قراراتها الأخيرة، وزيادة حجم المساعدات
المالية والإغاثية والطبية، وتحسين مستوى الخدمات التعليمية والصحية، إضافة إلى
اعتماد خطة استجابة طارئة خاصة باللاجئين الفلسطينيين والنازحين من سوريا، الذين
يعيشون أوضاعًا مأساوية في ظل تراجع الدعم الدولي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في
لبنان.
وأكدت لجنة
الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في بيانها الختامي، أن اللاجئين
سيواصلون تحركاتهم الاحتجاجية السلمية حتى تستجيب الأونروا لمطالبهم، مشددة على
أنّ "خدمات الوكالة ليست منّة، بل حقٌّ ثابت للاجئين الفلسطينيين كفله
القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
وتأتي هذه
التحركات ضمن سلسلة من الاعتصامات والاحتجاجات التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في
لبنان منذ أسابيع، رفضًا لسياسات التقليص المتصاعدة التي تنتهجها الأونروا، في
وقتٍ يحذّر فيه ناشطون ومنظمات إنسانية من أنّ استمرار الأزمة قد يؤدي إلى انفجار
اجتماعي ومعيشي واسع داخل المخيمات، التي تعاني أصلًا من ارتفاع معدلات الفقر
والبطالة وتراجع فرص التعليم والرعاية الصحية.