
السبت، 25 تشرين الأول، 2025
في إطار سعيها المستمر لتعزيز القطاع الصحي
والجهوزية للطوارئ في الجنوب اللبناني، افتتحت جمعية الشفاء للخدمات الطبية
والإنسانية مركزًا طبيًا متطورًا في مخيم البص جنوب لبنان، مجهزًا بأحدث المعدات
والأجهزة اللازمة للتعامل مع مختلف الحالات الصحية الطارئة. ويأتي هذا الافتتاح
استجابةً للدروس المستخلصة من الحرب الأخيرة في لبنان وما رافقها من أزمات إنسانية
وصحية كبيرة.
ويُعد مركز حمزة الطبي، التابع للجمعية، من
أبرز المراكز الصحية الفاعلة في المنطقة، إذ تأسس عام 1994 لتقديم خدمات طبية
متكاملة تشمل الصيدلية والمختبر وقسم الأشعة والتصوير الصوتي وعيادات الأسنان، إلى
جانب العيادات التخصصية في النسائية والأطفال والقلب والشرايين والمسالك البولية
والجهاز الهضمي والجراحة العامة والمفاصل والأعصاب والتغذية العلاجية وأمراض الجلد.
وأوضح أحد مسؤولي المركز أن افتتاح قسم الطوارئ
الجديد يمثل "نقلة نوعية في مستوى الخدمات الطبية المقدمة لسكان المخيم والمناطق
المجاورة”، مشيرًا إلى أن القسم مجهز لاستقبال جميع الحالات الحرجة وتقديم الرعاية
الصحية الفورية "لكل من يحتاجها دون أي تمييز”.
كما أفاد أحد الأطباء العاملين في المركز أن
قسم الطوارئ يستقبل "حالات الإسعافات الأولية والأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم
وهبوط السكر وغيرها من الحالات الطارئة”، لافتًا إلى أن الطاقم الطبي خضع لدورات
تدريبية متخصصة تمكنه من التعامل مع مختلف السيناريوهات، بما في ذلك النزاعات
والكوارث المفاجئة.
وأشار أحد كوادر الجمعية إلى أن جمعية الشفاء
أثبتت حضورها القوي خلال الأزمات الكبرى التي شهدها لبنان، بدءًا من جائحة كورونا
ومرورًا بـ انفجار مرفأ بيروت وصولاً إلى الحرب الأخيرة، حيث شاركت فرقها
الميدانية في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم الطبي والإغاثي في المناطق المنكوبة.
وخلال الحرب الأخيرة، شكّل مركز حمزة الطبي
"نقطة ارتكاز أساسية” لخدمة منطقة مخيم البص وضواحيه بما يشمل الزراعة والمعشوق
والمساكن ومدينة صور، إذ تولّى علاج الجرحى ميدانيًا ونقل الحالات الحرجة وتأمين
الأدوية والعلاجات العاجلة رغم صعوبة الظروف الأمنية.
وأكدت إحدى الكوادر النسائية في المركز أن
الفريق الطبي مستمر في تطوير قدراته الميدانية، مشيرةً إلى أن الهدف هو "تعزيز
الجاهزية والاستعداد الدائم لأي طارئ، سواء ناتج عن حرب أو أزمة صحية واسعة النطاق”.
ويجسد افتتاح المركز الجديد التزام جمعية
الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية بمواصلة رسالتها الإنسانية في خدمة اللاجئين
وسكان الجنوب، وتعزيز قدرات البنية الصحية المحلية على التعامل مع الأزمات
والطوارئ، بما يضمن استدامة الرعاية الصحية وجودتها في أكثر المناطق حاجةً للدعم.