القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"الأونروا" تخفض مساعداتها للاجئين في لبنان وتزيد معاناتهم


الأربعاء، 23 نيسان، 2025

أثار قرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا" في لبنان بتقليل قيمة المساعدة المالية لبرنامج "حالات الشؤون" من 50 إلى 30 دولارًا للفرد الواحد، غضبًا واسعًا بين اللاجئين الفلسطينيين. يعتبر اللاجئون هذه الخطوة ضربة قاسية لقدرتهم على الصمود في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها منذ سنوات.

يعتمد آلاف اللاجئين على هذه المساعدة لتأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء، الدواء، والتعليم، بالإضافة إلى دفع فواتير الخدمات. لكن التخفيض الأخير بمقدار 20 دولارًا فاقم الوضع المعيشي المتردي بالفعل. ورغم توزيع "كرتونة غذائية" تقدر قيمتها بنحو 10 دولارات فقط حسب السكان، عبر الكثيرون عن عجزهم عن توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة، كما نقل موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

20 دولارًا تحدث فرقًا كبيرًا في حياة اللاجئين

في مخيم نهر البارد شمال لبنان، وصف اللاجئ الفلسطيني محمد ميعاري الوضع بالكارثي، مشيرًا إلى الظروف الصعبة من بطالة وارتفاع الأسعار. وأضاف أن تقليل المساعدة إلى 30 دولارًا يعني فقدان 20 دولارًا كانت ضرورية لتغطية مصاريف الطلاب والأدوية والاحتياجات الأساسية.

وتشاركه المعاناة أم خليل لوباني، أم لسبعة أفراد من المخيم نفسه، التي كانت تتلقى 350 دولارًا لشراء الطعام ودفع فواتير الكهرباء وتعليم بناتها. واليوم، بعد خصم 140 دولارًا، لم تعد قادرة على تلبية جميع الاحتياجات أو سداد الديون، مؤكدة أن الكرتونة الغذائية لا تكفي وتفتقر إلى مواد أساسية مثل الطحين والسكر والحليب.

الكرتونة الغذائية لا تعوض النقص المالي

وفي مخيم البداوي، رأت اللاجئة زينة منصور أن استبدال الـ 20 دولارًا بكرتونة غذائية غير عادل، مشيرة إلى أن قيمة الكرتونة الفعلية لا تتجاوز 10 دولارات. وأكدت أن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار ارتفاع الأسعار، وأن العديد من العائلات تعتمد على مساعدة "الشؤون" لدفع الإيجار أو شراء الأدوية أو حتى الطعام، معتبرة أن تقليل المساعدة قرار سلبي بكل المقاييس ويقلل من كرامة العائلات التي تعتمد عليها.

من مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، أوضحت مريم المقدح أن مبلغ الخمسين دولارًا لم يكن كافيًا في الأساس، حيث يُدفع مرة واحدة كل ثلاثة أشهر. وأعربت عن صدمتها بتقليص المبلغ بدلًا من زيادته في ظل الظروف الصعبة، مما زاد الضغط عليها وعلى عائلتها التي تعاني من ديون وفواتير أدوية وكهرباء.

وكشفت أم حسين الصغير من مخيم برج الشمالي جنوب لبنان أن عائلتها المكونة من 7 أفراد انخفضت مساعدتها من 350 إلى 210 دولارات فقط، مؤكدة أن المبلغ لا يكفي وتتراكم عليهم الديون. وأشارت إلى أن لديها ولدًا مريضًا يعتمد على المساعدة في علاجه وشراء أدويته، بينما راتب زوجها العامل في حصاد الليمون لا يغطي احتياجات المنزل. وانتقدت بشدة محتويات الكرتونة الغذائية التي تحتوي فقط على الحبوب، متسائلة عما إذا كان من المعقول تناول الحبوب يوميًا مع الحاجة إلى مواد أساسية أخرى مثل الزيت والسكر والطحين.

برد الشتاء وجوع اللاجئين في بعلبك

في مخيم الجليل ببعلبك، حيث يكون الطقس شديد البرودة في الشتاء، تبدو الأزمة مضاعفة. وأوضحت اللاجئة هيام حسين أن مبلغ الـ 50 دولارًا السابق لم يكن كافيًا لتغطية تكاليف التدفئة والإيجار والكهرباء، فكيف سيكون الحال بعد تقليصه إلى 30 دولارًا فقط؟ وأشارت إلى أن سكان بعلبك يواجهون صعوبات إضافية بسبب طبيعة المناخ، واصفة اللاجئ بأنه محاصر بين برد الشتاء وجوعه.

مطالب بإعادة المساعدة إلى مستواها السابق

يطالب اللاجئون الفلسطينيون في لبنان "الأونروا" بإعادة النظر في قرار تقليص المساعدات، خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات والحرمان من الحقوق المدنية والعمل. ويرون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى مزيد من الفقر والتهميش.

في ظل عدم وجود حلول جذرية، يواجه اللاجئ الفلسطيني واقعًا تزداد فيه الأزمات من تقليص خدمات "الأونروا" وارتفاع الأسعار إلى انعدام فرص العمل، مما ينذر بتدهور الأوضاع الاجتماعية والإنسانية داخل المخيمات.