«الأونـروا» تقيّـم ثـلاث سنـوات علـى عملهـا فـي إعمـار البـارد
في محاولة منها لاستيعاب ردات الفعل والاحتجاجات على تأخر تسليم الرزمة الأولى في مخيم نهر البارد القديم في الموعد المحدد، بداية الشهر الحالي، كما كان معلناً، وفي أول اعتراف ضمني منها بذلك، أصدرت «الأونروا» بياناً أمس، أقرت فيه بصدق توقعات الأهالي السلبية حيال المهل الزمنية التي كانت معطاة للتسليم، وقدمت فيه جردة حساب تضمنت أبرز ما تحقق من أعمال وعرضت المشاكل والعراقيل التي واجهتها في العام 2010.
ويأتي ذلك في وقت أجمعت فيه كل المعطيات المتوافرة من مصادر متابعة لعملية الإعمار على استحالة تسليم ما أنجز من أعمال بناء في الرزمة الأولى بداية العام، حيث بات التركيز حالياً على تسريع وتيرة العمل ومعالجة المشاكل والعوائق التي ظهرت لعدم إطالة فترة انتظار العائلات التي كانت تستعد للعودة. وكشفت معلومات لـ«السفير» أن «الشركة الملتزمة تنفيذ الأعمال أخلت بوعودها ولم تبذل مجهوداً إضافياً لتسليم الوحدات المتفق عليها، وأن هناك توجهاً حالياً لتمديد الفترة الزمنية للتسليم إلى نهاية شهر كانون الثاني حداً أقصى». إلا أن مصادر متابعة لسير العمل أوضحت أنه «من المستحيل في الوقت الراهن تحديد فترة زمنية للتسليم وعودة العائلات»، لافتة إلى «وجود عراقيل ميدانية عديدة بدءاً بعملية البناء وصولاً إلى مسألة تأهيل البنى التحتية، فضلاً عن عدم الانتهاء من وضع آلية عمل لتوزيع الأموال على العائلات لشراء فرش وأثاث المنازل، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخير التسليم لعدة أشهر عن الموعد الجديد المتداول».
وقيمت «الاونروا» في بيانها أمس «ثلاث سنوات ونصف السنة، مضت على انتهاء النزاع في مخيم نهر البارد، ولعل توقعات الأهالي كانت أكثر واقعية من الجدول الزمني المتوقع عندنا لاستكمال الرزمة الأولى، ومع ذلك فإن الإنجازات التي حققناها حتى الآن تعطينا طاقة متجددة لمواجهة تحديات العام الجديد». واعتبر البيان أنه «في العام ٢٠١٠، برزت الحاجة إلى بذل جهد وتنسيق كبير لتحقيق تقدم في إعادة الإعمار، نتج منه توثيق الآثار الجاري في الرزمة الثالثة، والإعمار في الرزمة الثانية، والإعمار في ثلاث من أصل ست مدارس تابعة للوكالة، وقرب الانتهاء من إعمار الرزمة الأولى، وسيتم في عام ٢٠١١ الانتهاء من الرزمتين الأولى والثانية».
وحول الأعمال في المناطق المتاخمة أوضح البيان أنه «تم الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل البنى التحتية التي أنجزت بفضل تعاون وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وقد وفرت أعمال إصلاح المساكن والتحضير لفصل الشتاء والصيانة الحد الأدنى من الراحة للعائلات النازحة التي تعيش في المساكن المؤقتة، بالإضافة إلى ذلك، التزمت الحكومة اللبنانية بإصلاح المنازل المتضررة جزئيا في مناطق البرايمات».