البحر يدّمر منازل اللاجئين: سقوط منزل من ثلاث طبقات الرشيدية
13منزلاً على وشك الانهيار ولا حلول قريبة لأزمة المنازل المجاورة للبحر
السبت، 25 كانون الثاني، 2020
متابعة – لاجئ نت:أفادت معلومات صحفية بأنه "انهار مبنى مؤلف من ثلاث طبقات في مخيم الرشيدية في منطقة صور نتيجة التصدعات والمد البحري جراء العاصفة منذ قرابة الاسبوعين، وقد حالت العناية دون وقوع خسائر بشرية بسبب خلو المنزل من اصحابه".
ونجت ليل الخميس - الجمعة عائلة اللاجىء الفلسطيني محمد الحاج موسى "أبو غازي الساعاتي" من الموت، في مخيم الرشيدية جنوب صور، بعدما انهار منزلها المؤلف من ثلاث طبقات، بفعل تلاطم الموج وانجراف الرمول من تحت قواعده الاسمنتية.
وإلى جانب هذه العائلة الكبيرة، التي تتفرع منها عائلات كانت تقطن الطبقات الثلاثة، يدهم الخطر حوالى خمسة عشر مبنى في المخيم المذكور على طول الشاطىء، تسكنها 56 عائلة ومباني أخرى في تجمع جل البحر للاجئين، عند مدخل صور الشمالي، ومخيمي البرج الشمالي والقاسمية
.
وقال صاحب المنزل، إنه وأولاده غادروا المنزل منذ عشرين يوماً، بعدما بدأ المبنى بالميل بفعل فقدان أساسته جراء الأمواج. وأشار إلى أنه فقد معظم أغراض منزله بعدما انهار المبنى مساء أمس الخميس.
وذكر أنه استأجر وأولاده منزلاً قريباً من المبنى المنهار، بعد أن أعطت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" 450 ألف ليرة لبنانية بدل إيجار لـ 3 شهور، لكل من العائلات الثالثة.
وبحسب الحاج موسى، فإن هذه المبالغ تكفي فعلياً لشهر ونصف فقط. وطالب الوكالة بإعمار منازل له ولولديه داخل مخيم الرشيدية، بعيداً عن الشاطئ، لكنها أخبرته بأن لا حل قريباً لمشكلة المنازل القريبة من البحر، وذكرت له أن الحل العاجل يتمثل في أن يشتري هو قطعة أرض في المخيم، وتقوم الوكالة بإعمار منزل له فيها. لكن الحاج موسى أكد أنه لا يملك أي جزء من المبلغ المطلوب لشراء الأرض، المقدر سعرها بين 15 و20 ألف دولار أمريكي.
إلى ذلك، ويوضح أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم، أحمد الفهد ("ابو الذهب") أن ما حدث ليلة الجمعة شكل كارثة حقيقية، بعد انهيار منزل مؤلف من ثلاث طبقات تقيم فيه ثلاث عائلات، هُجرت بفعل تبدد المبنى الذي ابتلعه البحر.
وأضاف الفهد، أن هناك 13 مبنى آخر على الشاطىء مهدد بالسقوط، أخليت حفاظاً على سلامة قاطنيها، كما حدث مع عائلة "الساعاتي" التي أخلت المنزل قبل انهياره. وقال أن منظمة التحرير الفلسطينية قدمت مساعدات مالية لأصحاب المنازل المهددة بالسقوط، وأن اللجنة الشعبية قدمت اقتراحاً إلى الأونروا يقضي بتأمين قطعة أرض من قبل المنظمة بعيدة عن البحر، لبناء منازل بديلة، مقابل تأمين الأونروا التمويل اللازم للتشييد.
مصادر في الأونروا أكدت أنها قامت بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي والمجلس النروجي للاجئين، بدفع بدلات إيواء لـ25 عائلة في الرشيدية، مقدارها أربعماية وخمسين ألف ليرة لكل عائلة. وهي بمثابة بدل إيجار مسكن لشهرين.
أما بخصوص بناء منازل بديلة، فتؤكد مصادر الأونروا أن أي إجراء من هذا النوع يتطلب بالدرجة الأولى تمويلاً من الجهات المانحة، وإذن بإعمار وإدخال مواد البناء إلى المخيم من السلطات اللبنانية، التي توافق عادة على الإعمار من بعد إنساني ووفق الظرف الملحّ، مشيرة إلى وجود خطة لدى الأونروا لترميم 54 منزلاً مهدداً بالسقوط، على أساس المعايير التي تعتمدها الأونروا.
ودق اتحاد لجان حق العودة "حق" ناقوس الخطر، وناشد الاونروا والدولة اللبنانية بضرورة الاسراع في بناء كاسر للامواج على امتداد الشاطئ والعمل السريع من اجل اعمار كل البيوت الاخرى الايلة للسقوط والتي تسببت بها العاصفة.
ووضع الاتحاد هذا الموضوع عند الجهات المعنية وتحمل والمسؤولية المباشرة في ايجاد الحلول السريعة لايواء هذه العائلات بمسكن يليق بحياة الانسان.
وتعود قضية المباني المهددة بالانهيار في مخيم الرشيدية إلى سنوات خلت. ومعظمها موجود عند الشاطىء في المخيم الجديد ومحيط المقبرة في الطرف الجنوبي، حيث تضرب أمواج البحر في مواسم العواصف أساسات المنازل، التي بنيت على عجل، في ظل عملية تقنين إدخال مواد البناء، التي تتولى ترتيبها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بالتنسيق مع السلطات الأمنية اللبنانية، في حين يحصل الكثيرون من أبناء المخيم وغيره على هذه المواد عبر التهريب بضعفي سعرها المتداول، لتأهيل منازلهم أو القيام بإضافات عليها
.