63 عاماً على النكبة - 15 أيّار: موعد العودة الى ... حدود فلسطين
السبت، 14 أيار، 2011
غدا، لساعات قليلة، يعود أهل فلسطين، من فلسطينيين وعرب، ليسلكوا طريقها، يعيدونها إلى القلب من كل ما يشغلهم عنها. غدا موعد لقاء خاطف مع فلسطين، في انتظار تحقيق العودة. وتفتح بلدة "مارون الراس" الحدودية أحضانها، تستقبل الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين، يقصدون النقطة الأقرب إلى فلسطين من لبنان، يحيون الذكرى الثالثة والستين للنكبة بالتأكيد بأن العودة حق، وبأن للحق موعد آت لا محالة. غدا، سيخرجون من مخيمات الشتات في الشمال وفي البقاع وفي بيروت وفي الجنوب، من أزقة البؤس الشاهدة على ظلم ذوي القربى، يتجهون إلى حيث يجب أن يكونوا، إلى حيث يحبون أن يكونوا، إلى بلادهم التي انتزعوا من أرضها قسرا، بقوة الظلم والقهر والخذلان. غدا، سيسلكون الطرق كلها التي تؤدي إلى أرضها المباركة، المسبية. غدا، لن ترى عيونهم سواها، هي التي تسكن القلوب، وتحكم العقول. هي، بمكانتها الثابتة في الوجدان العربي، بالأمس، كما اليوم والغد، بالرغم من كل مساعي التضليل والتشتيت. من بينهم من سيسافر بعينيه بحثا عن دار هجر منها، أو شجرة خبر أسرارها طفلا. ومن بينهم من سيمعن النظر بحثا عن وجه حبيب لقريب بقي فوق أرضها.منهم من سيمد يدا في محاولة للمس بعض من ترابها، ومن بينهم أطفال سيرون بلادهم للمرة الأولى. غدا، يرافقهم في رحلتهم الى حدود المباركة، أشقاء من لبنان، وسيوافيهم في موعدهم أشقاء من دول الطوق الأخرى. سيخرجون كل من أرضه، يلتقون عند النقطة الأقرب من ترابها في كل من الأدرن، ومصر، والقنيطرة في سوريا. ومن الجليل، سيوافيهم إخوانهم القابعين تحت الاحتلال منذ العام 1948، حاملين مكبرات للصوت، يتحاورون من خلالها. وعلى الطرق إلى فلسطين، خصص منظمو المسيرة من قوى وفعاليات لبنانية وفلسطينية نحو ألف وخمسمئة شخص سيعملون على التنسيق بين المشاركين وبين القوى الأمنية، قبل المسيرة، وفي أثناء تنفيذها، وبعدها، لضمان عدم وقوع أي عقبات. ولم تخصص نقاط تجمع تسبق نقطة الالتقاء في مارون الراس، باستثناء نقاط الإنطلاق في المناطق. ولدى الوصول الى البلدة الحدودية ستتوزع الحافلات في مداخل متعددة في البلدة، ثم يسير المشاركون مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات للوصول إلى المنتزه. ولن يُسمح لأحد بالنزول إلى الأراضي المحاذية للأسلاك الشائكة، الفاصلة بين الحدود اللبنانية - الفلسطينية. ويُتوقّع أن تصل الوفود المشاركة إلى المنتزه، بين التاسعة والنصف والعاشرة صباحاً، وتبدأ النشاطات عند العاشرة والنصف، وتضم أفلاماً وثائقية وأغان وطنية عن النكبة، بالإضافة إلى إطلاق بالونات هوائية تحمل رسائل إلى الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت ذاته. وسيوزع المنظمون وجبات سريعة على المشاركين. وحدّد المنظمون نقاط التجمع في بيروت، عند الثامنة صباحاً، كالتالي: شاتيلا (قرب قصر حمادة)، برج البراجنة (مسجد الفرقان)، مار الياس (قرب جامع بوبس)، الكولا، وقرب "الجامعة الأميركية". أما في الشمال، فيلتقي المشاركون عند الخامسة والنصف صباحاً، أمام مؤسسة "الصمود"، وفي الشارع العام لمخيم "نهر البارد". وعند العاشرة صباحاً، يلتقي المشاركون أمام المهنية في صيدا وعين الحلوة والمية ومية. أما المشاركين من صور، فيلتقون أمام كورنيش "الرست هاوس"، وشبريحا (ساحة البلدة)، وجل البحر (الدوار الجديد)، والرغلية (مدينة الملاهي)، والبص (ساحة سعد الله الخليل)، والبرج الشمالي (ساحة نورا)، والرشيدية (أمام الكنيسة). وعند السادسة صباحاً، يلتقي المشاركون من بعلبك أمام مخيم الجليل، وعند السابعة يلتقي المشاركون من البقاع أمام ساحة شتورا.