«الشعبية» تطلق تحركات في لبنان دعماً لأسرى فلسطين
الثلاثاء، 04 تشرينالأول، 2011
يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، ضمن حملة «معركة الأمعاء الخاوية»، التي بدأوها يوم الخميس الماضي، وهي أكبر حملة إضراب مفتوح عن الطعام تُقام في تاريخ الأسر داخل السجون الإسرائيلية. وانطلقت الحملة إثر إعلان كل من الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات والقيادي في «حماس» الشيخ جمال أبو الهيجاء، إضراباً شاملاً عن الطعام يوم الأربعاء الماضي، بسبب عزلهما في المعتقلات الإسرائيلية، الذي بدأ منذ أربع سنوات.
ويعاني الأسرى الذين تجاوز عددهم الستة آلاف أسير، من الإجراءات والممارسات الإسرائيلية القمعية، التي تمارسها بحقهم إدارة مصلحة السجون والوحدات الإسرائيلية الخاصة، في محاولة لكسر إرادتهم وثنيهم عن مطالبهم العادلة.
ودعماً للحملة، تشهد المحافظات الفلسطينية، كما العاصمة الأردنية عمّان، تحركات واعتصامات تضامنية. وفي لبنان، عقدت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أمس، مؤتمراً صحافياً حضره الأسير المحرر الزميل أنور ياسين، ومسؤول «الجبهة» في بيروت فؤاد ضاهر، أعلنت قيادتها خلاله عن سلسلة نشاطات تحدد بعد اجتماع ستعقده مع الهيئات الممثلة للمعتقلين، خلال الأسبوع الجاري.
أما على موقع «فيسبوك» فقد أطلقت أمس «حملة التضامن مع إضراب الأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية في لبنان»، ودعت إلى تغيير «الحالة الشخصية» (status) على الموقع إلى العبارة التالية: «أنا ... اسم الشخص... أعلن إضرابي عن الطعام لمدة 24 ساعة تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، وذلك ضمن حملة معركة الأمعاء الخاوية». ودعت الحملة أمس، إلى المشاركة في الإضراب عن الطعام، ضمن «يوم مؤازرة للأسرى وتضامناً معهم لتحقيق مطالبهم». كما دعت الى إرسال بيان عبر البريد الالكتروني الخاص بالصليب الأحمر الدولي، موقّعاً في ختامه باسم المرسل واسم الحملة، بهدف ممارسة ضغط على الهيئة. ويقول البيان الموحّد الصيغة: «إلى رفاقنا في السجون الصهيونية، إلى الأحرار الذين يواجهون كذب العالم بأمعائهم الخاوية ليثبتوا أنّهم أحرار رغم القيد، وأنّ انتماءهم أبعد من كلّ السخافة المنسوجة، من الحريّة وإلى الحريّة سيعودون». ودعا البيان «الصليب الأحمر الدوليّ لأن يتحمّل مسؤولياته الفعليّة والمعنويّة بالاهتمام برفاقنا الأسرى وبأوضاعهم المؤلمة». وختم البيان: «جوعكم جوعنا، قيدكم قيدنا، سائرون معكم الى أن ينتصر حقّكم أو نهوي، وكلا الاثنين وسامٌ نعتزّ به». وتعتزم الحملة نصب خيمة تضامنية أمام مقر الهيئة في منطقة كاراكاس، من مهامها تسليم ورقة تطالب «الصليب الأحمر الدولي» بأداء واجبه تجاه الأسرى والمعتقلين.
وفي سياق متصل، أصدر الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وتحديداً أسيرات «الجبهة الشعبية» وأسراها بياناً، دعوا فيه الى مساندتهم في إضرابهم عن الطعام «حتى يتم تحسين أوضاع الأسرى ووقف سياسة العزل». وجاء في البيان إن الإعلان عن بدء الإضراب المفتوح عن الطعام جاء «بعد استنفاد الوسائل والأساليب المختلفة كافة في نضال الأسرى المطلبي واليومي، والمتمثل بتوفير حياة كريمة، ووقف مصادرة حقوق الأسرى، والمساس بكرامتهم، وكرامة ذويهم». وطالب الأسرى بـ«العلاج الطبي بدلاً من الإهمال الذي يودي بهم إلى الموت البطيء، ووقف الهجمة المسعورة عليهم، حيث قامت مديرية سجون الاحتلال بوقف التعليم في الجامعات، ووقف إدخال الكتب، وكذلك وقف شكل التمثيل العام للأسرى».
ويلفت التقرير الشهري الصادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية «حريات» إلى أن «السجون تشهد حالة شديدة من الغليان لم تشهدها من قبل، ومن الممكن أن تؤدي في أي لحظة إلى الانفجار بفعل السياسة القمعية لمصلحة السجون الإسرائيلية، والمعاملة القاسية واللاإنسانية التي تنتهك وتتطاول يومياً على حقوق الأسرى الأساسية، على نحو غير مسبوق، في محاولة هي الأخطر منذ سنوات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وفرض شروط اعتقالي هي الأسوأ منذ بدايات الاعتقال الأولى، حيث الانقضاض على حقوق ومنجزات الأسرى التـــي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة الأسرى لعام 1949 والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الأسرى لعام 1957».
المصدر: زينة برجاوي – السفير