
الثلاثاء، 13 أيار، 2025
ندد أركان بدر، عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بحملة إعلامية وصفها بـ "الممنهجة"
تستهدف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وأكد في تصريح صحفي أن بعض
الفضائيات المحلية والعربية، بالإضافة إلى صحف ومنصات تواصل، تسعى إلى "تشويه
صورة المخيمات وإظهارها كعبء أمني خارج عن سيطرة الدولة".
واستنكر بدر ما وصفه بـ "أجواء
العداء السياسي تجاه الفلسطينيين" التي قال إنها سادت لبنان قبل أكثر من
ثلاثة عقود، محذراً من محاولات "استعادتها عبر حملات التحريض المضلّلة".
وشدد على أن الادعاء بأن "المخيمات جزر أمنية خارج سلطة الدولة غير دقيق
إطلاقًا"، موضحًا أن "جميع المخيمات محاطة بعناصر أمنية لبنانية، ولا
يمكن الدخول إليها إلا بإذن رسمي، ما يعني أنها خاضعة عمليا لرقابة الدولة".
وأشار القيادي الفلسطيني إلى
"وجود لجان شعبية وأمنية فلسطينية تنسق بشكل دائم مع الجهات اللبنانية"،
مؤكداً أنه يمكن من خلال هذا التنسيق "توقيف أي مطلوب، دون أن تواجه الدولة
صعوبات تُذكر".
وفي رده على الاتهامات بوجود تجار
مخدرات داخل المخيمات، أوضح بدر أن "هذه المواد تتسرّب من الخارج، وإن وجدت
حالات إدمان داخلية، فإن المؤسسات الأهلية واللجان المختصة تنشط لمكافحتها
بالتعاون مع الدولة". أما بشأن السلاح الفلسطيني، فأكد أن "الفصائل الفلسطينية
سلّمت سلاحها الثقيل منذ التسعينات، والسلاح المتبقي اليوم هو سلاح أفراد أو لجان
أمنية تقوم بمهام داخلية لحفظ النظام، بالتنسيق مع الجهات الرسمية"، واصفاً
الحديث عن "راجمات وصواريخ" بأنه "مجرد مبالغات هدفها شيطنة
المخيم".
واعتبر بدر أن "الوجود الفلسطيني
في لبنان هو وجود سياسي مرتبط بالقضية الفلسطينية، وليس تهديدًا للأمن أو
للاستقرار الداخلي"، مشيراً إلى أن "الفلسطينيين ليسوا طرفًا في
الانقسامات اللبنانية، بل يطمحون لعلاقات متوازنة مع الجميع".
ودعا بدر في ختام تصريحه "كل من
يرغب في الاطلاع على حقيقة أوضاع المخيمات" إلى زيارة مخيمات بيروت مثل برج
البراجنة وصبرا وشاتيلا، ليرى "بعينه واقع الفقر والتهميش والحرمان من الحقوق
الأساسية، من دون تهويل ولا تجنٍّ". وختم قائلاً: "كفى تشويها لمخيماتنا
وتحاملا عليها".
يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد حملات
تحريضية ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتكرار خطاب إعلامي يصور المخيمات على
أنها "مناطق خارجة عن القانون". وقد تعالت الأصوات الفلسطينية الرافضة
لهذا التوصيف، خاصة في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي يشهدها لبنان، حيث
يخشى الفلسطينيون من أن يتحولوا مجدداً إلى "شماعة تُعلّق عليها الأزمات"،
على غرار ما شهدته حقبة ما قبل الحرب الأهلية.