السبت، 23
تشرين الثاني، 2024
تصاعدت
الاحتجاجات في المخيمات الفلسطينية بلبنان، الجمعة 22 تشرين الثاني/ نوفمبر،
حيث نظمت المنظمات الجماهيرية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اعتصامات
أمام مقرات وكالة "الأونروا" في مخيمي البداوي في طرابلس شمال لبنان،
وعين الحلوة في صيدا جنوب لبنان، شارك فيها حشد من اللاجئين، وممثلون عن القوى
السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وممثلون عن اللجان الشعبية والنقابات.
وجاءت
الاعتصام ضمن سلسلة تحركات احتجاجية تهدف إلى الضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "الأونروا" للاستجابة لمطالب اللاجئين الملحّة في مواجهة
تداعيات العدوان "الإسرائيلي" على لبنان وانعكاساته السلبية على أوضاعهم
الإنسانية.
في مخيم
البداوي، شهد الاعتصام مشاركة واسعة من اللاجئين الفلسطينيين الذين تجمعوا أمام
مكتب مدير المخيم للتعبير عن مطالبهم، في كلمة ألقيت باسم المعتصمين، أُكِّدت على
أن اللاجئين الفلسطينيين، المقيمين في لبنان أو النازحين من سوريا، يعيشون ظروفًا
مأساوية تفاقمت بشكل كبير نتيجة العدوان.
دعا المعتصمون
وكالة "الأونروا" إلى إقرار خطة طوارئ شاملة لتلبية الاحتياجات الأساسية
للاجئين، وزيادة الدعم الإغاثي والمالي وتقديم مساعدات مالية عاجلة لمواجهة
الأزمات المعيشية، وتحسين الخدمات الصحية من خلال زيادة فرص الاستشفاء وتوفير
الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى تعزيز خدمات التعليم بما في ذلك توفير بيئة
تعليمية مناسبة واعتماد التعليم عن بُعد عند الحاجة.
أم علي،
مسؤولة المنظمات الجماهيرية للجبهة الديمقراطية في البداوي، ألقت كلمة أكدت فيها
أهمية التحرك الجماهيري للضغط على "الأونروا" لتأمين حقوق اللاجئين في
ظل الظروف الراهنة.
وقالت:
"نلتقي في هذا الاعتصام في إطار باكورة التحركات التي تنظمها المنظمات
الجماهيرية للجبهة الديمقراطية، للضغط على وكالة الأونروا لتأمين حقوق الناس
واللاجئين في ظل هذه الظروف الصعبة".
كما توجهت
بالتحية إلى المشاركين في الاعتصام، بمن فيهم النازحون اللبنانيون والفلسطينيون
الذين لجأوا إلى مخيم البداوي هرباً من العدوان على مناطق الجنوب اللبناني.
وفي مخيم عين
الحلوة، تجّمع حشد من اللاجئين وممثلي القوى الفلسطينية واللجان الشعبية، مام
عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المخيم، رافعين
شعارات تطالب الوكالة بالتحرك العاجل لتوفير مستلزمات الحياة الأساسية.
وفي كلمة
ألقاها خلال الاعتصام، أكد فؤاد عثمان، عضو قيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان،
على أهمية دور "الأونروا" كرمز دولي للاعتراف بقضية اللاجئين
الفلسطينيين حتى تحقيق حق العودة وفق القرار الأممي 194.
وأدان عثمان
قرار الكنيست "الإسرائيلي" بإغلاق مقرات "الأونروا" واصفاً
إياه بالاعتداء الصارخ على حقوق اللاجئين وانتهاك القوانين الدولية، ودعا المجتمع
الدولي إلى التدخل العاجل لإلزام الاحتلال بالتراجع عن هذا القرار.
كما تطرّق
عثمان إلى تدهور الأوضاع في مخيمات اللاجئين بلبنان، مشيراً إلى ارتفاع معدلات
البطالة وتراجع الخدمات الأساسية.
كما انتقد
غياب خطة طوارئ شاملة من قبل الوكالة، لمعالجة آثار العدوان
"الإسرائيلي" الأخير، الذي تسبب بنزوح آلاف العائلات الفلسطينية في ظروف
صعبة.
واختتم
المعتصمون فعاليتهم بتأكيدهم أن "الأونروا" مطالبة بتحمل مسؤولياتها
تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والوفاء بالتزاماتها الإنسانية، معتبرين أن
الأوضاع الراهنة تتطلب تحركاً سريعاً لتأمين الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم.
وفي سياق
متصل، شهد مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت صباح اليوم اعتصاماً
مشابهاً وفي ذات الإطار، شارك فيه ممثلو الفصائل الفلسطينية والمؤسسات المحلية
وأهالي المخيم.
وطالب
المعتصمون هناك بتفعيل خدمات "الأونروا" وفتح مراكزها المغلقة، إضافة
إلى تنفيذ خطة طوارئ شاملة تتضمن تقديم مساعدات إغاثية ومالية عاجلة لتعزيز صمود
اللاجئين في ظل الظروف الراهنة.