
الثلاثاء، 04 آذار، 2025
أطلقت الهيئة
الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي
للتدخل الفوري من أجل معالجة الأزمات الإنسانية التي يعاني منها اللاجئون
الفلسطينيون في لبنان. يأتي هذا النداء في ظل ظروف معيشية قاسية يعيشها اللاجئون
في المخيمات الفلسطينية، حيث يواجهون الفقر المدقع وغياب الخدمات الأساسية وأزمات
إنسانية متفاقمة.
وأكدت
"حشد" على التردي غير المسبوق لأوضاع اللاجئين في مخيمات لبنان، خاصة
بعد القرارات الأمريكية بتقليص الدعم المالي لوكالة "الأونروا"، مما أثر
سلباً على الخدمات المقدمة لهم. وأوضحت الهيئة أن حوالي 450 ألف لاجئ فلسطيني مسجل
لدى "الأونروا" في لبنان، يعيش العديد منهم في 12 مخيماً مكتظاً،
ويشكلون 10% من سكان لبنان.
وأشارت
"حشد" إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يفتقرون للحقوق المدنية
والاجتماعية وحق العمل، ولا يحملون جنسية بديلة، مما يجعلهم غير قادرين على التمتع
بالحقوق التي يحصل عليها الأجانب في لبنان. وكشفت الدراسات الحديثة أن معدلات
الفقر بين اللاجئين تصل إلى 73%، والبطالة إلى 56%، وتزداد الأوضاع سوءاً بين
اللاجئين القادمين من سوريا، حيث تصل نسبة الفقر المدقع بينهم إلى 89.1%.
وأوضحت
"حشد" أن المخيمات تعاني من مشاكل بنيوية واجتماعية متعددة، كارتفاع
معدلات الفقر والبطالة، والاكتظاظ السكاني، وتدهور البنية التحتية، ونقص الخدمات
الأساسية كالصرف الصحي والمياه، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي
والأمراض المزمنة.
وكشفت الهيئة
عن أزمة الأمن الغذائي التي يعاني منها اللاجئون، حيث يواجه 38% منهم انعدام الأمن
الغذائي المتوسط و24% انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعيش 27% من الأطفال في أسر
تعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد. كما تعاني المساكن من الرطوبة وتسرب المياه
وسوء التهوية والإضاءة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة والإعاقات.
وأكدت
"حشد" على وضوح قوانين حقوق الإنسان المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين،
لكن العائق الرئيسي هو السياسات الدولية وتقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على
الاحتلال الإسرائيلي لضمان حقوقهم. ودعت إلى توفير الحماية الدولية للاجئين حتى
عودتهم إلى ديارهم.
وطالبت
"حشد" المجتمع الدولي بتبني هذا النداء والعمل على ضمان الاستجابة لحقوق
اللاجئين في لبنان، بما في ذلك تعزيز خدمات "الأونروا" ورفض تقليص
دورها، والعمل مع الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لإعداد خطة تنموية شاملة
لتحسين ظروفهم المعيشية.