حماس ترفض موقف الادارة الامريكية حول اللاجئين
وتشيد بموقف كرينبول
الأربعاء، 29 أيار، 2019
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية هجومها على وكالة
إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في إطار تطبيق ما يسمى بـ "صفقة القرن"،
كان آخرها تصريحات المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، الذي زعم فيها أن الوكالة الدولية
"تعمل في الرمق الأخير".
تصريحات غرينبلات التي حملت موقفا أمريكيا خطيرا
تمثل باستعداد واشنطن إطلاق حوار مع الحكومات التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، لقي
رفضا من حركة حماس الذي اعتبرته تبنيا للرواية الصهونية، بينما أشادت بموقف مفوض عام
الأونروا الذي شدد على ضرورة توفير حل سياسي للاجئين الفلسطينيين.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون
غرينبلات في مجلس الأمن الأسبوع الماضي: "إن أمريكا أوقفت تمويل أونروا لأنها
لا تحقق ما نتمناه، وهي تعمل حاليًا في الرمق الأخير"، مضيفا "أن واشنطن
مستعدة لإطلاق حوار مع الحكومات التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين وهم يستحقون جهة
دعم أفضل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا"، حسب قوله.
عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس باسم نعيم،
أكد رفض حركته لتصريحات جرينبلات، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية ليست منحازة للاحتلال
الإسرائيلي فقط، بل تتبنى الرواية الصهيونية بالكامل والتي تقوم على شطب مقومات القضية
الفلسطينية وفي القلب منها ملف اللاجئين الفلسطينيين.
وقال نعيم في حديث صحفي، "الغريب أن جرينبلات
يعطي الحق لليهود الذين كانوا يعيشون في فلسطين قبل آلاف السنين بأن يعودوا في أي وقت
ومن أي مكان في العالم للإقامة في فلسطين، بينما ينكر حق اللاجئ الفلسطيني الذي هجر
من أرضه قبل 70 عاما".
وشدد على خطورة تطابق الرؤية الأمريكي للحل مع الرواية
الصهيونية، مؤكدا أن "اللاجئين الفلسطينيين يدركون هذه المخاطر، ولن يقبلوا بأي
حلول لا تتضمن الحد الأدنى لحقوقهم، وهو العودة للأراضي التي هُجروا منها والتعويض
عن الآلام الكبيرة التي تعرضوا لها في سنوات اللجوء".
وأوضح نعيم أن الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة المحتلة
والقدس والداخل المحتل، لن يقبلوا بأقل من العودة لأراضيهم وتعوضيهم عن سنواء اللجوء،
مشيرا الى أن الفريق الأمريكي الذي يدير ملف الصراع في الشرق الأوسط هو فريق صهيوني
بالكامل ويتكون من مجموعة من اليهود المتصهيين ويتبنى الرواية الإسرائيلية الأكثر تطرفا.
وفي السياق، ثمّن نعيم القيادي في حركة حماس، موقف
المفوض العام لوكالة الأونروا، بيير كرينبول، الذي أكد فيه أن المشكلة ليس بوجود الأونروا
لأنها تقوم بالدور المنوط بها برعاية وخدمة وحماية اللاجئين الفلسطينيين، بل المشكلة
فيمن فشل سياسيا بحل قضية اللاجئين بعودتهم الى أراضيهم.
وقال كرينبول في إحاطته أمام مجلس الأمن "إن
اللاجئين الفلسطينيين يحتاجون ويستحقون حلا سياسيا عادلا ودائما، وحتى ذلك الحين، نحن
مصممون في أونروا على الوفاء بالتفويض، الذي منحته إلينا الجمعية العامة للأمم المتحدة".
من جهته، قال نعيم، "إن هذا الموقف محل تقدير
وإشادة واحترام، وهو موقف متقدم جدا في الدفاع عن حق اللاجئين الفلسطينيين وإعادتهم
الى أراضيهم وتعويضهم عن سنوات اللجوء، وفي التأكيد على أهمية وجود الأونروا لخدمة
اللاجئين وحمايتهم الى حين حل مشكلتهم".
وأضاف: "نُعبر عن تقديرنا لهذا الموقف، ونحن
في جميع اتصالاتنا مع كل مستويات الوكالة نؤكد على موقف الشعب الفلسطيني الثابت في
قضية اللاجئين وعلى حقهم الفردي والجماعي بالعودة والتعويض"، متابعا: "سنناضل
الى جانب كل الأحرار من أجل حماية هذا الحق ومن أجل تسهيل مهمة عمل الأونروا في كافة
أماكن تواجدهم".
وبعد ساعات من تقديم إحاطته في مجلس الأمن، جدد
كرينبول في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة، موقفه بعدم القبول والسماح "بأية تهديد
للأونروا أو محاولة نزع الشرعية عنها"، مؤكدا "أن الوكالة تخدم اللاجئين
الفلسطينيين الذين يعانون منذ سنوات طويلة بسبب الصراع".
وقال مفوض وكالة الأونروا، "إن الوكالة لا
تملك تفويضا سياسيا، واستمرار عملها ومواصلة خدماتها أمر أساسي لأنّ اللاجئين يُواجهون
معاناة وأزمات كارثية نتيجة استمرار الصراع، وسيتواصل عمل الوكالة إلى حين إيجاد حل
عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين".