حملة -كرامة- لمقاطعة شركة فرنسية نفذت سكة حديد حول القدس
بيروت- 28 أيلول 2011
الترعاني: هل نكافئ "الستوم" بعطاء قطار الحرمين بين مكة والمدينة؟!
الضاهر: الحملة لا تستهدف السعودية وانما استبعاد الشركة من العطاء
بعلبكي يشيد باهداف الحملة والقائمين عليها ويدعو الاعلام الى دعمها
عقدت « كرامة.. الحملة الأوروبية لمقاطعة الستوم وشركاء تهويد القدس - »، مؤتمراً صحافياً في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الاربعاء 28 ايلول (سبتمبر) في مقر نقابة الصحافة اللبنانية للاعلان عن إطلاق الحملة ضد الشركة الفرنسية، وحض حكومة المملكة العربية السعودية على استبعاد شركة الستوم من عطاء مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة.
وقدم المؤتمر نقيب الصحفيين اللبنانيين الاستاذ محمد بعلبكي، الذي اشاد باهداف الحملة والقائمين عليها، داعيا الى دور حقيقي للاعلام من اجل كشف هذه الاعمال التي تقوم بها شركات تعمل ضد مصالح العرب والمسلمين.
وكشف رئيس حملة كرامة الناشط الفلسطيني في أوروبا وأميركا خالد مصطفى الترعاني، والمنسق العام للمبادرة الاوروبية لازالة الجدار والمستوطنات ومقرها في لاهاي خالد الضاهر كل التفاصيل المتعلقة بحملة المقاطعة، وضرورات التصدي لهذه الأعمال التي من شأنها الإضرار بمصلحة القضية الفلسطينية، وتدنيس الحرمين الشريفين بعد تدنيس قبلة المسلمين الأولى من قبل هذه الشركة.
وقال الترعاني ان اسباب اطلاق الحملة ضد الشركة الفرنسية باعتبارها شريكا في جريمة الاحتلال الاسرائيلي للقدس، مبينا ان ما قامت به يعتبر جريمة حرب بالمعنى القانوني لجرائم الحرب الدولية.
وأوضح الترعاني انه في العام 2002 أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي طرح عطاء لإنشاء سكة حديدية بقيمة 500 مليون يورو لنقل المستوطنين في القدس الغربية إلى القدس الشرقية المحتلة، وقد رسا العطاء على شركة الستوم، وتم الانتهاء من إيجاد مصادر استثمارية لتمويل المشروع في أوائل العام 2005، وفي نيسان (أبريل) 2006 تم بدء العمل في الخط الأول من المشروع، وانتهى في العام 2010، حيث سيمتد هذا الخط من مسار السكة الحديدية إلى مسافة 13.8كم، ويقف القطار خلال خط سيره في 23 محطة ليخدم 100 ألف مستوطن يومياً.
واضاف في أيلول (سبتمبر) 2007 قامت الشركة الفرنسية بتسليم 46 قطاراً ذات مواصفات خاصة إلى سلطات الاحتلال ليتم استخدامها في المشروع، وبحسب المخطط سيتم الانتهاء من بناء جميع الخطوط في نهاية العام 2020.
واوضح أن الهدف من المشروع خلق وقائع على الأرض تجذر تهويد القدس، وهو من المشاريع الاستيطانية التي ينفذها الاحتلال في القدس المحتلة من أجل تحويلها إلى عاصمة «للدولة اليهودية» المزعومة، وذلك بحسب مخطط التنظيم الهيكلي للمدينة الذي يطلق عليه الصهاينة 20/20.
وقال الترعاني أن هذا المشروع الذي يُنفذ على الأرض الفلسطينية هو في الحقيقة أساس لتطوير البنية التحتية الاستيطانية في القدس المحتلة، وهو بصفته هذه يشكل خرقاً خطيراً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف. وبناءً على ذلك، فإن شركة الستوم المتورطة في هذا المشروع تُعَدَّ داعمة بصورة مباشرة لعمليات التطهير العرقي التي يجرى تنفيذها على الفلسطينيين في القدس المحتلة عبر مخططات الجدار والاستيطان وشبكات الطرق الاستيطانية في المدينة المقدسة، التي يهدف الاحتلال من ورائها إلى الاستيلاء على أراضي وعقارات الفلسطينيين فيها.
واستغرب الترعاني متسائلا هل من الممكن ان يتم مكافأة الشركة الفرنسية عربيا؟!، متوقعا أن يرسو عليها مشروع قطار الحرمين السريع الذي سيربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة، بقيمة تمويلية تصل إلى 10 مليارات دولار، وتساءل هل من مصلحتنا عربيا واسلاميا ان تحصد هذه الشركة عدة مشاريع في عالمنا العربي، في السعودية والعراق والمغرب ومصر والكويت لبنان....
وقال الترعاني ان حملة كرامة وجهت رسالة الى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز، اوضحت فيها موقفها من قضية المقاطعة، وتمنت عليه استبعاد الشركة الفرنسية من هذا العطاء.
من جانبه قال خالد الضاهر، أن المبادرة الاوروبية لازالة الجدار والمستوطنات تقدم كل الدعم لحملة كرامة، لانها فعلا تدافع عن كرامة العرب والمسلمين.
وقال الضاهر ان حملات المقاطعة تجد صدى ايجابي في المجتمعات الاوروبية، بحيث يدافع الضمير الاوروبي عن ما تفعله سياسات بلادها، التي تنحاز في مجملها الى الاحتلال الاسرائيلي، وحيا الضاهر حركات المقاومة العربية، ولجان المقاطعة التي حاصرت الكثير من الشركات التي تتجرأ على التعامل مع الكيان الصهيوني.
وأكد الضاهر ان حملة كرامة لا تستهدف المملكة العربية السعودية وانما تهدف الى استبعاد شركة الستوم من عطاء مشروع قطار الحرمين.