القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حياة على الحافة: التعديات تُعمّق أزمة اللاجئين في «البرج الشمالي» والفصائل تتحرك


مخيم البرج الشمالي، خاص: لاجئ نت|| الجمعة، 04 تموز، 2025

في قلب مخيم البرج الشمالي، حيث تتشابك أزقة الفقر والبطالة مع نقص حاد في الخدمات الأساسية، أعلنت فصائل العمل الوطني الفلسطيني واللجان الشعبية والأهلية عن خطة عاجلة وميدانية لإزالة التعديات المتزايدة على الشوارع والمرافق العامة. هذا التحرك، الذي يأتي في ظل واقع معيشي مأساوي يزداد سوءًا، يُعد محاولة يائسة لتنظيم ما تبقى من حياة كريمة للاجئين، الذين يصارعون يوميًا من أجل أبسط مقومات البقاء.

تعديات تُعمّق جراح مخيم مُنهك: انعكاس لواقع الفقر المدقع

البيان الصادر عن الفصائل واللجان يُسلط الضوء على ما وصفوه بـ "تعديات متزايدة على الشوارع والمرافق والأماكن العامة"، مؤكدين أنها تُفاقم معاناة السكان وتُعيق حركة المرور ودخول الخدمات الأساسية. في مخيمات لبنان، حيث تُشير تقارير "الأونروا" ومنظمات دولية أخرى، مثل "اليونيسف" و"برنامج الغذاء العالمي"، إلى أن نسب الفقر المدقع بين اللاجئين الفلسطينيين تتجاوز 90%، وأن معدلات البطالة تُحلق في مستويات قياسية قد تتجاوز 70% في بعض القطاعات، تُصبح أي فوضى أو إعاقة للممرات الحيوية عاملاً إضافياً لتردي الأوضاع الإنسانية.

هذه التعديات، التي تشمل احتلال الأرصفة والمساحات العامة للبناء العشوائي، أو عرض البضائع بشكل يعيق الحركة، أو حتى تراكم النفايات، لا تُعيق فقط الحركة الطبيعية للمشاة والمركبات في شوارع المخيم الضيقة أصلاً، بل تُشكل خطراً حقيقياً على سلامة الأهالي. ففي حالات الطوارئ الطبية أو الحرائق التي قد تنشب في المساكن المتلاصقة، تُصبح عملية وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني مهمة شبه مستحيلة، مما يُعرض حياة المئات للخطر المباشر. كما تُساهم هذه التعديات في تفشي الأمراض بسبب سوء الصرف الصحي وتراكم القمامة، في بيئة تعاني أصلاً من نقص الرعاية الصحية الأولية.

نداء لرفع التعديات.. وجولات تفتيش قادمة بحزم

في سعيها لإعادة النظام وتخفيف الضغط عن الشارع الرئيسي المكتظ، دعت الفصائل واللجان "جميع الذين قاموا بالتعديات إزالتها بأسرع وقت حرصاً على المصلحة العامة". هذه الدعوة ليست مجرد بيان روتيني، بل تُعكس إحباطاً متزايداً من عدم استجابة بعض الأفراد لدعوات التنظيم السابقة.

ولم تكتفِ الفصائل واللجان بالدعوة، بل أعلنت عن عزمها القيام بـ"جولة ميدانية تشمل الشارع الرئيسي داخل المخيم لتبليغ أصحاب التعديات والعمل سوياً لإزالتها". هذه الخطوة تُشير إلى جدية في التعامل مع المشكلة وربما استنفاذها للحلول اللينة في ظل استمرار التعديات التي تُعيق الحياة اليومية وتُساهم في تدهور البنى التحتية المتهاوية أصلاً. الأوساط الشعبية في المخيم تنتظر هذه الجولات بترقب، آملة أن تُحدث فارقاً ملموساً في تخفيف الازدحام والفوضى.

"مصلحة أهلنا فوق كل اعتبار": دعوة أخيرة للتعاون في وجه اليأس

في ختام بيانها، ناشدت الفصائل واللجان أهالي المخيم "التعاون من أجل المصلحة العامة وتخفيف الضغط والازدحام في الشارع". هذه الدعوة للتعاضد تأتي في وقت يُعدّ فيه التعاون المجتمعي حجر الزاوية في مواجهة التحديات الهائلة التي تُثقل كاهل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. فهم يُعانون من تدهور مستمر في الخدمات الصحية، التعليمية، والبنى التحتية، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حقوقهم المدنية والاجتماعية التي تمنعهم من العمل في عدد كبير من المهن، وتحد من قدرتهم على تحسين أوضاعهم المعيشية.

تُشكل هذه الحملة محاولة محلية يائسة، ولكن ضرورية، للتخفيف من وطأة هذه الظروف القاسية، وتُبرز أن المجتمعات المحلية تسعى لإيجاد حلول لمشاكلها في ظل تقصير وتراجع دور الجهات الدولية واللبنانية الرسمية. ويبقى السؤال معلقاً حول مدى قدرة هذه المبادرات على إحداث تغيير جذري في واقع يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.