دبلوماسية نروجية في عين الحلوة: صورة مأساوية عن الواقع الفلسطيني
الأربعاء، 23 آذار 2011
محمد دهشة
كشفت مصادر لـ"صدى البلد" ان "اللجان الشعبية" وهيئات المجتمع المدني وبدعم من القوى السياسية الفلسطينية اتفقت على رفع سقف تحركاتها ضد ادارة "الاونروا" في لبنان وتقليص خدماتها الى حد المطالبة برحيل المدير العام سلفاتوري لومباردو الذي وصفته بانه "ينفذ سياسة الأونروا بطريقة سيئة، فهو دبلوماسي.. جيد يتحدث كثيرا ويفعل قليلا".
دفعت التحركات الفلسطينية ضد وكالة "الاونروا" في لبنان احتجاجا على تقليص خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية بممثلي عدد من الدول المانحة الى القيام بزيارات ميدانية الى المخيمات للاطلاع عن كثب على واقعها واسباب هذه التحركات مع تأكيدها انها ما زالت ملتزمة بدفع مما يتوجب عليها من مساعدات مالية للمؤسسة الدولية كي تقوم بمهامها في رعاية شؤون اللاجئين وتشغيلهم.
فقد زارت السكرتيرة الاولى في السفارة النروجية في لبنان ماي تونهايم مخيم عين الحلوة والتقت كلا من قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح، امين سر القوى الاسلامية الداعية الشيخ جمال خطاب، قبل ان تلتقي في مقر حركة "حماس" بممثلي "تحالف القوى الفلسطيني" حيث استمعت منهم الى معاناة ابناء المخيمات واسباب احتجاجهم على وكالة "الاونروا" على اعتبارها المسؤولة المعنية عن هذا الملف لدى السفارة النروجية.
وقد حرصت الدبلوماسية النروجية ماي على التجوال في شوارع المخيم وازقته الضيقة سيرا على الاقدام برفقة أمين سر "لجنة المتابعة الفلسطينية" عبد مقدح وعضو "اللجان الشعبية" عدنان الرفاعي، حيث رسمت صورة مأساوية عن الواقع المزري الذي تئن تحت وطأته الاف العائلات التي تعيش الفقر المدقع وتقطن في منازل متلاصقة لا تدخل اليها اشعة الشمس ويتقاسمها معها الرطوبة والبرد شتاء والحرارة صيفا.
واعربت ماي عن أسفها وتأثرها البالغ لموت عدد من المرضى على ابواب المستشفيات، ناهيك عن الواقع المزري، واعدة بنقل ما شاهدته الى المسؤولين النروجيين من اجل العمل على تخفيف المعاناة وخاصة الصحية منها.
رحيل سلفاتوري
واوضح عضو قيادة "حماس" في لبنان احمد عبد الهادي ان "اللقاء مع الدبلوماسية النروجية ماي كان ايجابيا، لقد ابلغناها رسالة واضحة بان الشعب الفلسطيني لن يسكت بعد اليوم عن موت مرضاه على ابواب المستشفيات ولن يقبل ان تقوم "الاونروا" بتقليص المزيد من الخدمات"، مشيرا الى "ان العجز المالي الذي تتذرع به "الاونروا" ليس سببا لهذا التقصير والاهمال طالما ان الدول المانحة تسدد ما يتوجب عليها من مساعدات مالية"، معتبرا في ذات الوقت ان المشكلة تكمن في الهدر والفساد.
واضاف "ان ادارة "الاونروا" باتت غير مؤهلة لتشرف وتكون مسؤولة ومؤتمنة على الاموال التي تتبرع بها الدول المانحة كي تقدم على شكل مشاريع او برامج لخدمة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا ان "المذكرة التي سترفع في الاعتصامات المقبلة ستتضمن بشكل واضح وصريح المطالبة برحيل المدير العام لوكالة "الاونروا" في لبنان سلفاتوري لومباردو.
اعتصامات سلمية
على وقع هذه الزيارة، تنفذ "اللجان الشعبية الفلسطينية" وهيئات المجتمع المدني بدعم من القوى السياسية اليوم الاربعاء اعتصاما امام مقري "الاونروا" الرئيسي في صيدا صور استكمالا للتحرك الاول الذي اقيم في بيروت تحت شعار الشعب الفلسطيني يريد اصلاح "الاونروا".
اوضح عبد مقدح ان التحركات ستكون سلمية وحضارية ولن نتراجع عنها وسيتم اقفال المكتبين ونصب خيم لرفع الصوت عاليا والتعبير عن شعار نريد اصلاح "الاونروا" ولم يعد مقبولا ان يموت المرضى على ابواب المستشفيات، في ذات الوقت نؤكد ان الادارة الحالية لوكالة "الاونروا" تأخذ تبرعات الدول المانحة ولكنها لا تنفقها في القضايا الهامة التي تخفف معاناة الشعب الفلسطيني.
وعلمت "صدى البلد"، ان لومباردو احتج لدى السلطات اللبنانية على الاعتصام الذي اقيم في بيروت لما تضمنه من تحركات "غير سلمية"، وقد ابلغت القوى اللبنانية الرسمية ممثلي "تحالف القوى الفلسطينية" بالامر، طالبة الالتزام بالقوانين والانظمة المرعية الاجراء، فكان الجواب ان الاعتصام كان سلميا ولم يتخلله اي إشكال وهو سيتواصل في المناطق الى ان يحقق الشعب الفلسطيني شعاره "نريد اصلاح الاونروا وقف تقليص الخدمات والهدر وموت المرضى على ابواب المستشفيات".
وذكرت مصادر فلسطينية، ان زيارة لومباردو الى بعض المسؤولين اللبنانيين الذي تربطهم علاقات تحالفية مع القوى الفلسطينية كانت بهدف تبرير موقف "الاونروا" وطلب عدم تصعيد التحركات الاحتجاجية في محاولة جديدة لاعادة تصحيح الخلل، في وقت وصف قيه ممثل حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل لومباردو بأنه "ينفذ سياسة الأونروا بطريقة سيئة، فهو دبلوماسي جيد يتحدث كثيرا ويفعل قليلا".