«شاهد» للرئيس عباس: هل ستناقش واقعنا الإنساني المرير؟
الأربعاء، 17 آب، 2011
نشرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، أمس، رسالة مفتوحة، وصلت شبكة «لاجئ نت» نسخة منه، تسأل فيها الرئيس محمود عباس عن برنامج الزيارة للبنان، وهل سيناقش الوضع الإنساني المرير الذي يعانيه اللاجئين الفلسطيين في لبنان، وكانت الرسالة على الشكل الآتي:
سيادة الرئيس محمود عباس،
نتوجه إليكم اليوم نحن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأنتم تزورون هذا البلد الجميل. نتوجه إليكم ولا ندري ما هو برنامجكم، هل سيناقش واقعنا الإنساني المرير، أم هل سيناقش واقعنا السياسي الرديء؟ هل سوف تلتقون مع فعاليات المجتمع الفلسطيني المدني والسياسي، هل سوف تزورون مخيم نهر البارد أو مخيم البص أو برج الشمالي أو مخيم عين الحلوة، أو مخيم الجليل؟
سيادة الرئيس، أهلا بك في ربوع المخيمات، في أزقتها في حواريها، أهلا بك في عتمة نهارنا وصعوبة عيشنا. عندما تزور المخيمات سوف تلقى منا كل الحفاوة والترحيب، فشعبك طيب مضياف وودود. جربه يا سيادة الرئيس. سوف تكبر في نظره أكثر، وسوف يشعرون بأنهم ليسوا متروكون للعراء، بل وراءهم قيادة حريصة مسؤولة تتابع كل صغيرة وكبيرة. ألا تستحق المخيمات منك زيارات وزيارات، لماذا يزور رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزاء خارجية جنودهم في الجنوب اللبناني باستمرار، وأنت لم تزر المخيمات منذ أن أصبحت رئيسا للشعب الفلسطيني سوى مرة واحدة يتيمة وعلى عجل؟ هل تشاطر آخرين بأن المخيمات هي جزر أمنية ومكان للرعب والخوف تأبى أن تزورها؟
سيادة الرئيس، رئيس دولة فلسطين، نخاطب فيك روح الأب العطوف على أبنائه، وحرص المسؤول على رعيته، ألاّ تتركنا فريسة للجوع والفقر والجهل. فنحن بأمس الحاجة إلى دعمكم بأمس الحاجة إلى الاستفادة من علاقاتكم اللبنانية والعربية والدولية. هل ستتحدثون مع الدولة اللبنانية بلغة واضحة صريحة وحاسمة، هل سوف تتركون الحكومات اللبنانية تنهش من حقوقنا ثم تمن علينا بفتات لا تسمن ولا تغني من جوع.
سيادة الرئيس، نستحلفك بالله أن ترتب أولياتك، في المصالحة، في رفع الحصار عن قطاع غزة، في تثبيت حق العودة وتأمين حياة كريمة للإنسان الفلسطيني أينما وجد خصوصا في لبنان، فالإنسان الفلسطيني أولى من أي شيء آخر. وتعلم يا سيادة الرئيس حق العلم أن الإحتلال يزداد شراسة ولؤماً بحق مواطنيك، يسرق أرضهم، وماءهم وهواءهم وحريتهم، وفيما صوت الجرافات يعلو فوق أي صوت آخر، وفيما الاحتلال يرفض عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم، أي عودتنا نحن أبناؤك.
سيادة الرئيس، متى يمارس اللاجئون الفلسطينيون حقهم في اختيار رئيس لهم، متى ينتخب اللاجئون ممثلين عنهم في المجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية، واللجان الشعبية؟ أليس الحكم الصالح والديموقراطية من أبجديات العمل السياسي التي يتوق لها شعبك؟ ألم يضرب شعبك مثلاً رائعاً في الانتخابات التي جرت في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ هل يقل شعبك في الشتات حيوية ونشاطاً وحباً للتغيير عن سواه؟
سيادة الرئيس، لعلكم تراقبون التغيرات البنيوية والسياسية والخدماتية التي تشهدها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا). إن هذه التغيرات تضر بمصالح شعبك وتؤذي أمنه الإجتماعي. فهلاّ وضعتم حداً لها؟ وهلا راقبتم أداءها وحاسبتم الفاسدين فيها؟ إن إدارة الأونروا يا سيادة الرئيس تستند في عملها إلى دعمكم. فهل يدعم الرئيس الأونروا ضد شعبه؟ ألم توجد الأونروا من أجل خدمة الشعب الفلسطيني وإغاثته وتشغيله؟
سيادة الرئيس، متى تكتمل المصالحة، ومتى يرتاح الفلسطيني من الانقسام، ولماذا لم يتم تنفيذ ما اتفقتم عليه مع إخوانكم في حماس وتشكيل الحكومة والبدء بالعمل مباشرة؟ هل تعلم أن المصالحة وتنفيذ بنودها لها آثار طيبة في نفوس شعبك في لبنان وسواه؟ وهل تعلم أن العالم لا يحترم الضعفاء، بل يحترم الأقوياء بوحدة شعبهم وثقتهم به؟
أهلا بك يا سيادة الرئيس في لبنان، وأهلا بك في ربوع مخيماتك....