صدر حديثاً كتاب «أسواق فلسطين» للكاتب جهاد أحمد دكور. ويتحدث عن أسواق فلسطين التي كانت مظهراً حضارياً وتعبر عن أوجه نشاط الشعب الحيوي في مجال توفير متطلبات حياته وحاجاته اليومية والمتعددة من الحرف والصنائع والتجارات وفي المأكل والملبس والمشرب.. ويؤكد أن تلك الأسواق كانت الصدر الرحب للتواصل مع الأحبة من الأقراباء والأصدقاء والجيران وعابري الصحاري والبحار والفيافي والقفار، ولتبادل المصالح والأهداف والمنافع، ومجال لتوطيد العلاقات وتداخل الثقافات.

يعمل هذا الكتاب على إحياء التراث الفلسطيني النابض بالحياة ويبين مسيرة الشعب وتمايزه حين كانت بلاده مقصداً لكل طامح وكان جنيهها يدغدغ خيال العديد من المغامرين من العرب والاجانب، كما ويقدم العديد من الوثائق والصور الرسمية والشعبية التي تبرز النواحي القانونية والأنشطة الشعبية والتي تدل على مدى التقدم والرقي الذي بلغه شعبها الباسل.

ويحوي الكتاب ستة فصول تبدأ بالإطار الجغرافي والأهمية الإقتصادية لهذه الأسواق ومن ثم ينتقل إلى التعريف وتاريخ نشأتها ودورها الإقتصادي والإجتماعي. كذلك يسرد الكتاب طرق تنظيم السوق وإدارته وأنواعه من حيث المكان في المدن والقرى أو من حيث الزمان كالأسواق الأسبوعية والموسمية. بعدها يتحدث الكتاب عن رواد الأسواق ورافدوها.

ويغوص أيضاً في تفاصيل الأسواق مسمياً الحرف والصنائع بمسمياتها القديمة بحسب طبيعة التجارة ويتطرق إلى العملات المستخدمة والموازين والمقادير التي كانت معتمدة بين البائع والشاري. وأخيراً يذكر الكتاب مقتطفات من أحاديث السوق الذي كان مرتعاً لأهالي المنطقة إضافة إلى الطرائف والمصادفات التي كانت تحدث في فترة ما قبل النكبة.

الكاتب أحمد دكور هو باحث في التراث الفلسطيني، حائز على إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية وعمل مدرساً في وكالة الغوث، وهو عضو مؤسس في اللجنة الفلسطينية للثقافة والتراث في صور جنوب لبنان وقد أسس مكتبة عامة ومتحف تراث يتضمن آلاف الكتب والوثائق والقطع التراثية المصنوعة قبل النكبة.