عباس وعد لبنان بإيفاد مسؤولين أمنيين لضبط المخيمات
السبت، 27 آب، 2011
كشفت اوساط فلسطينية اطلعت على اجواء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين لـ "المركزية" عن وعد قطعه عباس لهؤلاء بإيفاد مسؤولين امنيين فلسطينيين إلى لبنان في وقت قريب لإجراء اتصالات مع القيادات اللبنانية في ما يتصل بوضع آلية تكفل ضبط اوضاع المخيمات وتمنع استمرار بقائها مرتعاً للخارجين على القانون والفارين من وجه العدالة تمهيداً لتنظيفها وتسليم كل مطلوب إلى الدولة اللبنانية.
وتكتسب الخطوة الفلسطينية اهمية بالغة من زاوية المعالجة بين منظمة فتح وحركة حماس التي ارست اسس التنسيق والتواصل بين اللاعبين الفلسطينيين الابرز على الساحة اللبنانية، ما يعزز فرص نجاح محاولة ضبط السلاح، خصوصا ان الدولة الفلسطينية على عتبة نيل الاعتراف الدولي بها في ايلول المقبل حيث يرأس لبنان الدورة العادية لمجلس الامن، وهو أمر يفرض حزمة اجراءات من الجانب الفلسطيني لتعزيز موقفه اقلها انضباط اللاجئين في البلدان التي تستضيفهم وعدم ترك المخيمات سائبة وقابلة للاشتعال في اية لحظة.
وتوازياً، دعت مصادر لبنانية متابعة إلى عدم المراهنة على الوعود الفلسطينية والاغداق في التفاؤل، ذلك ان طرح الرئيس عباس تجريد المخيمات من السلاح باعتبار ان الدولة اللبنانية تحميها هو شعار غير قابل للتنفيذ، اقله راهنا، فالجميع على يقين بأن ملف المخيمات متشعب ومفتوح على اكثر من جهة تتحكم فيه مصالح اقليمية توظفه في رسائلها الدولية ولعبتها الاقليمية. وسألت عن الطرف القادر راهنا على الامساك بالقضية ونزع هذا السلاح المتشعب في اتجاهات عدة.
ولاحظت المصادر اللبنانية المتابعة ان المنطق يفترض التعاطي من وجهة النظر الداعية إلى تشكيل لجنة من القوى والفصائل الفلسطينية لتولي مهمة ضبط الوضع الامني وتنظيم السلاح الفائض ضمن مخازن المراقبة. على ان تتولى التنسيق مع السلطات الامنية اللبنانية لأحكام القبضة على الوضع الامني داخل المخيمات.
أما في الشق المتصل بمعسكرات التدريب الفلسطينية المنتشرة في اكثر من منطقة ولا سيما بقاعا فأكدت المصادر ان المحادثات اللبنانية – الفلسطينية انتهت إلى التوافق على ضرورة معالجة اوضاعها على مستويات ثلاثة لبنانيا وفلسطينيا وسوريا، باعتبارها قضية شائكة ومتداخلة تتطلب تواصلا ثلاثيا لتحديد كمية السلاح الموجود فيها وضبط عملية الدخول والخروج منها واليها ووضع نقاط للجيش في محيطها.
الا ان مرحلة ما بعد زيارة عباس للبنان شهدت سلسلة خطوات اجرائية تمثلت وفق معلومات "المركزية" بإيعاز رئاسي إلى السفير عبدالله عبدالله بوجوب بذل اقصى الجهود لضبط الوضع الفلسطيني في لبنان كما أوضاع السفارة الداخلية بعدما ارتقت إلى هذه المرتبة واعدا بتحسين موازنتها واجراء تشكيلات دبلوماسية جديدة. كما اوعز عباس إلى قيادة فتح بالسعي إلى التهدئة وعدم اللجوء إلى السلاح في حال حصول اي اشكال والعمل على انهاء الخلافات الداخلية في المنظمة ورفع تقارير إلى قيادة السلطة في رام الله بالتجاوزات التي ترتكبها القوى الاسلامية المتشددة داخل المخيمات.
المصدر: المركزية