القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غضب واحتجاجات طلابية في مخيم الجليل بلبنان رفضاً لقرار "الأونروا" بدمج الصفوف الدراسية


الخميس، 10 نيسان، 2025

أثار قرار وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بدمج عدد من الصفوف في مدرسة القسطل الثانوية بمخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في منطقة البقاع اللبناني استياءً واسعاً بين الطلاب وأولياء الأمور. وعبر المحتجون عن قلقهم العميق إزاء التأثير السلبي المحتمل لهذا الإجراء على جودة التعليم، خاصةً مع تطبيقه في منتصف العام الدراسي وفي فترة حاسمة من السنة الأكاديمية.

وقد نفذ العشرات من الطلاب وأولياء الأمور اعتصاماً صباح يوم الاثنين الموافق 7 أبريل أمام مبنى المدرسة الثانوية، احتجاجاً على دمج صفي الثاني الابتدائي والعاشر الأساسي. وطالب المحتجون إدارة التعليم في وكالة "الأونروا" بالتراجع الفوري عن هذا القرار، الذي وصفوه بأنه يشكل تهديداً مباشراً لمستوى التعليم ومصلحة الطلاب.

ألقت الطالبة رهف عبد القادر كلمة باسم الطلاب المعتصمين، أعربت فيها عن رفضهم لما وصفته بـ "بيئة صفية غير مناسبة" نتيجة للاكتظاظ وتغيير المعلمين في منتصف العام الدراسي. وأكدت أن هذا الوضع يؤثر سلباً على استقرارهم النفسي وتحصيلهم العلمي.

وأضافت قائلة: "القرار يهدد مستقبلنا الدراسي، ولن نصمت أمام أي قرار يمس بحقنا في تعليم عادل وآمن. وسنستمر في تنظيم الاعتصامات وإطلاق الحملات الإعلامية حتى يتم التراجع عنه."

من جانبه، أوضح حسام جحا، وهو أحد أولياء الأمور المشاركين في الاعتصام، أن القرار تضمن دمج ثلاث شعب من الصف العاشر وتحويلها إلى شعبتين فقط. وأشار إلى أنه على الرغم من أن عدد الطلاب في الصف العاشر يبلغ 70 وليس 80 كما تردد، إلا أن هذا لا ينفي حقيقة الاكتظاظ، خاصة وأن الدمج تم في منتصف العام الدراسي، مما يؤثر سلباً على العملية التعليمية.

واستنكر جحا قائلاً: "إذا كان المنزل الصغير الذي يضم خمسة أشخاص يجدون صعوبة في التواصل بينهم، فكيف سيتسع صف دراسي لأكثر من 40 طالباً؟ كيف يمكن للمعلم أن يشرح ويوصل المعلومة بهذا الشكل؟"

كما لفت إلى أن طلاب الصف العاشر يمرون بمرحلة تعليمية حرجة يتم فيها تحديد مسارهم العلمي أو الأدبي، مما يجعل قرار الدمج أكثر خطورة. وأضاف أن طلاب الصف العاشر رفضوا دخول الصف يوم أمس، وأن أولياء الأمور يتابعون القضية مع اللجان الشعبية التي رفعت بدورها مذكرة رسمية إلى مدير التعليم في وكالة "الأونروا" مطالبة بإلغاء قرار الدمج أو تأجيله على الأقل إلى نهاية العام الدراسي مع زيادة فورية في عدد المعلمين.

وأكد جحا أن أولياء الأمور يسعون حالياً لتنظيم اجتماع قريب مع مدير التعليم في "الأونروا" في لبنان، مشدداً على أن تحركات الأهالي ستتواصل حتى يتم التوصل إلى رد رسمي يراعي مصلحة الطلاب ويلبي مطالبهم الأساسية بتوفير بيئة تعليمية صحية وآمنة.

يأتي هذا التحرك في سياق أزمة أوسع تعاني منها مدارس "الأونروا" في لبنان، نتيجة لتقليصات التمويل وتأثيراتها المتلاحقة على الخدمات التعليمية، مما يثير مخاوف عميقة لدى اللاجئين الفلسطينيين بشأن مستقبل حقهم الأساسي في التعليم.