فلسطينيّو الشمال في مسيرة العودة: راجعون
السبت، 14 أيار، 2011
يُعِدّ بعض كبار السن في مخيمي البداوي ونهر البارد (عبد الكافي الصمد) أنفسهم ليلقوا غداً نظرة على قراهم وبلداتهم الواقعة على مرمى حجر من بلدة مارون الراس، مستغلين في سبيل تحقيق غايتهم مشاركتهم في «مسيرة العودة إلى فلسطين»، لدرجة أن أحدهم حرص لدى تسجيل اسمه ضمن لائحة المشاركين على تأكيد أنه سيُحضر معه مفتاح منزله، بينما سألت زوجته: «هل سيسمحون لي بالدخول لجلب بعض الأغراض التي بقيت في البيت الذي تركته قبل عام 67؟».
هذا الحنين الكبير إلى العودة، ولو إلى تخوم فلسطين، لا يقتصر على الكبار وحدهم، بل إن الشباب يراودهم حنين مشابه، وهو ما أكده المنسّق اللوجستي للمسيرة في الشمال خالد اليمني الذي أكد لـ«الأخبار» أن «الكبار لم يموتوا إلا بعد أن زرعوا في نفوس الشباب والصغار حبّ العودة إلى فلسطين، وأن ذلك حقّ مقدس لهم».
ما يجري في مخيمي البداوي ونهر البارد من استعدادات لمسيرة الغد، جعل بعض الأطفال الصغار يسألون أهاليهم ببراءة: «نحنا رايحين نرجع على ديارنا في فلسطين؟»، فيأتيهم الرد: «إيه، راجعين!».
الاهتمام بمسيرة الغد لم يتجاوز التوقعات فقط، بل أيضاً القدرة على استيعاب الأعداد التي ترغب في المشاركة، ما دفع المكاتب التي افتُُتحت منذ أيام في المخيمين لتسجيل أسماء المشاركين إلى إيقاف ذلك رسمياً، ابتداءً من مساء أول من أمس، بعد وصول الرقم إلى 9600 شخص، بعد تعليمات وصلتها من القيادة المركزية للمسيرة في بيروت، إلا أنها أبقت مكاتبها مفتوحة لتسجيل أسماء إضافية، وإنْ كان احتمال مشاركتها ضعيفاً نظراً إلى عدم وجود أماكن شاغرة، حتى لا يسبّب إغلاق المكاتب استياء من لم يُسجّل اسمه بعد ضمن اللوائح.
«نحو 200 حافلة جرى تأمينها من أجل نقل المشاركين»، حسب قول اليمني الذي أشار إلى أن «كلاً منها يتّسع لخمسين شخصاً، وأنها ستنطلق تباعاً ابتداءً من الساعة الرابعة فجراً باتجاه الجنوب»، لافتاً إلى أن «كل حافلة ستحمل رقماً واسماً، قد يكون اسم قرية ما في فلسطين، وأن عناصر الانضباط سيواكبون المسيرة منذ البداية حتى نهايتها، بعد تنسيق كامل مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية».