في ذكرى النكبة؛ الانقسام تحت أقدامنا، والمصالحة تاج رؤوسنا
الأحد، 15 أيار، 2011
بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني، اصدرت مفوضية الإعلام والثقافة - لبنان بيانا قالت فيه كان الاعلان عن توقيع وثيقة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أقدس هدية قدّمتها القيادة الفلسطينية إلى الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة الثالثة والستين، وهذا شكَّل عربون وفاء واحترام لإرادة الشعب الفلسطيني، ولشهدائه الابطال، ولأسراه الصامدين في معتقلات العدو الصهيوني.
لقد شكَّلت نكبة العام 1948 مأساةً حقيقية، ومجزرة رهيبة سواء أكان ذلك على مستوى المذابح المخطَّط لها مُسبقاً بحق شعبنا من قبل عصابات الشتيرن ، والهاغانه والأراغون، أم على مستوى حالة الشتات والتشرد والضياع في شتى بقاع الارض. جرى ذلك كله بدعم كامل من الانتداب البريطاني الذي تخلى عن مسؤولياته المنوطة به من قبل الامم المتحدة لمساعدة الشعب الفلسطيني في بناء دولته، و لكنه جَنَحَ إلى تقديم الدعم العسكري واللوجستي، والسياسي لقيام الكيان الإسرائيلي وتأمين وصول موجات من شذاذ الافاق بالتعاون مع الحركة الصهيونية إلى أرض ليست أرضهم، وبالمقابل إقتلاع شعبٍ عريق في أصالته وانتمائه العربي لهذه الارض المعروفة بتاريخها. وكان ذلك هو التجسيد العملي وبقوة الإرهاب والسلاح لوعد بلفور الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا في العام 1917 خدمة لليهود، ولتسهيل خروجهم من أوروبا وأميركا وغيرها من الدول التي كانت تكنُّ الكراهية والحقد لليهود الذين أساؤوا لشعوب هذه الدول وتآمروا عليها.
لقد تُرك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة أشرس وأعتى مؤامرة تعرَّض لها شعبٌ في التاريخ المعاصر، وما زالت مفاعيل هذه المؤامرة المدِّمرة قائمة منذ ثلاثة وستين عاماً، والمؤلم أن كافة دول العالم نالت استقلالها وحريتها باستثناء الشعب الفلسطيني الذي مازالت أرضه محتلة، ومازال يعيش مشرداً مشتتاً في كل أنحاء المعمورة.إنَّ المجتمع الدولي الذي اعترف بإقامة الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية ظلماً وعدواناً، فإنه هو نفسه مازال يمارس الظلم والقهر لشعبنا حيث إنه لم يوافق حتى الآن على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة في الرابع من حزيران العام 1967، وهي في الواقع لا تساوي نصف المساحة المقررة للدولة الفلسطينية في قرار التقسيم 181 الذي أقرته الشرعية الدولية نفسها في العام 1947. كما أنَّ المجتمع الدولي وبسبب الفيتو الاميركي الحليف للكيان الصهيوني ما زال يسمح للاحتلال بالاستيطان، والتهويد، وبناء الجدار المدَّمر لعملية السلام، وممارسة عمليات الهدم والتجريف والحفر في القدس وأقصاها، وشنَّ حملات الاعتقال لتطال الاطفال والنساء والشيوخ، وممارسة شتى أشكال التعذيب والتنكيل،وحرمان الأسرى المرضى من العلاج.لقد أرادت الحركة الصهيونية ان تجعل النكبة كابوساً على حياة شعبنا يجذِر ويعِّمق تداعيات هذه النكبة في الوعي الوطني الفلسطيني لزرْع الاحباط واليأس في نفوس أجياله، لكنّ الارادة الوطنية للشعب الفلسطيني انتفضت بوجه النكبة فكانت انطلاقة الثورة،وكانت الطلقة الأولى، وتجسَّدت الهوية الوطنية، والكيانية الفلسطينية، والعودة إلى أرض الوطن، وتجسيد الوحدة الوطنية، كل ذلك شكَّل حالة الوعي الوطني والثوري التي تمكَّنت من اقتلاع جذور النكبة وكل تداعياتها، لتجذِر مكانها الايمان الكامل بقدرة شعبنا على تقرير مصيره بنفسه، والتزامه المبدئي بمواصلة كفاحه على كافة الصعد، وفي كافة المجالات لإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتحقيق العودة لشعبنا المشرَّد إلى أرضه التي طُرد منها، وذلك استناداً إلى القرار الدولي 194.
في هذه المناسبة ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات إلى يوم وطني غاضبٍ بوجه الاحتلال الاسرائيلي يؤكد التمسُّك بثوابتنا الوطنية، وبقيادتنا الفلسطينية التاريخية التي قادت ثورتنا المعاصرة على مدى نصف قرن بدأها الشهيد الرمز ياسر عرفات – طيَّب الله ثراه – ويكملها الرئيس محمود عباس أبو مازن ، يدقُّ أبواب الامم المتحدة بقوة الحق الفلسطيني المقدّس في أرضه، معلناً بداية فتحٍ سياسي تاريخي مبنيٍّ على وحدةٍ وطنية راسخة، ومصالحة شاملةٍ، ومقارعةٍ واعيةٍ للغطرسة الاسرائيلية، وإصرارٍ شعبي عربي على نيل الحرية وممارسة الديمقراطية، وقناعةٍ دولية بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الاراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وفي هذه المناسبة أيضاً لا ننسى نكبة أهلنا في مخيم نهر البارد التي بدأت في 20/5/2007، وللأسف فأنّ معاناةَ أهله ما زالت قائمةً فلا الأهالي عادوا إلى بيوتهم، ولا التجار حصلوا على التعويضات عن الخسائر الباهظة، ولا أصحاب المباني المتضررة حصلوا على بدل عن الترميم، وما زال الأهالي يعيشون أوضاعاً معيشية، واجتماعية، وأمنية غاية في الصعوبة. وآن الأوان للقيادة الفلسطينية أن تعطي الاولوية في اهتماماتها لأهلنا المنكوبين من جراء أحداثٍ لا ذنب لهم فيها.
إننا ندعو كافة أبناء شعبنا الفلسطيني للمشاركة الواسعة في مختلف النشاطات المقررة في هذه المناسبة.
والنصر آتٍ آت بإذن الله وإننا لعائدون
حركة فتح- مفوضية الاعلام والثقافة- لبنان
15/5/2011