القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

«كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» في الذكرى الـ 29 للمجزرة: مسيرة شعبية ولقاءات رسمية.. وستيفانو كاريني الحاضر الغائب

«كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» في الذكرى الـ 29 للمجزرة: مسيرة شعبية ولقاءات رسمية.. وستيفانو كاريني الحاضر الغائب

السبت، 17 أيلول، 2011

إنه السابع عشر من أيلول 2011، موعد الذكرى التاسعة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا. خمس وأربعون شخصية اكاديمية وإعلامية وطبية، قطعت المسافات من إيطاليا، وفنلندا، وأميركا، وفرنسا، وماليزيا، والصين، لتتلاقى مع أهالي الضحايا، الذين ينتظرون التاريخ المذكور في كل عام، ليستقبلوا وفوداً أجنبية، هي الوحيدة التي تواسيهم في المصاب الفردي والوطني والإنساني.

في كل سنة، يزور الوفد لبنان، حتى أن بعض أفراده باتوا ينادون على الأهالي بأسمائهم وكنياتهم، ويلقون التحية عليهم بتعبير: «السلام عليكم». في المقابل، يبادلهم الأهالي المحبة ذاتها، فيرفعون صورة الناشط الإيطالي الراحل ستيفانو كاريني إلى جانب الراية الفلسطينية، علماً بأن كاريني أبى أن يغفل التاريخ شهداء المجزرة، فأسّس لجنة تحمل اسمهم، وتكرّمهم في كل عام.

ألف المخيم وجوهاً من اللجنة. وألفوا وعوداً تتجدد على ألسنة أعضائها، أمام اللاجئين في المخيمات الفلسطينية، بانتظار أن ياتي اليوم الذي تشهد فيه الزيارة على بشرى منح الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينين.

مسيرة وحفل إحياءً للذكرى

بالأمس، خرج أعضاء اللجنة باكراً، للمشاركة في المسيرة الشعبية والسنوية. تفضح العينان الزرقاوان والشعر الأشقر جنسية الناشط الأجنبية، إذ يصعب تمييز الناشطين عن الفلسطينيين في المسيرة لولاها، إذ اتشحوا بالرايات والشالات الفلسطينية.

انطلقت المسيرة برعاية رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد سعيد الخنسا، ومشاركته، كما سار فيها سفير دولة فلسطين في لبنان عبد الله عبد الله، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، وقد تقدمتها فرقة الكشاف التابعة لـ«بيت أطفال الصمود». وكان قد سبق المسيرة حفل خطابي، قدّمه معاون الملف الفلسطيني في «حزب الله» الشيخ عطا الله حمود. ودعا عبد الله «شعوب العالم كافة إلى دعم فلسطين للمطالبة في الحصول على عضويتها الكاملة في الامم المتحدة»، رافضاً أن «يعتقد البعض أن هذه الخطوة ستلغي حق العودة الى فلسطين». وقالت شقيقة الراحل كاريني، أنطونيتا، باسم الوفد، ان «المجزرة هي استمرار للنكبة التي وقعت في العام 1948، لكن السياسة الصهيونية والغربية الاستعمارية ما زالت تقف ضدّهم وضدّ حقوقهم»، ونبهت الى أن «الثورات العربية ومطالب الحرية تتعرض لمحاولة استثمار وتوجيه من أميركا والغرب لتحقيق مصالح استعمارية معادية للفلسطينيين والعرب». من جهتها، جدّدت هبة ردينة، باسم أهالي ضحايا مجزرة صبرا، «المطالبة بمحاسبة مرتكبي المجزرة من الصهاينة وعملائهم». وقالت إن «ذكريات وحكايات الأهل ما زالت في ذاكرتهم، والمجزرة قتلتهم لكنها لم تقتل تمسك الفلسطينيين بحق العودة الى وطنهم». أما الخنسا فأكد أن «الإرهاب والعدوان والاحتلال لن تمنعنا ولن تنهانا عن خدمة أهلنا الأوفياء».

وقدم الوفد الأوروبي درعاً تقديرية للخنسا، شاكراً له «جهوده المبذولة على الصعيد الإنساني وإحياء لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا».

وبعد المسيرة، زار الوفد أهالي الشهداء، وتناول أفراده معهم الغداء في المخيم، ثم انتقلوا الى سفارة فلسطين حيث قدّموا التهنئة للسفير عبد الله بالافتتاح الرسمي لمبنى السفارة في بيروت.

وفي السياق، دعت «حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس»، في بيان أصدرته إحياء لذكرى المجزرة، إلى «العمل على دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من خلال إقرار حقوقهم الإنسانية والمدنية وتأمين العيش الكريم لهم ريثما يتمكنون من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين».

ووضع وفد من «جبهة التحرير الفلسطينية» إكليل زهر، باسم الأمين العام للجبهة واصل ابو يوسف، على أضرحة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا.

الوفد يلتقي سلمان وبشور

زار الوفد «روضة شهداء المقاومة الفلسطينية» في شاتيلا، و«روضة شهداء المقاومة الإسلامية»، ووضعوا إكليلاً من الورد على ضريح الشهيد عماد مغنية.

وكان الوفد قد التقى، أمس، رئيس «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن» معن بشور الذي عرض «التحضيرات الجارية لعقد ملتقى دولي لمناهضة التمييز العنصري الإسرائيلي ومدى التجاوب العربي والدولي معه». وأعلن أن «الملتقى سيعقد دورتين، الأولى في نهاية تشرين الاول المقبل في مصر، والثانية في آذار المقبل في جنوب أفريقيا».

كذلك، اجتمع الوفد برئيس تحرير «السفير» الزميل طلال سلمان، في لقاء أداره الزميل صقر أبو فخر في «دار الندوة». وتناول سلمان «تفجّر الثورات العربية ووقوع الآلاف من الضحايا، ثمن إسقاط الأنظمة الدكتاتورية والمعادية لحقوق الإنسان». واعتبر أن «هذه الثورات قد تأخرت لأن أنظمة الدول التي سقطت كانت قوية على الشعب وضعيفة أمام العدو». كما انتقد محاولة السلطة الفلسطينية إقناع الشعب الفلسطيني «بتمثيل فلسطين في الأمم المتحدة»، واصفاً الامر بـ«لعبة بلا أمل وبلا نتائج». وأقام سلمان ليلاً عشاء على شرف الوفد في «مطعم الصياد».

الوفد يغادر غداً

ينهي الوفد برنامج زيارته اليوم، على أن يغادر لبنان غداً. ومن المتوقع أن يلتقي اليوم، ممثلي الفصائل الفلسطينية في مركز «بيت أطفال الصمود»، في مخيم مار الياس. كما سيلتقي مع قياديين في «الحزب الشيوعي اللبناني»، عند الحادية عشرة ظهراً، في مقر الحزب في منطقة الوتوات. وسيتخلل برنامج اليوم الأخير أيضاً، حضور معرضٍ وفيلمٍ سينمائيّ في مثوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، وتلبية دعوة على عشاء تقيمه «لجنة دعم المقاومة في فلسطين»، عند الثامنة والنصف ليلاً، في «مطعم الساحة».

المصدر: زينة برجاوي – السفير