مجمّع «الأونروا» التربوي يعود إلى تلامذة «البارد»
الثلاثاء، 13 أيلول 2011
يترقّب أبناء مخيم نهر البارد، بفارغ الصبر، يوم السابع عشر من الشهر الجاري، للاحتفال بإسدال ستارٍ على فصل من الفصول المأساوية التي خلّفتها «حرب البارد» منذ أربع سنوات، من خلال عودة التلامذة إلى مجمّع مدارس «الأونروا»، الذي أعيد بناؤه وتجهيزه بما يتناسب والدور الذي كان يؤديه قبل اندلاع المواجهات بين الجيش اللبناني و«فتح الإسلام».
لكن، على الرغم من انتهاء ورشة الإعمار، وتحديد موعد 28 الجاري لتنظيم حفل الافتتاح الرسمي له، واستعداد الطلاب للالتحاق بمقاعدهم الدراسية، تبقى عقبة قائمة، تتمثّل بآلية دخول وخروج الطلاب إلى المجمّع الواقع عند واجهة المخيم البحرية، في ظل ما تردد عن وجود توجّه لدى قيادة الجيش، تقضي بإصدار تصاريح خاصة بدخول الطلاب إلى المدارس.
وعلمت «السفير» أن النقاشات تدور بين الفصائل الفلسطينية وقيادة الجيش في الشمال، لإيجاد حلّ لتلك المسألة قبل بدء الموسم الدراسي. أيام قليلة إذاً، تفصل طلاب البارد عن مرحلة جديدة من تاريخ المجمّع الذي ذاع صيته في مرحلتين زمنيتين مختلفتين: الأولى تربوية، يختصرها دوره في نشر العلم بين أبناء «البارد»، والثانية عسكرية، تعرّف بها شهرته كمعسكر لمقاتلي «فتح الإسلام»، كلّف اقتحامه الجيش الكثير من الشهداء.
فالمجمع الذي أنشئ قبل أكثر من ثلاثة عقود مُدّ خلالها بتجهيزات مدرسية ومعدّات علمية حديثة، قد تعرّض خلال المواجهات العسكرية لقصفٍ عنيف أدّى إلى تدمير معظم مبانيه المحصّنة بخرسانات إسمنتية. ما حرم أبناء البارد من مرفق هام كان يشكّل بالنسبة إليهم الملاذ الآمن في زمني الحرب والسلم: فقد ضمّ أقساماً علمية ومختبرات متطورة، كما ضمّ ملاجئ محصنة تحمي اللاجئين من غارات إسرائيلية محتملة.
وبعد مرور أربع سنوات على بدء العمل الميداني والإداري، وتذليل العراقيل التي واجهها المشروع على كافة الصعد، أنهت وكالة «الأونروا» إعادة إعمار كافة مباني المجمّع وأقسامه، وأعلنت عودته لاستقبال الطلاب، قبل عدة أيام من الاحتفال الرسمي والشعبي المقرر في 28 الجاري، برعاية رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وبحضور ممثلين عن سفراء الدول المانحة، ومسؤولين فلسطينيين.
وكانت مراحل إعادة الإعمار قد شهدت العديد من المحطات التي أدّت إلى عرقلة بدء العمل، إن بسبب بعض الإجراءات الإدارية، أو نتيجة النقص في التمويل. وبعد إيجاد الحلول الملائمة، انطلقت ورش الإعمار، فتمّت إعادة تشييد ثلاثة مبانٍ مدرسية، تضم خمسة أقسام تتسع لما يقارب ثلاثة آلاف طالب، هي: المعهد الفني، وطوباس، وعمقة، وجبل طابور، وعين كارم.
المصدر: عمر ابراهيم - السفير