الجمعة، 25 نيسان، 2025

في إنجاز يبعث على الفخر، توج فريق كرة القدم المؤلف من طلاب لاجئي فلسطين من مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منطقة صور بلقب بطولة كرة القدم لمدارس الجنوب في لبنان. بهذا الفوز المستحق، يستعد الفريق الآن لتمثيل المنطقة في المراحل النهائية من البطولة على مستوى البلاد.

أقيمت المباراة النهائية يوم الأربعاء في مدينة صيدا، حيث استطاع فريق مدرسة الأقصى الثانوية التابعة للأونروا أن يحقق فوزًا مثيرًا على فريق مدرسة الحسام الثانوية في صيدا بنتيجة 3-2، وسط أجواء من الفرحة والاعتزاز.

تستقبل مدرسة الأقصى، الواقعة في مخيم الرشيدية للاجئي فلسطين في جنوب لبنان، طلاب المرحلة الثانوية من مخيمي الرشيدية وبرج الشمالي. وقد ضم الفريق البطل لاعبين موهوبين من الصف العاشر وحتى الصف الثاني عشر، الذين قدموا أداءً مشرفًا يمثل المخيمين في منطقة صور.

عبر جاد، قائد الفريق والطالب في الصف الثاني عشر من مخيم برج الشمالي، عن سعادته بالإنجاز قائلاً: "أهدي هذا الفوز لكل المخيمات ولكل فلسطيني. المشاركة في مثل هذه الفعاليات خارج المخيم تمنحنا الأمل وتدفعنا للأحلام بمستقبل أفضل في عالم كرة القدم". وأضاف: "بالرغم من التحديات التي نواجهها كفلسطينيين، نتمنى أن تتاح لنا المزيد من الفرص لإظهار قدراتنا للعالم".

جدير بالذكر أن بطولة المدارس لكرة القدم، التي تنظمها وزارة التربية والتعليم اللبنانية سنويًا، شهدت هذا العام مشاركة واسعة من مختلف المدارس اللبنانية منذ انطلاقها في أوائل آذار الماضي. وقد برز فريق مدرسة الأقصى خلال ست جولات في منطقة الجنوب، حيث أظهر اللاعبون مهارات فردية وجماعية عالية، بالإضافة إلى إصرار قوي على تحقيق الانتصار.

يُذكر أن جاد، بالإضافة إلى قيادته لفريقه، يشارك أيضًا في اللجنة الاستشارية لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، حيث يساهم في مناقشات حول احتياجات وأولويات الأطفال والشباب.

من جانبه، أشاد حسين الجمل، مدير مدرسة الأقصى الثانوية، بجهود الطلاب قائلاً: "لقد أظهر طلابنا روحًا قتالية وانضباطًا كبيرًا وعزيمة لا تلين. هذا النجاح هو ثمرة عملهم الجاد وتفانيهم وموهبتهم الكروية".

أما نجم الفريق علي، وهو طالب في الصف الثاني عشر من مخيم الرشيدية وهداف البطولة على مستوى منطقة جنوب لبنان بتسجيله ثمانية أهداف، والذي يتميز أيضًا بتفوقه الدراسي، فقد عبر عن فرحته قائلاً: "كرة القدم هي عشقي، وهذا الفوز يجعلنا نشعر بفخر كبير. لقد رفعنا رأس جميع مخيماتنا، ونحن الآن أكثر عزيمة على التقدم وتمثيل مدرستنا بأفضل شكل ممكن".

يُعد هذا الإنجاز مصدر إلهام لزملائهم ومجتمعاتهم، ويؤكد على الأهمية البالغة للبرامج التعليمية والأنشطة اللاصفية التي توفرها الأونروا في تنمية قدرات الشباب وتمكينهم، خاصة وأن نحو 40% من لاجئي فلسطين في لبنان هم دون سن الخامسة والعشرين.

وعبرت دوروثي كلاوس، مديرة شؤون الأونروا في لبنان، عن سعادتها قائلة: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نشاهد شباب الأونروا يتنافسون ويحققون نتائج ممتازة في هذه البطولة الرياضية مع نظرائهم اللبنانيين. نحن فخورون للغاية بفوزهم بالمركز الأول ونتمنى لهم كل التوفيق في المراحل القادمة على المستوى الوطني!".

بعد هذا الفوز التاريخي، سيمثل فريق ثانوية الأقصى منطقة صور في المراحل النهائية من بطولة المدارس على مستوى لبنان، حيث سيواجهون الفرق المتأهلة من مختلف المناطق اللبنانية. وتؤكد الأونروا دعمها الكامل للفريق وتتمنى لهم كل النجاح في سعيهم نحو تحقيق اللقب الوطني.