القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

مذكرة احتجاجية مقدمة للمباردو مدير عام الأونروا في لبنان

مذكرة احتجاجية مقدمة الى السيد سيلفاتوري لمباردو مدير عام الأونروا في لبنان
 
الأربعاء، 29 حزيران، 2011
لاجئ نت/ خاص

سينظم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان اليوم سلسلة اعتصامات تعم المخيمات الفلسطينية، احتجاجاً على سياسات الأونروا في لبنان، وذلك أمام مكاتب مدراء خدمات الأونروا في المخيمات عند الساعة 11 قبل الظهر، وسوف تسلم مذكرة للمدراء بمطالب اللاجئين.

وقد حصلت شبكة «لاجئ نت» على النص الكامل لهذه المذكرة، وفيما يلي نص المذكرة:

««نـــــــص المـــــــذكـــــرة»
 

مذكرة احتجاجية مقدمة الى السيد سيلفاتوري لمباردو مدير عام الأونروا في لبنان

منذ مدة طويلة ونحن في اللجان الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، نقدم لكم المذكرات المطلبية المحقة لأهلنا من اللاجئين الفلسطينين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وكنا ُنذكركم دائما أننا ما زلنا لاجئين منذ عام 1948، وبالتالي من حقنا على هذه المؤسسة الدولية، التي ُأنشئت بسبب قضيتنا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 عام 1949 أن توفر لنا الرعاية والأغاثة والتشغيل لحين حل قضيتنا وعودتنا إلى ديارنا التي هُجرنا منها.

لكن الذي يجري اليوم داخل مؤسسة الأونروا هو هروب من هذه المسؤوليات، ضمن برنامج ممنهج لتقليص الخدمات، وتفريغ المؤسسات من جوهرها وبالتالي تقويضها وترك اللاجئين في مهب الرياح.

ففي مجال التعليم.. تدهور متلاحق، وابتداع قرارات وقوانين ُتقيّد المدرس وتمنعه من تنفيذ نظام الثواب والعقاب والذي لولاه لشاعت شريعة الغاب في المجتمعات، فضلاً عن إبتداع دورات هنا وهناك تسمى دورات إعادة تأهيل للمدرسين والتي أُنفق عليها الكم الكبير من الأموال وبدون أية فائدة، ناهيك عن الدخول في بازار تأليف منهجية جديدة للغة الإنكليزية وغيرها من المواد بمئات الآلاف بل قد تصل إلى الملايين من الدولارات. وكأنّ العيب في المنهجية وليست بالسياسات التي تنفذها الأونروا ومن قبل أشخاص غير تربويين لا يمتّون في كثير من الأحيان الى التربية والتعليم، يضعون الخطط العشوائية والإرتجالية والتي تعتمد بشكل دائم على مبدأ التجربة والخطأ. وللأسف كانت نتائجها دائما سلبية ودون المستوى المطلوب، وتدور حولها الشبهات، وبالنتيجة هدرر وتبديد لأموال أولادنا...

أما المضحك والمبكي في آن واحد.. هو إبتداع الأونروا لما يسمى مشروع الأنشطة الصيفية تحت عنوان "إلعب وتعلم" والذي يستهدف حوالي ثمانية آلاف طالب.. والذي لا يقدم شيئاً لطلابنا سوى هدر للأموال، وإظهار أن الأونروا غطّت جميع الإحتياجات الضرورية لطلابنا من قرطاسية ومستلزماتها ولم تعد ُتجبر الأهالي على دفع رسوم التسجيل في مطلع كل عام دراسي يتراوح ما بين 10 آلاف حتى مبلغ 25 ألف ليرة.. تئن الكثير من العائلات تحت وطأتها، وبالتالي إظهار أن الأطفال الفلسطينيون الآن يعيشون في مجتمع تسوده الرفاهية وتمت فيه تغطية وإشباع جميع الإحتياجات الضرورية، لذلك انتقلت الأونروا الآن إلى تنفيذ برامج االترفيه والكماليات أسوة بالمجتمعات المتقدمة. وهنا نسأل السيد لمباردو كيف تريد لأطفالنا أن يلعبوا وهم مرضى يموتون على أبوب المستشفيات، أو جياع لا يتناولون الحد الأدنى من الوجبات الغذائية الأساسية، فالأجدر بك أن توجه الأموال المقدمة الى اللاجئين في مكانها الصحيح بدلا من هدرها هنا وهناك بلا منفعة ولا فائدة.

أما في مجال الصحة.. فالملف لم يعد بمقدوره الإحتمال... فلسان حال الأونروا العزف دائما على قيثارة العجز، وقلة الموارد.. وبالتالي الموت على أبواب المستشفيات أو التسول على أبواب المساجد والجمعيات..، وإن تم تحويل المريض إلى أية مستشفى، تقدم له أدنى وأسوء الخدمات... فإلى متى ستستمر إدارتكم بالمتاجرة بأرواحنا؟

أما على صعيد الإغاثة.. والحالات الإجتماعية فلا تقدمون سوى بعض المساعدات العينية المحدودة والتي لا تسد حاجة اللاجئ لأيام محدودة، فضلاً عن رداءة المواد المقدمة ونفاذ صلاحيتها، كما يحصل في الحبوب والمعلبات.. ولا يستفيد من هذه الخدمة سوى نسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز في أحسن حالاتها 14%، مع أن تقرريكم الذي إجتهدتم في إصداره بالتعاون مع مؤسسة عصام فارس في الجامعة الأمريكية ُيظهر أن نسبة الفقر تصل إلى 73% والبطالة التي قد تصل إلى 56%.. فماذا قدمت إدارتكم لحل كل هذه المشاكل؟ ومن له الأولوية في هكذا حالة...... الطعام والصحة والقرطاسية ....أم اللعب؟

أما في مجال الإعمار، فقد تكدست في مكاتب الشؤون الإجتماعية ومكاتب الهندسة طرفكم الالاف المؤلفة من طلبات الإعمار والترميم للمنازل الآيلة للسقوط على رؤوس أصحابها في كل المخيمات، وتأتي الأونروا بين الحين والآخر لتنفيذ بعض عمليات البناء الخجولة، والتي لا تسد حاجة 2% من السكان، وتبقى المعاناة متواصلة طيلة ايام العام، وياتي مدراء الأونروا في جولاتهم الميدانية على المخيمات بقطع الوعود بالتحسين وتخفيف المعاناة، وكله ثبت أنه كلام مستهلك لا يقدم شيئا البتة.

أما على صعيد المقابر فلم يعد هناك أماكن لدفن موتانا، والفضلات منذ ثلاثة أشهر ونصف شبه مكدسة في المخيمات، ولم تسعى الأونروا بشكل جدي لإيجاد حل لهذه المشكلة، حتى ولو تكدست الفضلات لفترة أطول من ذلك، ولولا مؤازرة المجتمع المحلي في إيجاد حلول مؤقتة، لأصابت المخيمات كارثة بيئية محتمة.

وتأتي الأونروا في الأخير لتكشف عن المستور ألا وهو تغيير اسمها ودورها، والذي شعر اللاجئون إرهاصاته منذ فترة، وكانت الأونروا في كل فترة تنفي كل الهواجس، ولكن بدأت ملامح الصورة تتضح للجميع الا وهي ضياع حقوقنا وتيئيسنا كي نقبل أخيرا بما يطرح علينا من فتات المشاريع التي تستهدف تصفية قضيتنا، لذا فإننا في اللجان الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، نقول للسيد لمباردو أنه لم نعد نقدم المذكرات المطلبية من اليوم فصاعدا، ولكننا نقول لكم إما أن تحققوا مطالب أهلنا في تحسين الخدمات بشتى أنواعها، وأن تتم توجيه الأموال حسب أولويات احتياجات اللاجئين، وإلا سنستمر في حملاتنا الإحتجاجية المتصاعدة في كل مخيمات وتجمعات لبنان والتي لن تتوقف لأي سبب من الأسباب ، لحين تحقيق المطالب وإما عليكم الرحيل أنت وإدارتك الحالية ليأتي من هو أجدر في تحمل هذه المسؤولية الإنسانية.

لجنة المتابعة العليا للجان الأهلية
ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في لبنان
29/6/2011