القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

مفتي لبنان ينفي إهانته للشعب الفلسطيني والتميمي يطالبه بالاعتذار

مفتي لبنان ينفي إهانته للشعب الفلسطيني والتميمي يطالبه بالاعتذار

الجمعة، 17 حزيران، 2011

نفى مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني ما نسب إليه من كلام خلال لقائه يوم السبت الماضي في دار الفتوى، وفدا من اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية، مؤكدا أن "ما ورد نقلا عنه عار من الصحة".

ونسب الى المفتي قوله الى وفد من قيادات اللجان الشعبية وامناء سر الفصائل الفلسطينية في بيروت: "استضفناكم ولم نعد نريدكم". واتهمهم بممارسة "الاعتداء، واغتصاب أراضي الأوقاف، وسأدافع عن الأوقاف، لو كلفني ذلك كل شيء".

وأضاف المفتي أن " كل ما في الأمر أنه كان لقاء لمعالجة اعتداء على عقار تابع للأوقاف الإسلامية الذي تتولاه جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ومؤسسة دار العجزة الإسلامية، من أفراد من الإخوة الفلسطينيين، ولا علاقة للمسألة بالقضية الفلسطينية ولا بالشعب الفلسطيني".

مشيرًا إلى أن "أقل ما يقال في الكلام الذي نسب إلينا خلال اللقاء أنه كذب وافتراء ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهو محاولة لتشويه مواقف مفتي الجمهورية والإساءة إليه".

وأوضح المفتي قباني انه "لم يدل بأي تصريح يتضمن موقفًا من القضية الفلسطينية ولا بالوجود الفلسطيني في لبنان، ولم يتطرق إلى ما هو خارج المسألة المحددة".

ولفت إلى أنه "طالب بإزالة الاعتداء على العقار الذي يخص الأوقاف والمقاصد، وبهدم البناء الذي أقيم على العقار المذكور، وكان اللقاء لمعالجة هذا الاعتداء المحدود من بعض الأفراد لا أكثر ولا أقل".

وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية نقلت عن مصادر المجتمعين أن المفتي توجه إلى الوفد الفلسطيني بشأن موضوع تجمع الداعوق للاجئين الفلسطينيين في بيروت بالقول: "أنتم معتدون على أملاك الأوقاف الإسلامية وهذا غير مسموح. وأنتم تستخدمون الأرض لأغراض تجارية. لم يعد يخيفني سلاحكم. أنا لست حكمًا، أنا طرف ولدي سيف".

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الحاضرين حاول تهدئته قائلا "نحن ضيوف عندكم يا سيدنا". فأجابه المفتي: "نحن استضفناكم وما بدنا ياكم ضيوف. فلوا عنا". ويكمل هذا الرجل نقلا عن المفتي قوله: "شو هالزبالة (...) أنتم لن تنتصروا في حياتكم، وقضيتكم لن تنتصر".

وتتخوف مصادر فلسطينية من انه اذا لم يعتذر مفتي الجمهورية بطريقة او باخرى قبل يوم غد الجمعة، فان ائمة المساجد الفلسطينيين سيوجهون اليه انتقادات من خلال صلاة الجمعة، وان القيادة الفلسطينية لا تستطيع ان تمنع من قد يتظاهر من الفلسطينيين امام المسجد الذي سيؤم فيه المفتي صلاة الجمعة غدا.

يأتي ذلك في الوقت الذي ندد فيه الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً بما ورد على لسان مفتي الجمهورية اللبنانية من ألفاظ وصفها بأنها "بذيئة ومهينة بحق الشعب الفلسطيني".

ونقلت وكالة فلسطين برس للأنباء عن التميمي قوله: إن مفتي لبنان المعروف بتاريخه في إثارة الفتن المذهبية والطائفية وتأجيج الصراع بين أبناء الشعب اللبناني الشقيق بفتاوى وتصريحات بعيدة عن مبادئ الإسلام خدمة لأجندات غير حريصة على الشعب اللبناني ووحدته يجب أن يعتذر للشعب الفلسطيني عن الألفاظ البذيئة التي أترفع عن إعادتها وتكرارها والرد عليه بمثلها.

وأضاف التميمي: يكفي الشعب الفلسطيني فخراً أنه يقف في ميدان الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها وعزتها، وأنه عاش على مدى ستة عقود مضت ضيفاً محترماً رافضاً التوطين أو إقحام نفسه في الشأن الداخلي لأي بلد عاش فيه نتيجة تشريده وتهجيره القسري من وطنه وأرضه بقوة السلاح والمؤامرات الغادرة التي حيكت ضده على يد أعدائه والمنافقين من بني جلدته، وينتظر بفارغ الصبر عودته إلى دياره وأرضه حراً في دولته المستقلة وكاملة السيادة على ترابه المقدس.

يذكر أن تجمع الداعوق، أرض مختلف عليها بين أبناء مخيم شاتيلا والأوقاف، وكان قائمًا منذ النكبة حتى عام 1985، عندما دمرته حرب المخيمات في عامي 1986 و 1987، وأعاد الفلسطينيون القاطنون في ذلك التجمع بناءه، إلا أن بعضهم لم يملك الاموال لإعادة إعمار ما تهدم، فضلا عن المنع المزمن لإدخال مواد البناء الى المخيمات؛ لكنهم كانوا يزورون هذه الأرض يوميا لتأكيد ملكيتها.

ومع موجة البناء المخالف، أعاد أصحاب تلك الأرض بناء بعض منازلهم، كذلك بنى بعض سكان تجمع الداعوق طبقات اضافية فوق منازلهم القائمة، فظهر نحو 75 وحدة سكنية جديدة. اما اسباب البناء بالنسبة الى الفلسطينيين، فهي كثيرة، وابسطها انهم ممنوعون من التملك خارج المخيم، اضافة الى ان المخيمات وتجمعات الفلسطينيين لا تتوسع افقيا بل عموديا.