القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 30 كانون الثاني 2025

ورشة عمل في بيروت تناقش واجبات وتحديات "الأونروا" في ظل الأزمات المالية والضغوط السياسية


الجمعة، 24 كانون الثاني، 2025

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير 2025، انعقاد ورشة عمل حوارية بعنوان "الأونروا: الواجبات والتحديات"، نظمتها لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان. عُقدت الورشة في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بسفارة السلطة الفلسطينية، بمشاركة شخصيات سياسية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، إضافة إلى خبراء ومتخصصين في شؤون اللاجئين.

افتُتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، وتحدث سرحان يوسف، ممثل اللجان الشعبية، مؤكداً أن الورشة تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجه وكالة "الأونروا"، والتي تُعتبر جزءاً من مخطط لإنهاء دورها وتحويل مسؤولياتها إلى المفوضية العليا للاجئين، مما يقوض حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وأشار يوسف إلى أن "الأونروا" أُنشئت بموجب قرار دولي لضمان حقوق اللاجئين، داعياً إلى تمويل مستدام للوكالة لضمان استمرار خدماتها في الأقاليم الخمسة، مع التركيز على الأوضاع الصعبة للاجئين في لبنان.

من جهته، سلط فتحي أبو العردات، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الضوء على تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، مشيراً إلى القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي لحظر عمل "الأونروا" وتقويض ولايتها. وأكد أن هذه الإجراءات تؤثر بشكل خاص على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يعانون من غياب الحقوق الأساسية وتفاقم الأزمات الاقتصادية. كما أشار إلى الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس على المستويين العربي والدولي لمواجهة هذه المخططات.

وأشاد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، بمبادرة عقد الورشة، مؤكداً أن استهداف "الأونروا" يمثل محاولة لطمس قضية اللاجئين وشطب قرار الأمم المتحدة رقم 194. وأوضح أن الوكالة يجب أن تستمر في عملها حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل، محذراً من مخاطر تنفيذ القرارات الإسرائيلية التي تستهدف عملها في القدس.

بدوره، أكد السفير أشرف دبور أن "الأونروا" أُنشئت بقرار أممي وليست بإرادة إسرائيلية أو أمريكية، مشيراً إلى أن التصويت الدولي المتكرر على تمديد ولايتها يثبت تمسك العالم بحقوق اللاجئين الفلسطينيين. وطالب دبور الوكالة بعدم الانصياع للقرارات الإسرائيلية التي تستهدف إغلاق مقراتها في القدس، داعياً إلى تعزيز حضورها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والأقاليم الأخرى.

تطرقت الورشة إلى الأزمة المالية التي قد تواجهها "الأونروا" في عام 2025 نتيجة تقليص الدعم الدولي، وحذر المشاركون من تداعياتها الخطيرة على اللاجئين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

في ختام الورشة، أكد المشاركون على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية والسياسية للحفاظ على دور "الأونروا" وضمان استمراريتها، مشيرين إلى أن استهدافها يمثل جزءاً من مخطط أوسع لتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين. ودعوا إلى تعزيز الدعم الدولي للوكالة ومواجهة الضغوط السياسية التي تهدد وجودها.

جاءت هذه الورشة في وقت حرج يواجه فيه اللاجئون الفلسطينيون تحديات كبيرة، مما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على "الأونروا" كرمز لحقوقهم وكرامتهم حتى تحقيق حل عادل لقضيتهم.