وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» في يومه الثاني: جولة جنوبية واستذكار لمعروف سعد وشهداء قانا
الخميس، 15 أيلول، 2011
لم يتخلّف وفد لجنة «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» عن موعده، للسنة العاشرة على التوالي. فتزامناً مع ذكرى المجزرة، يحضر أعضاء اللجنة ويحيون الذكرى مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، تماماً كما كان يفعل مؤسس اللجنة الناشط الإيطالي الراحل ستيفانو كاريني، خلال زياراته السابقة إلى لبنان. وكان أعضاء الوفد المؤلف من خمس وأربعين شخصية من الأكاديميين، والإعلاميين، والناشطين، من جنسيات إيطالية، وفنلندية، وماليزية، وأميركية، وفرنسية، قد وصلوا مساء الثلاثاء الماضي وفق برنامج يستمر خمسة أيام، يرافقهم خلالها مدير «المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية» قاسم عينا. وتتخلل الزيارة لقاءات مع شخصيات سياسية فلسطينية ولبنانية.
وفي اليوم الثاني من الزيارة أمس، أمضى أعضاء الوفد يوماً جنوبياً طويلاً، استُهلّ بزيارة إلى مدينة صيدا (محمد صالح)، حيث التقى رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، بحضور المنسق العام لـ«تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا» ماجد حمتو. كما وضع أعضاء الوفد إكليلا من الزهر على نصب الشهيد معروف سعد في محلة البوابة الفوقا في شارع رياض رياض الصلح.
ورحب سعد بأعضاء الوفد «في صيدا عاصمة الجنوب، وعاصمة المقاومة الوطنية اللبنانية التي أجبرت العدو الصهيوني على الاندحار عن معظم الأراضي اللبنانية»، مشيراً إلى أن «الشخص الذي تكرمتم بزيارته ووضع اكليل من الزهر على تمثاله، الشهيد معروف سعد، هو أحد أبرز قادة التحرر العربي في المنطقة. وشارك في تحرير لبنان وفلسطين من الاستعمار البريطاني والفرنسي، وانخرط مع الثوار الفلسطينيين منذ العام 1936، عندما بدأت العصابات الصهيونية تأتي إلى أرض فلسطين. كما كان مناضلا صلبا من أجل الإصلاحات السياسية في لبنان، ومدافعاً عن الفئات الشعبية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. واستشهد وهو يقود تظاهرة للفقراء من الصيادين اللبنانيين، عندما أطلقت عليه الرصاص قوات النظام اليميني الفاشي في لبنان». ولفت سعد إلى أن «الشعب الفلسطيني يواجه مؤامرة كبرى لتصفية قضيته، فبعد أكثر من ستين عاماً من القهر والاستعباد والمجازر بحق الفلسطينيين، ما زال ذلك الشعب العظيم متمسكاً بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة، وما يزيد من قوته هو دعمكم، ودعم كل الأحرار في العالم. ومجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الصهاينة بالتعاون مع اليمين اللبناني لن تمنعنا من تحقيق الانتصار، وسوف ننتصر».
بدوره المتحدث باسم الوفد ماوريسيو موسولينو، قال: «إن القوى الناصرية هي قوى تقدم في العالم العربي، ونتمنى لها الانتصار. وللتنظيم الشعبي الناصري دور هام كونه خارج الطائفية. نحن نحب هذا البلد، ونؤكد من هنا على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى بلاده. ونطالب أصدقاءنا بإعطاء الشعب الفلسطيني كل حقوقه المدنية، حق التعلم والتملك». وفي نهاية اللقاء جرى حوار بين سعد وأعضاء الوفد تركزت على التطورات في المنطقة العربية حيث وجه سعد «التحية إلى الثوار العرب في تونس ومصر واليمن والبحرين والاردن وفي غيرها من الساحات العربية». وقال «نحن نعرف ان هناك محاولات خبيثة من قبل الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية التي تخضع لإرادة الولايات المتحدة لاحتواء الثورات بهدف حماية مصالحها في المنطقة العربية. والنموذج الليبي هو نموذج حي لما أذكر، إضافة الى حماية الكيان الصهيوني في ارض فلسطين، وحماية البترول في هذه المنطقة، والسيطرة على الموقع الاستراتيجي للمنطقة العربية والمتوسط للقارات». مشددا على ان الامبريالية لا تريد العدالة الاجتماعية ولا تقدم الشعوب العربية، لذلك دخلت على خط الثورات العربية في محاولة لاحتوائها والسيطرة عليها وتوجيهها بالاتجاه الذي تريده.
بعدها، انتقل الوفد إلى مركز «بيت اطفال الصمود» في مخيم البص (حسين سعد)، المتخصص بالعلاج النفسي. وكان في استقباله منسق المركز محمود الجمعة الذي رحب بالوفد، شارحاً أوضاع المخيمات الفلسطينية والمعاناة اليومية للاجئين. ثم انتقل الوفد الى مخيم البرج الشمالي، وزار مركزي «بيت أطفال الصمود» و«النجدة الاجتماعية» و«مقبرة شهداء نادي الحولة»، حيث وضع الوفد إكليلا من الزهر. واختتم الوفد زيارته بحضور عروض فلكلورية فلسطينية قدمتها فرقة «بيت أطفال الصمود» مرحبة بالوفد.
وأوضحت رئيسة الوفد الإيطالية ستيفاني ليمتي، لـ«السفير»، أن «الزيارة التي شملت مقبرة شهداء مجزرة قانا كانت مهمة ومؤثرة، حيث اطلع المشاركون على هول المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل»، مؤكدة «أن هذا الأمر يعطينا دافعا إضافيا كي نستمر في دعم واحتضان المقاومة اللبنانية». وأشارت ليمتي إلى «أن زيارة المخيمات تجعلنا نلمس واقع الوجود الفلسطيني ومعاناة اللاجئين»، لافتة إلى «وجود حركة واسعة متضامنة مع الشعب الفلسطيني».
ويتضمن برنامج اليوم الخميس زيارةً إلى معلم مليتا السياحي، وغداء في منطقة مارون الراس. كما سيقيم رامي النمر عشاءً على شرف أفراد الوفد في جمعية الشباب الفلسطيني في منطقة الدبية. ويشارك الوفد صباح غد، في تجمّع يُقام أمام «المركز الثقافي لبلدية الغبيري»، إحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، على أن تنطلق المسيرة السنوية من أمام المركز، باتجاه مثوى شهداء المجزرة، كما يلتقي المنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور، ورئيس تحرير «السفير» الزميل طلال سلمان.
وفي اليوم الأخير من زيارته، يلتقي الوفد ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في مركز مؤسسة «بيت أطفال الصمود» في مخيم مار الياس، كما يلتقي ممثلين عن «الحزب الشيوعي اللبناني». وتختتم الزيارة بحضور معرضٍ وفيلمٍ سينمائي، في مثوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا.
المصدر: جريدة السفير اللبنانية