يوم النكسة في عين الحلوة: تنكيس للعلم الفلسطيني.. وتأكيد على حق العودة
الإثنين، 06 حزيران، 2011
محمد دهشة - القضية
استجابت البرغلية والشبريحا والبص وجل البحر والرشيدية والبرج الشمالي في صور لدعوة الاحزاب والقوى الفلسطينية الى الاضراب العام حيث اقفلت معظم المحال التجارية والمؤسسات أبوابها وأسواق الخضار وخفت الحركة ولازم الكثير من ابنائها منازلهم لمواكبة التفاصيل عبر شاشات التلفزة والمحطات الفضائية.
نكس المقاتل "ابو الفدا" الخطيب العلم الفلسطيني عند مدخل مقره في مخيم عين الحلوة احياء لذكرى نسكة حزيران عام 1967 قبل ان يقف بتأهب امام صورة عملاقة للرئيس الفلسطيني الراحل ابو عمار ويؤدي التحية العسكرية ويؤكد بكلمات مقتضبة "اننا على العهد باقون لتحرير فلسطين واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف والعودة".
و"ابو الفدا" الذي كان ينوي التوجه الى الحدود اللبنانية للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية لرفع الصوت بوجه المحتل الاسرائيلي "اننا عائدون"، لكن قرار السلطات اللبنانية السياسية والامنية حال دون تحقيق هدفه، بعدما اتخذ الجيش اللبناني قرارا بمنع دخول اي من الفلسطينيين الى مناطق جنوب الليطاني قال ان "النضال طويل ولن نيأس ابدا".
وعلى غرار ابو الفدا، فقد حول اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الجنوب ذكرى السادس من حزيران من يوم للنكسة الى يوم للوحدة ويوم للتضامن والتأكيد على العودة الى فلسطين حيث استجابت المخيمات بدءا من مخيم المية ومية شرق مدينة صيدا الى مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين في لبنان وصولا الى مخيمات وحرص ابناء المخيمات على تنكيس الاعلام ورفع واليافطات التي تؤكد ان ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة بعدما أقيمت سلسلة تجمعات ولقاءات شعبية واعتصامات وندوات للتأكيد على التمسك بحق العودة باعتباره حقا جماعيا وفرديا ضمنته كل المواثيق الدولية ولا يمكن ان يسقط بالتقادم.
ويصف الحاج أبو صالح المدد 74 عاما من بلدة الزيب الهزيمة التي أدت لخروج الناس قسرا عن ارضهم الى عدم وجود الوعي الكامل وتلقي الاوامر من قيادات أوصلت لضياع فلسطين، يؤكد يقول الحاج أبو محمود خليل 80 عاما من قرية طيطبا يا ليتنا أكلنا التراب في أرضنا ولم نغادرها، فقد كنا نعيش في جنة ونعيم.
أما أم علي الشايب 70 عاما من الراس الاحمر فقالت سنظل نحافظ على العهد لم يتحمل شعب كما تحملنا ولم يذق شعب ما ذقناه ولم يمر على شعب ما مررنا به من الغربة والتشرد واللجوء.
ويتنهد الحاج أبو محمود اليوسف 80 عاما ليروي بغصة كيف طوق اليهود قريته ودخلوها تحت وابل من النار وكيف عاثوا فيها فسادا وخرابا ويؤكد أنه اذا ظن الصهاينة انهم بمرور الوقت ينهون كل صلة الفلسطيني بارضه ووطنه فهم واهمون لان فلسطين تسكن في قلوبهم وعقولهم مسجية بدم الشهداء وعذابات المعتقلين واهات الجرحى وحاضرة في القلب جرحا لم يندمل حتى تعود الارض حرة ومستقلة.
وفي مخيم الرشيدية، سقط جريح في اطلاق نار من قبل "الكفاح المسلح الفلسطيني" الذي كان عناصره يحاولون منع مجموعة من الشبان الغاضبين والمتحمسين اشعال اطارات مطاطية عند مدخله على مقربة من حاجز الجيش اللبناني، فيما نفذ شبان فلسطينيون اعتصاما في مخيم برج الشمالي في صور ورفعوا الصوت مطالبين بالعودة.
هذا واتخذ الجيش اللبناني اجراءات امنية مشددة ونفذ انتشارا كثيفا لجنوده على طول الحدود في منطقة جنوب الليطاني، معلنا الاستنفار العام وفق التدبير رقم 3 وسير الدوريات الى جانب دوريات "اليونيفيل" على الجانب اللبناني من بوابة فاطمة الى العديسة ومرجعيون والخيام ومارون الراس بعدما شدد من اجراءاته الامنية والعسكرية حول مداخل مخيم المية ومية وعين الحلوة والراشدية واقام حواجز ثابتة ونقاط تفتيش في العديد من شوارع مدينة صيدا ونفذ انتشارا واسعا على طول الطريق الساحلي من صيدا الى صور فالناقورة، ومن الزهراني وصولا الى مثلث كفرتبنيت حيث دقق في هويات المارة الداخلين الى جنوب الليطاني مانعا اي فلسطيني من دخولها الا بتصريح مسبق.