القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

إحيـاء ذكـرى النكبـة الـ 63.. وفـاء لشهـداء وجرحـى مـارون الـراس

إحيـاء ذكـرى النكبـة الـ 63.. وفـاء لشهـداء وجرحـى مـارون الـراس
 
 

الإثنين، 23 أيار، 2011

تواصلت الاحتفالات والنشاطات في المناطق من صيدا إلى صور إلى مخيمات الشمال إحياء لذكرى النكبة، ووفاء لشهداء وجرحى مسيرة العودة في مارون الراس، مترافقة مع إحياء الذكرى الرابعة لأحداث مخيم نهر البارد. ففي مخيم البداوي (عمر إبراهيم)، أبت فاطمة ابنة الثلاث سنوات إلا أن تترك بصمة لها على تلك القطعة القماشية التي ازدانت بتواقيع أقرانها في مخيم البداوي، فاخترقت جموع المشاركين غبر مبالية بإرشادات الهيئة المنظمة لهذا النشاط الذي أقامته في «مؤسسة غسان كنفاني» في المخيم لمناسبة ذكرى النكبة، وتضمن أعمال رسم لقرى فلسطين وتواقيع بأسماء الأطفال الذين شاركوا من كافة رياض الأطفال في المخيم. فاطمة التي وقعت بكف يدها على تلك القماشة البيضاء ليس من المؤكد وهي التي جاءت برفقة شقيقتها سهى (5 سنوات) أنها كانت على دراية بما يحصل حولها، لكن فضولها وفطرتها دفعاها لاقتحام الصف الأمامي وهي تردد بدي اكتب اسم بلادي.

عشرات الأطفال تقاطروا الى مؤسسة غسان كنفاني في المخيم للمشاركة في العمل الجماعي الذي نظم بدعوة من المؤسسة، ولجنة التشبيك بالتعاون مع «مؤسسة التعاون»، تحت عنوان «العودة حقنا».

ذلك العنوان استوحى منه الأطفال المشاركون عبارات كثيرة كتبوها بألوان أقلامهم المتعددة ورسموا بالقرب منها علم بلادهم وما تحفظه مخيلتهم عن قراهم على تلك القماشة البيضاء التي بدت أشبه بلوحة فنية زخرفتها بصمات الأطفال الذين وقعوا بأكف أيديهم للتأكيد على حقهم بالعودة. «أنا بدي أعود على بلادي وبدي ارفع علم فلسطين على شباك بيتي»، كلمات مقتضبة عبرت بها سهى (5 سنوات) عما يختلج في صدرها من حنين لبلدها الام فلسطين، فكتبت فوق اسمها «ما أجمل بيتي بفلسطين»، ورسمت باللون الأحمر طيرا، كأنها بذلك تريد ان تعبر عن الحزن الذي تشعر به على الدماء التي تسيل بوطنها.

اللون الأحمر لم يكن وحده الطاغي على تلك القماشة، بل أضيف اليه اللون الأخضر الذي كتب به محمد (4 سنوات) اسم قريته «صفوري» وتحتها اسمه ولقبه في المستقبل «ابو جهاد». لكن أسماء الأطفال ورسوماتهم وتواقيعهم لم تكن وحدها الحاضرة، بعدما ارتأت زينب (4 سنوات) ان تكتب اسم الشهيد محمد الدرة، وتبصم بكف يدها فوقه باللون الاحمر، وهي تقول لمن معها «مين بدو يكتب اسم الشهيدة إيمان حجو».

وفي صيدا (محمد صالح)، جمع المهرجان التكريمي الحاشد الذي أقيم في «مركز معروف سعد الثقافي» أمس، بدعوة من التنظيم الشعبي الناصري «تحت شعار الوفاء لشهداء وجرحى مسيرة العودة في مارون الراس»، كافة القوى والفصائل الفلسطينية دون استثناء حيث تجلت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بأبهى صورها، وكانت امرا لافتا في المهرجان مشاركة عدد من الجرحى الذي أصيبوا في مارون الراس إضافة إلى عائلات الشهداء. وحضر المهرجان رئيس «التنظيم» الدكتور أسامة سعد، وممثلو الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والدينية، وممثلو الهيئات الاجتماعية والنقابية ، وحشد من المواطنين.

في المهرجان، لفت سعد إلى «المعادلة الجديدة التي رسمتها مواجهة مارون الراس والجولان في مقاومة المحتل الاسرائيلي، والتي أكدت ان العودة لم تقتصر على لبنان، بل شملت الجولان والضفة الغربية وكل حدود فلسطين»، داعياً إلى «إعطاء الفلسطينيين في لبنان حقوقهم الإنسانية وحرية العمل السياسي وحرية النضال من أجل العودة».

كما طالب أمين السر لـ»حركة فتح» في لبنان فتحي أبو العردات بـ «إعطاء الفلسطينيين في لبنان حقوقهم. فالفلسطيني يعاني في المخيمات البؤس والحرمان، ويتطلع إلى حياة فيها امل، وأبسط حق له هو تملك منزل، لذلك علينا واجب دعم نضال هذا الشعب». وأكد ممثل «حركة حماس» في لبنان علي بركة على أن «الشعب الفلسطيني رسم بدماء الشهداء طريق العودة، وهو متمسك بحقه في العودة إلى أرضه ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل من خلال المقاومة المسلحة، والمسيرات الشعبية، والتحرك الدبلوماسي».

وفي صور («السفير»)، تواصلت الاحتفالات بذكرى النكبة في مخيمات المنطقة. وللمناسبة أقامت «مؤسسة بيت أطفال الصمود»، و»الحركة الثقافية في لبنان» احتفالا في «مركز باسل الأسد الثقافي»، بحضور حشد من أبناء المنطقة. وبعد كلمة باسم الحركة الثقافية ألقاها محمد سرور، وكلمة باسم «أطفال الصمود» ألقاها محمود الجمعة، قدمت رقصات فلكلورية ومقاطع موسيقية. كما نظمت المؤسسة و»جمعية الحولة» حفلاً فنياً في مدرسة جباليا في مخيم البرج الشمالي للمناسبة. وألقى نائب رئيس الجمعية نادر سعيد كلمة شدد فيها على إحياء المناسبة وتوحيد النضال الفلسطيني.

وفي مخيم نهر البارد («السفير»)، تواصلت النشاطات المواكبة للذكرى الرابعة لـ «معركة البارد»، فنظمت اللجان الشعبية اعتصاما حاشدا أمس، أجمعت خلاله الكلمات على ضرورة الإسراع في إعمار المخيم والعمل على إقفال هذا الملف وإنهاء الحالة العسكرية.

ونظم الاعتصام وسط الشارع الرئيسي في المخيم، وحضره أمين السر لحركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، ومسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة، ومسؤول الجبهة الديمقراطية في لبنان علي فيصل، ومسؤول ملف البارد ومسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال، ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلي الفصائل وفعاليات ومؤسسات مخيمي البارد والبداوي.

وألقى عبد العال كلمة دعا فيها الحكومة اللبنانية إلى «الإسراع في إتمام عملية الاعمار وتسليم الممتلكات النهرية لأصحابها، وتشريع المخيم الجديد والدعوة لعقد مؤتمر ثان لجمع الأموال من اجل الاعمار والتعويض على الأهالي وإلغاء التصاريح، واعتبار المخيم حالة عادية سلمية تتماثل مع الجوار اللبناني». وطالب أهالي المخيم بـ «تشكيل لجنة شعبية فاعلة يضمن لهم إلغاء التصاريح وعدم تدخل البلديات والمخاتير بالشؤون الداخلية بالمخيم».