الافتتاحية
المبادرة في مواجهة «الكاوبوي»
ياسـر عـلي/ رئيس التحرير
خاص- لاجئ نت
تركز وسائل الإعلام اللبنانية على
الأحداث اليومية في المخيمات الفلسطينية.. وعلى تجاوزات زعماء الحارات والمجموعات
المسلحة، حيث يتصرف كل مسؤول منهم بمنطق «فتى الكاوبوي» الذي لا يحميه إلا مسدسه،
ولا يساعده إلى مجموعة من الرجال الخارجين على القانون.
مجزرة في مخيم المية، ارتكبها تنظيم
ضد آخر.. اغتيال في سوق عين الحلوة، أمام الناس في وضح النهار.. عبوة في الطريق
لأحد المسؤولين.. انتشار مسلح لأحد التنظيمات.. والمقنعون يملأون الأزقة..
المبارزة في الطرقات، والانتقام سيد
الأحكام.. و.. و..
والمسلحون عشرات فقط.. لكن أهل
المخيم يجمعون على رفض الظاهرة، ويخرجون بالمئات رغم الاشتباكات، في تظاهرات سلمية
ضد المسلحين.. فهو ليس «مخيم كل من إيدو إلو»..
المخيم. أهله. مسلّحوه. حدوده.
العلاقة مع الخارج. الجيش اللبناني. الشائعات. المتطرفون... أسئلة كثيرة وقضايا
أكبر.
نحن لا نبرّئ المخيم من بعض هذه
القضايا، ولكن الإعلام غير المسؤول مسرور بسبق صحفي هنا أو هناك، ويؤجج الخلافات
ويضخم الصورة إلى الخارج، وينقل صورة مدمّرة بفعل تضخيمه للأحداث. وهذه الصورة
مهمة جداً، ويُبنى عليها الكثير من المواقف السياسية والأمنية، ورؤية الخارج إلى
أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ما سبق يقودنا إلى العودة إلى
التأكيد على المبادرة الفلسطينية، مع التأكيد على التعجيل بها.. فالفصائل
الفلسطينية أمام تحدٍ جديد ودقيق، وعليها أن تجد الصيغة الأنجح للتعجيل في إطلاق
الخطة الأمنية والتعجيل والجدّيّة في تنفيذها..
وما أعلنه أمس ممثل حركة حماس في
لبنان علي بركة، أمرٌ مطمئن بهذا الخصوص، وهو مشاركة حركته في دعم اللجنة الأمنية
بالرجال والمال، من باب الإصرار على إنجاح هذه اللجنة والخطة، ورفض كل محاولات
إفشالها.
فهل ستستطيع «المبادرة» مواجهة منطق
زعماء «الكاوبوي»، وفرض منطق النظام في مواجهة منطق «حارة كل من إيدو إلو»؟!