الافتتاحية
غزة تنتظر تضامننا.. فأين نحن؟
ياسـر عـلي/ رئيس التحرير
16،
تموز (يوليو) 2014
مواجهات في الخليل والضفة، إلى هبة في القدس وشعفاط، إلى
حرب ومقاومة إبداعية في غزة.. لكن الملاحَظ أن التفاعل العربي والإسلامي عموماً،
واللبناني خصوصاً ليس على مستوى الحدث، ولا على مستوى الأحداث السابقة.
إذا كانت أحداث العالم العربي في السنة المنصرمة،
المضادة للربيع العربي، أدّت إلى تراجع الاهتمام بالقضايا الخارجية، فإن هذا لا
يبرر انتكاسة النشطاء عن الاهتمام بالقضية المركزية.. فلسطين!
في لبنان، انشغلت الأطراف الفاعلة في هذا البلد بأحداث
سورية وتطوراتها، والنزاعات الداخلية، والاضطرابات الأمنية.. وجرى خنق معظم
التحركات التضامنية في قوقعة الانتماءات.
وعلى المستوى الفلسطيني، لم تخمد ولم تهمد المخيمات
والمدن في لبنان من الفعاليات والتحركات الجماهيرية.
ماذا عن اليوم؟
اليوم بعد أكثر من أسبوع على بداية الحرب، وأكثر من 200
شهيد وآلاف الجرحى، ما زال الشارع العربي واللبناني خجولاً في تضامنه وتحركه..
صحيح أنه لا يمرّ يومٌ من دون فعالية أو اعتصام أو
مسيرة. ولكن لماذا لا يمتدّ أو يستمر تأثيرها.. لا في الأوساط الشعبية ولا
الإعلامية؟
يعود هذا لعدة أسباب ذاتية وموضوعية.. كالتشتت السياسي
والإعلامي التأثيرات الخارجية.. وغير ذلك مما لا مجال للحديث عنه هنا..
ولكن ما لا بدّ منه هنا، هو الدعوة إلى بناء هذه
الفعاليات على أسس صلبة من خلال لجان تحضيرية موحدة ومتعاونة، تحمل رؤية سياسية
وجماهيرية وإعلامية واحدة تصل إلى الجمهور المشارك في هذه الفعاليات..
كما تعمل هذه اللجان على توحيد الفعاليات وتضع برنامجاً
موحداً، وأن تعمل بزخم عالٍ يعتمد النفس الطويل في الحراك.
المعركة ليست مؤقتة، وقد تطول لعدة أسابيع، لا يجوز أن
تبقى الفعاليات ردّ فعل على الحدث، من دون رؤية، ولا أن تكون متفرقة بلا زخم
جماهيري يحقق الجدوى منها.
المقاومة في غزة تنتظر منا الكثير، وكما كان يقول الشيخ
أحمد ياسين: التظاهرة في القاهرة أكثر تأثيراً من الصاروخ في غزة.