الافتتاحية
1000 نشرة من «لاجئ نت».. ملاحظات لا بد منها
ياســر عــلي/ رئيس التحرير
23، آذار (مارس) 2015-03-25
أتصفح أوائل الأخبار من موقع «لاجئ نت»،
ويمرّ شريط الذكريات سريعاً..
لم يكن موقع «لاجئ نت» موقعاً يسعى
للإثارة وتعكير الأجواء، بقدر ما سعى أن يكون صوتاً فلسطينياً في عالم الإنترنت،
حين لم يكن هناك مواقع للاجئين الفلسطينيين في لبنان أي مواقع معروفة.
بدأ «لاجئ نت» قبل طفرة الفيسبوك،
كموقع إخباري يزود المهتمين بأخبار مخيمات لبنان اليومية. ولم يكن مجرد كلام، كان
المخطط له أن يتبنى قضايا المخيمات، في وقت لم يكن أحد يعير الإنترنت اهتماماً في
المخيمات، وفي ظل وجود نشرات مكتوبة تصول وتجول في المخيمات.
في الوقت الذي قد تجد فيه الكثيرين لم
يسمعوا بموقع «لاجئ نت»، تُفاجأ باتصالات من شخصيات معروفة، تؤيد خبراً هنا وتعترض
على آخر هناك، ومستفسرة عن قضية تناولناها. ويكبر القلب وتحلق الروح، حين تجد
استجابة من قرّاء يؤكدون استعدادهم للمساهمة في حل مشكلة طرحناها. يتبرعون لدعم
حالة إنسانية. أو حتى يطلبون تسليط الضوء على حالة ما، وكلهم ثقة أن «لاجئ نت»
يمكنها التأثير، رغم قلة مواردها.
لكن صنفين من الناس، لا بد من التوقف
عندهم:
- الأول: لم يفهم رسالة موقع «لاجئ نت»،
فاعتبره ينشر «الغسيل الوسخ» إذا طرح قضية أخلاقية (لا نتحدث هنا عن تعاطي
المخدرات، بل النرجيلة!).
- الثاني: فهم أن الموقع لسان حال فصيل
فلسطيني، وأن كل ما يقوله يُعدّ موقفاً من هذا الفصيل.
وبين هذين الصنفين، هناك صنف يحسب أن «لاجئ
نت» أغنى وأقوى وأهم من الفضائيات، فيطالبه بطرح قضايا كبيرة والعمل على تغيير قوى
الأمر الواقع، وقلب أنظمة قائمة في المخيمات.
قد يسأل سائل، لماذا «لاجئ نت»؟
هذا السؤال قد يخطر ببال القارئ الذي
يشعر أن صوت «لاجئ نت» منخفض وبطيء!
لكن، بعد هذه السنوات، كان واضحاً أن التزام
«لاجئ نت» بالحقيقة، هو السلاح الأمضى والأدوم، أما الشائعات فتذهب غثاءً.. وأننا
لو اكتفينا بالحقيقة فقط، سنحقق النجاح ونُراكم الإنجازات. لأن الإثارة تحقق قفزات
نوعية، ولكنها قد تكون قفزات في الهواء، تودي بصاحبها إلى حيث لا يعرف، ولا يريد.
من هنا كان التحدي، التحدي أن نحفر
الطريق ببطء لخطواتنا.. لكنها خطوات ثابتة تواجه الشائعات (الوسخة) بالحقيقة، ولا
نقبل أي (أحمد سعيد) في صفوف «لاجئ نت».. وكان هدفنا إحقاق الحق بالحقيقة، وإزهاق
الباطل بالحقيقة.
في هذه المناسبة، مناسبة صدور العدد
1000، نبارك للعاملين في الموقع وللقراء الأعزاء، ونعدهم بنقلة نوعية قريبة إن شاء
الله.