القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أحداث مخيّم عين الحلوة تطرح الأسئلة حول الأهداف واحتمالات إقحام الفلسطينيين في الصراع الكبير

أحداث مخيّم عين الحلوة تطرح الأسئلة حول الأهداف واحتمالات إقحام الفلسطينيين في الصراع الكبير
 

الخميس، 22 كانون الأول، 2011

الأحداث التي وقعت في مخيم عين الحلوة احدثت قلقاً واسعا من تطور الاحداث مستقبلاً في ظل ما تعيشه منطقة الشرق الاوسط.

ومن اسباب القلق، الخلفية الحقيقية لهذه الأحداث والاهداف المرسومة لها. فاذا كان صحيحاً ان المسألة لها علاقة بدور للمسؤول الفلسطيني «اللينو»، فلماذا لم يجر استهدافه هو، ليقتصر الامر على قتل مرافقه. واذا كان المقصود ارسال رسالة قوية له، فلماذا اغتيال مرافقه الشخصي في اليوم التالي، طالما أن الرسالة وصلت في المرة الاولى وجاءت قوية.

المراقبون قرأوا في أحداث عين الحلوة، ما يشبه المحاولة لاثارة المسؤول الفلسطيني، بغية دفعه للتحرك عسكرياً داخل المخيم، وإلا لكانت الامور جرت وفق اسلوب مختلف وطريقة أخرى.

والمهم أن ما يحصل انما يتزامن مع واقع فلسطيني جديد، لناحية المصالحة بين حركتي فتح وحماس، في وقت بدت فيه قنوات التواصل بين حماس وواشنطن مفتوحة، فيما ردد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان خلال زيارته للبنان عبارات ايجابية لحماس ودورها.

لكن المسألة تبدو اكبر وابعد من ذلك. فبعيد انطلاق حركة المعارضة في سوريا، بدا للعواصم الغربية ان واقع النظام في سوريا هو أقوى بكثير منه في البلدان العربية الأخرى، وان القوى المسلحة السورية المتماسكة حوله، قادرة على حسم الوضع الامني لاسيما في المناطق الشعبية والتي يتداخل فيها العامل المذهبي مع السياسي مع الوجود المسلح. يومها برز خيار الاستعانة «بخدمات» مسلحة للفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان.

واذا كانت التحالفات التي شجعتها واشنطن مع الاخوان المسلمين في كل من تونس وليبيا وخصوصاً مصر، قد ادت غايتها من خلال تسهيل واشنطن لوصول هؤلاء الى السلطة في مقابل احترام الاخوان المسلمين للمصالح الاميركية في المنطقة، فان و اقع سوريا مختلف بسبب التركيبة السورية الداخلية وقدرة النظام على الامساك بالقوى المسلحة. وهو ما يتطلب مؤازرة المسلحين الفلسطينيين المدربين جيداً والذين ينتمون باغلبيتهم الساحقة الى الطائفة السنية، كما انهم مستعدون لخوض المعارك وتحمل تبعاتها، مرة بوجه النظام في سوريا، ومرة أخرى بوجه حزب الله في لبنان.

من هذه الزاوية، استحوذت احداث مخيم عين الحلوة على اهتمام كبير، لاسيما مع اندلاع شرارة المواجهات من خلال عمليتين امنيتين تحملان الكثير من القطب المخفية.

وما هو أكثر خطورة، ان يتزامن ذلك، مع دخول الشرق الاوسط في مسار جديد، وسط ضبابية السياسة الاميركية في المنطقة.

فالعراق يتجه بسرعة نحو نزاع دموي داخلي، في وقت يعتبر البعض أن هذا هو الثمن الذي وضعته واشنطن لخسارتها الكبرى، ولمنع ايران من السيطرة على كامل البلد. وهذا يرفع من احتمالات اعلان اقاليم ذات غالبية سنية، خروجها عن السلطة المركزية في بغداد.

والسؤال هنا، ماذا سيكون تأثير هذا الواقع العراقي الجديد على الأحداث في سوريا! وهل سيؤدي ذلك الى اشتعال الوضع اكثر وبالتالي الذهاب الى التفتيت، ام انه سيدفع بواشنطن الى فرملة خطوات المعارضة، وارساء مساكنه من خلال تسوية ما مع النظام!

وبالتالي فان السؤال عن مستقبل لبنان يرتبط بما سيحصل في سوريا.

الأوساط الديبلوماسية تتداول ما هو اسوأ من كل ذلك: «واشنطن لا تملك سياسة واضحة باتجاه المنطقة ما يجعل الامور غير واضحة».

وينقل احد الذين التقوا الديبلوماسي الاميركي الخبير في شؤون المنطقة دينيس روس، قلقه لغياب الوضع في سياسة بلاده تجاه الشرق الاوسط. وهو قال أمام احد اصدقائه اللبنانيين، انه قدم استقالته منذ بضعة أشهر، بسبب غياب الرؤيا الواضحة للسياسة الاميركية في المنطقة. لا بل ان روس تحدث عن نية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تقديم استقالتها، فيما يحاول بعض اعضاء ادارة اوباما اقناعها بتأجيل ذلك الى حين الانتخابات، كي لا يؤثر ذلك سلباً على حملة التجديد للرئيس الاميركي.

والواقع ان لبنان يعاني أيضاً من هذه الضبابية في السياسة الاميركية. فيوماً يصدر قرار بحق البنك اللبناني ـ الكندي، ويؤدي ذلك الى اهتزاز القطاع المصرفي برمته، قبل ان تعود واشنطن وتسمح بحصول تدبير يؤدي الى انقاذ المصرف عن طريق شرائه عن مصرف فرنسي وتعيد بذلك الاستقرار الى القطاع المصرفي.

كذلك، فان فيلتمان عمل بقوة للتخريب على زيارة البطريرك الماروني الى واشنطن ومنع حصول اي لقاء بينه وبين مسؤول اميركي، ثم يعود فيلتمان ويطلب لقاء البطريرك الراعي في بكركي خلال جولته في بيروت.

وحين التقى فيلتمان وليد جنبلاط وتحدث امامه بكثير من الاطراء عن الاخوان المسلمين ودورهم المستقبلي، وسأل «ما الفرق بين عبد الناصر والسادات والاخوان المسلمين. اقول لك لا شيء»، ليعود ويبدي قلقه من قدرة السلفيين وتنامي قوتهم في الشارع المصري.

وحول الأزمة السورية يبدي المسؤولون الاميركيون تمسكهم «النهائي» بضرورة ازاحة بشار الاسد عن السلطة، لكنهم يستدركون قائلين انهم لا يعرفون كيف السبيل للوصول الى ذلك، ومعترفين بأن النظام في سوريا قوي، وبأن التعقيدات التركية تقف حاجزاً امام أي تأثير خارجي مباشر على مسار الاحداث السورية، ليصلوا الى استنتاج واحد: الأزمة في سوريا طويلة..

المصدر: جوني منير - الديار