القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أزمة المياه تخنق الخليل

أزمة المياه تخنق الخليل


الجمعة، 14 آب، 2015

ما تزال الأفواه عطشى لمياه نقية في محافظة الخليل جنوب الضفة المحتلة، كبرى محافظات الضفة وأكثرها تعدادا سكانيا، ولكنها الأكثر معاناة بين المدن بسبب سياسات الاحتلال ومحاولات تهميش القرى والتجمعات السكنية المتواجدة على أطرافها.

وتتجدد أزمة المياه في مدينة الخليل وقراها في كل صيف، حاملةً معها معاناة إنسانية في القرن الحادي والعشرين؛ فيما يتربع الاحتلال على رأس مسببات الأزمة بسياساته العنصرية التي تهدف إلى ترحيل الأهالي عن أراضيهم.

قديمة جديدة

ويقول منسق لجنة مقاومة الاستيطان غرب الخليل عيسى العملة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن الأزمة قديمة تتجدد كل صيف لقرى الخط الغربي لمحافظة الخليل لأسباب عدة يتربع على عرشها الاحتلال؛ حيث يقوم بالتحكم في كميات المياه التي تضخّ لتلك القرى.

ويوضح بأن الاحتلال يقوم بالتحكم بكميات المياه وتخفيضها إلى 5 بار أو 10 بار رغم ازدياد حاجات الأهالي لكميات المياه؛ حيث يقوم بشكل متعمد بتقليل تلك الكميات ليثير أزمة خانقة في هذا الجانب.

ويضيف: "الخليل كلها تعاني من هذه الأزمة لأن الاحتلال يتحكم في مياه الحوض الغربي، إضافة إلى عدم سماحه لنا بحفر الآبار، وأحيانا يخفض الضغط حسب مزاجه ليفتعل أزمة متعمدة، كما أن كمية المياه المخصصة للقرى لا تتناسب مع ازدياد عدد السكان".

ويشير العملة إلى أن عدد سكان بلدة بيت أولا على سبيل المثال يصل إلى 15 ألف نسمة، ولا يصل للفرد 25 لترا بينما المستوطن يصله ما يقارب 500 لتر، مبينا بأن المياه تضخ للمستوطنات بغزارة، بينما المواطنون تزداد معاناتهم.

ويؤكد بأن أحد الأسباب التي تفاقم الأزمة، هي وجود شبكة مياه قديمة للخط الغربي مما يعطي مشكلة في الفاقد، وهو الأمر الذي يلزم البلديات ووزارة الحكم المحلي بالعمل على تجديد شبكات المياه وإصلاح الخطوط.

استغلال

وفي ظل تفاقم أزمة المياه يعاني المواطنون في المدينة من استغلال التجار لأسعار المياه وزيادتها في فصل الصيف، وهو الأمر الذي يثقل كاهل المواطنين إضافة إلى الهمّ الذي يعانون منه.

ويقول المواطن أبو خليل من بلدة إذنا غربًا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إنه يقوم بين الفينة والأخرى بشراء خزان للمياه يصل سعره إلى 400 أو 500 شيكل وأحيانا في ذروة الصيف يصل إلى 600 شيكل أي ما يعادل 180 دولارا.

ويشير إلى أن أزمة المياه اضطرت المواطنين إلى شراء المياه بكميات كبيرة؛ لأن أهالي الكثير من قرى الخط الغربي لا يمتلكون شبكات مياه أصلا فلا تصلهم، مبينا بأنهم يضطرون إلى العيش على الخزانات لحفظ المياه.

ويتابع القول: "نحن نعيش معاناة لا تنتهي في كل صيف تمتد من شهر أيار وحتى شهر تشرين أول أو تشرين الثاني، وهذه الحالة لم نجد لها حلا رغم مناشداتنا وتوجهنا إلى سلطة المياه وتلقينا العديد من الوعودات، ولكن دون جدوى، الاحتلال يسرق المياه، ولا يوجد من يدعم صمودنا ويساعدنا في ظل هذه الأزمة التي تؤثر على حياتنا وحياة أطفالنا ومواشينا ومنازلنا وممتلكاتنا، والهدف الأول هو التهجير".

يشار إلى أن الاحتلال يسيطر على أكثر من 85% من موارد المياه في الضفة الغربية، ويتحكم في المياه السطحية والجوفية، كما أنه قام بإنشاء خزانات ضخمة قرب الأنهار والمنابع القوية لسرقة مياهها، فيما يستولي المستوطنون على عشرات عيون المياه، ويمنع المواطنين من بناء الآبار لتخزين المياه، ويتعرضون لحرب شرسة تهدم خلالها تلك الآبار.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام