"أسماء بلاسمة"..
صمود في وجه المستوطنين
الخميس،
12 آذار، 2015
أسماء
بلاسمة "أم حسن" (73عاما)؛ فلسطينية هجرت عام 48 من منزلها في كفار سابا؛
لتستقر في عزبة أبو بصل غرب مدينة سلفيت؛ إلا أن الاحتلال لم يدعها، فلاحقها وقتل ابنها
الشهيد محمد؛ الذي قال إعلام الاحتلال عنه أنه التلميذ السادس للشهيد القائد يحيى عياش،
وهدم جزءا من العزبة، وصادر وجرف ما حولها تمهيدا لسرقتها.
وبعد
أكثر من عام على وفاة زوجها عثمان بلاسمة؛ تصر أسماء على الصمود في وجه الاستيطان في
عزبة أبو بصل ولو لوحدها؛ وعدم تركها لقمة سائغة للمستوطنين؛ ألا أنها تعتب على عدم
مد يد العون لصمود العزبة، وتركها وحيدة أمام التوسع الاستيطاني الذي لا يتوقف.
تهجير متواصل
وعن
بداية حياتها في عزبة أبو بصل تقول بلاسمة: "قبل 67 عاما كانت عزبة أبو بصل عمارا
وتنبض بالحياة والسعادة؛ إلا أن الاحتلال عام 67 والاستيطان بعد ذلك عمل على تهجير
بطيء ومدروس لسكان العزبة؛ عبر مصادرة الأراضي وتقليص مساحة الرعي، وبناء مصانع تتبع
لمستوطنة "أريئيل"؛ بحيث لم يبق إلا أنا وأبو حسن الذي توفي نهاية عام
2013 بعد صراع مع المرض.
وعن
عدد العائلات التي سكنت العزبة تقول: "سكنها قديماً ما يزيد عن 30 عائلة فلسطينية
من اللاجئين ومن فلاحي قرى وبلدات سلفيت؛ وزرعنا الزيتون في عشرات الدونمات، وحرثنا
الأرض وزرعنا القمح والشعير؛ إلا أنه منذ عدة سنوات لا نقدر على زرع أية بذور بسبب
كثرة الخنازير التي أطلقها المستوطنون لتخريب المزروعات".
ومما
يثير الدهشة لقصة أم حسن؛ هو صعوبة ووعورة منطقة عزبة أبو بصل، وصعوبة وسيلة المواصلات
التي لا تصلح إلا لسير الدواب، واضطرار العائلة لصعود ونزول جبل المطوي قرابة ستة من
الكيلومترات؛ لجلب مياه الشرب من عين المطوي
أسفل الجبل.
صمود رغم الاعتداءات
وعن
اعتداءات ومضايقات المستوطنين تقول: "أحيانا تسير مجموعات من المستوطنين ويتفسحون
في المنطقة ويسألون عن خربة قرقش "مغر الشمس والقمر" التي تقع قرب العزبة،
ويزعمون أنها تعود لهم، وجرافات المستوطنين جرفت كل الأراضي حول العزبة، وأحد المستوطنين
قال: لما تموتوا وتطلعوا من العزبة نصادرها".
وتتابع:
"كما أن مجاري المصانع ومستوطنة "اريئيل" تلوث واد المطوي، وخربت الرائحة
الكريهة أراض زراعية كثيرة لهجرة أصحابها منها، فلا أحد يستطيع تحمل الرائحة الكريهة
خلال عمله بأرضه إلا القليل".
وتضيف:
"في إحدى المرات طرد المستوطنون زوجي المرحوم من أمام المصانع؛ وقالوا له لا أرض
لك هنا لترعى الماشية فيها، وروح من هنا؛ فذهبت في اليوم الثاني لأرعى الماشية هناك
بانتظار المستوطن الذي لم يحضر؛ وكنت ناوية وأعتزم -إن اعترض على الماشية- أن أضربه
بحجر؛ لأن الأرض أرضنا وجاء ليطردنا منها؛ ولكنه لم يحضر وقتها طيلة ذلك النهار الذي
انتظرته به".
وعن
الوضع الحالي للعزبة تضيف: "تم تعمير جزء من العزبة، إلا أنه بقي هناك جزء كبير
لم يعمر مثل الطريق الوعرة، وعدم توفر المياه؛ حيث يوجد بئران لا يكفيان لشهر واحد،
كما أنه لا يوجد مصدر رزق قوي يعزز البقاء فيها؛ ولا يوجد أثاث فيها، والعزبة يبيت
فيها أيضا، وأحيانا أصحاب الأراضي حول العزبة خاصة خلال الحراثة وموسم الزيتون؛ إلا
أنها ما زالت بحاجة للمزيد من الدعم لتعزيز صمودها أمام مصانع مستوطنة "اريئيل" الضخمة التي تحيط بها".
وعن
مصادر الرزق التي كانت تعزز صمودها طيلة الفترة الطويلة قالت: "كنا نجمع الزعتر،
والفطر، والعكوب، والشومر، ونبيعه ونترزق منه، وكنا نرعى الماشية في المراعي الوفيرة؛
إلا أن كل ذلك ذهب ولم يبق منه إلا النزر القليل بسبب الجدار ومصانع مستوطنة
"اريئيل" التي وصفتها بالقول: "لا تبقي ولا تذر".
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام