أسواق الخليل القديمة..
انتعاش «خجول» في رمضان
الخميس، 25 حزيران،
2015
تعتبر أسواق البلدة القديمة في مدينة
الخليل جنوب الضفة المحتلة نواة الحركة الاقتصادية الفلسطينية في الضفة المحتلة، لما
تحتويه من العراقة والأصالة؛ فكل مكونات الحضارة الفلسطينية احتضنتها تلك الأسواق وبدأت
تشكل مشهد الاقتصاد الفلسطيني بأكمله.
ولكن الاحتلال وبسياساته العنصرية تعمد
استهداف تلك الأسواق حتى باتت اليوم فارغة من الزائرين؛ فالاعتداءات والاعتقالات والتضييق
الممنهج كلها عوامل ساهمت في تفريغ الحركة الاقتصادية والتضييق عليها.
"نشتاق لرمضان"
وحين يهل شهر الخير والرحمة يحمل معه
البشريات لأهالي البلدة القديمة والتجار فيها؛ فالقوة الشرائية تزداد ويتغير الوجه
الحزين للبلدة خلال الأيام الثلاثين.
ويقول التاجر جمال أبو أحمد أحد أصحاب
المحلات التجارية في الخليل القديمة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، إنه يتمنى
لو كان شهر رمضان يمتد على طول العام لما تشهده البلدة القديمة من انتعاش اقتصادي خلاله؛
حيث إن الشوارع والأزقة تزدحم بالزائرين والمارة.
ويوضح أن المحلات التجارية تنتعش خلال
أيام الشهر الفضيل بسبب حركة المواطنين وتوجههم إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، وبالتالي
يقومون بالشراء من المحلات التجارية التي تشهد خمولا من حيث القوة الاقتصادية.
ويضيف: "نحن بالفعل نتمنى لو أن
شهر رمضان يبقى جميع أيام السنة، لأنه يعيد لنا الذاكرة الجميلة عن قوة الشراء في أسواق
البلدة القديمة، والمواطنون يستغلون العروض التي تقدمها هذه المحال".
ويدعو أبو أحمد المواطنين في الخليل إلى
الاستمرار في التوافد إلى البلدة القديمة حتى بعد انتهاء شهر رمضان، كي لا تعود المظاهر
الحزينة للبلدة والتي سببها الاحتلال، كما يدعو سكان الضفة الغربية جميعًا إلى زيارة
البلدة القديمة والشراء من أسواقها كي تنتعش وتتحدى الخطط الاستيطانية.
محاولات للنسيان
من جانبه يقول الناشط في تجمع شباب ضد
الاستيطان محمد الزغير لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، إنه بالذات في شهر
رمضان المبارك؛ فإن جموعًا كبيرة من المواطنين تتوجه إلى البلدة القديمة بسبب قدسية
الحرم الإبراهيمي الشريف.
ويبين الزغير بأن المواطنين وأثناء مرورهم
بالأسواق التجارية، فإنهم ينعشون تجارتها ويتسوقون من تلك البضائع، وتعيش البلدة حالة
اقتصادية جيدة في الشهر الفضيل، ولكن ليس الحركة المطلوبة بقوة من قبل التجار؛ حيث
إن المطلوب تشجيع الاستثمار في تلك الأسواق.
ويوضح الناشط بأن توافد المواطنين رسالة
تشجيعية للمستهلك بأن أهم ركيزة اقتصادية في الخليل يحاول الاحتلال طمسها ونسيانها،
وهناك محاولات حثيثة لديه لتناسي أهم ركيزة تاريخية اقتصادية، وهذا كله بإصرار التجار
والمواطنين.
ويشير الزغير إلى أن الاحتلال بدأ باستهداف
القوة الاقتصادية للبلدة القديمة بشكل مباشر وموسع بعد تنفيذ مجزرة الحرم الإبراهيمي
عام 1994، وإغلاق شارع الشهداء، واستهداف المنطقة مرة أخرى بعد انتفاضة الأقصى، وأنه
قام بإغلاق 1860 محلاًّ تجاريًّا بفعل الاحتلال وعوامله وسياساته الاستيطانية، حيث
إن تلك الأسواق تشهد ركودًا اقتصاديًّا في بقية أيام العام لا مثيل لها، وأن منع التجول
في البلدة الذي استمر لأكثر من أربع سنوات كان العامل القاتل للاقتصاد هناك.
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام