أطفال عين الحلوة لن «يصيّفوا»
الثلاثاء، 05 تموز، 2011
أقفلت اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ثلاثة مراكز تابعة لـ«الأونروا» احتجاجاً على البرامج الصيفية التي كانت ستطلقها أمس، حارمة الأطفال من «الحق في اللعب»..
توقفت صيفيات أطفال مخيم عين الحلوة قبل أن تنطلق أمس، كما كان مقرّراً لها، وفقاً لبرنامج صيفي أعدّته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، بعنوان «هيا نلعب ونتعلم». فقد أقفلت اللجان الشعبية الفلسطينية مراكز إقامة الصيفيات بوجه 800 طفل فلسطيني تشملهم الصيفيات، لاشتمامها «رائحة مشبوهة وراء فكرة النشاطات الصيفية»، وخصوصاً «أن وكالة التنمية الأميركية تموّل النشاط وتتواطأ مع الأونروا لإدخال ثقافة تدميرية، تحت عنوان حق الطفل في اللعب لنزع ذاكرته الفلسطينية»، حتى إن عضو اللجان الشعبية عدنان الرفاعي قال لـ«الأخبار» إنه «مشروع صهيوني ـــــ أميركي، يتسلّل إلى عقول الأطفال بهدف عدم تأسيس وعي لديهم بأن لهم أرضاً سليبة».
مراكز ثلاثة أقفلتها اللجان، هي: مدارس السموع، صفد والفلوجة. وتردّد أنه جرى تلحيم البوابات بالكهرباء، فيما أفادت مصادر فلسطينية بأن الإقفال جاء بعد ضغوط واسعة من اللجان الشعبية على الأونروا والمشرفين على تنفيذ البرامج الصيفية من جمعيات ومؤسسات أهلية فلسطينية، ولم يُعرف مصير النشاطات المفترض أنها ستستمر لأسبوعين، يتلقى خلالهما الأطفال المشاركون برامج تعلم الموسيقى وفنون أخرى، ونشاطات ترفيهية ورياضية. الرفاعي أوضح «أننا لسنا ضد ترفيه أطفال المخيمات الفاقدين أبسط حقوقهم في العيش والترفيه، وعدم وجود ملاعب وأماكن ترفيه وبقع خضراء، لكننا ضد تسلّل وكالة التنمية إلى مجتمعنا لمحو ذاكرة فلسطينية. لماذا لا يلحظ البرنامج الصيفي إعطاء الأطفال دروساً في تاريخ وجغرافيا فلسطين، وبئس ثقافة سلام ينشرونها»، وأشار الرفاعي إلى «كيف نعلّم أطفالنا الرقص وهم يرقصون على ألم معاناة فلسطينية متزايدة بفعل سياسة تقليص الأونروا لخدماتها، وقبل أن يلعبوا الطفل فليوفروا له أماناً صحياً، فلا يموت على أبواب المستشفيات». كما أصدرت اللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي الفلسطيني بياناً وصفت فيه البرنامج بـ«المشروع الوهمي الذي لا يعود بالنفع على أبناء شعبنا وليس من الأولويات».
المسؤولة الإعلامية في «الأونروا» هدى السمرة أكدت في اتصال هاتفي مع «الأخبار» أن الوكالة ليست هي التي اتخذت قرار الإقفال، بل اللجان الشعبية، معبّرة عن أسفها لأن البرامج الصيفية «كانت ستمثّل فسحة ترفيه للأطفال في المخيمات». ورداً على سؤال عن تمويل الوكالة الأميركية للتنمية للبرنامج، والتي تقول اللجان إنها سبب الرفض، قالت السمرة «إن التمويل أميركي، لكنه ليس من وكالة التنمية، كما أن الجهات التي ستنفذ البرنامج هي جمعيات فلسطينية تهتم بتعليم الأطفال تراثهم وثقاقتهم». وأوضحت أن «عدد الأطفال الذين انتسبوا إلى البرنامج ارتفع هذا العام من 6 آلاف إلى 8 آلاف».
المصدر: جريدة الأخبار - خالد الغربي