القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أطفال فلسطين الناجون من الموت.. حلم صامد رغم الألم

أطفال فلسطين الناجون من الموت.. حلم صامد رغم الألم


الجمعة، 08 آب، 2014

  • فاطمة: اشتقت لرؤية أمي وإخوتي.. وجدتها: استشهدوا جميعا
  • أحمد فقد والدته الحامل.. وليلى استشهد أولادها الأربعة
  • هلال: سنعاقب إسرائيل دوليًّا.. وسنعرض مجازرها ضد أطفالنا في جنيف
  • محمود البدوي: صمت اليونيسف يفضح تشدقها المزيف بالحقوق

طرقات طويلة تفوح منها رائحة التعقيم والأدوية تملأ أرجاء المكان وتزكم الأنوف، أجسام ضئيلة مريضة جريحة طريحة الأسرّة.. يمزق الألم أجسادهم.. خراطيم وضمادات ومحاليل وأجهزة حديدية صلبة قبيحة تخترق أجسامهم النحيلة.. صرخات مدوية تخرج من الغرف.. يئنون في صمت أحيانًا وفي فزع أحيانًا أخرى.. أطفال في عمر الزهور بعضهم ما زال محمولًا على الأيدي لم يكمل عامه الأول وبعضهم الآخر لم يتجاوز العشر سنوات.

من المؤكد أن هذه الصرخات الصادرة عن الأطفال الجرحى، ليست فقط بفعل الجراح الجسدية التي تصل إلى بتر أحد أطرافهم، فوجع الجسد لم يكن السبب الرئيس، لكنه وجع المشاهد الدموية والدمار التي شاهدوها قبل النجاة من موت الحرب، وجع الصور التي طبعت في مخيلتهم إلى الأبد عندما يرون بيوتهم تتهدم فوق رؤوسهم وتقتل كل أحبائهم وتدفنهم تحت أنقاضها.. وجع طفل شاهد أمه غارقة في دمائها بجواره، كانت تضمه بين أحضانها لتحميه، وجع ابنة ذهبت يدها المبتورة مع أختها الشهيدة تحت القصف عندما كانتا تتعانقان وتهربان من الصواريخ.

علي مدى شهر من القصف والتدمير يلاحظ أن الأطفال كانوا الهدف المباشر لقناصة الاحتلال الصهيوني، ولقصف مدفعياتهم المباشرة، وبين 1450 شهيدًا سجل الأطفال 500 شهيد بنسبة 40% من إجمالي الضحايا وسقط 7 آلاف جريح بإصابات بالغة الخطورة.

زارت البديل "أطفال فلسطين” لتستمع إليهم وتوثق شهاداتهم على المجزرة اللاإنسانية التي يوجهها العدو إلى صدورهم الضعيفة لتكون قصصهم بمثابة الدليل على بشاعة آلة القتل الإسرائيلية التي تبيد البشر والحجر، تقتل الطفولة والحلم والمستقبل في أعين هؤلاء الأطفال، بعد أن تم نقلهم الى مستشفيات القاهرة بمعهد ناصر والمستشفى الفلسطيني والهلال.

غرفة 408.. رغم الألم.. الطفلة فاطمة ترسم شمس الأمل

في الغرفة رقم 408 بالطابق الرابع بمعهد ناصر تجلس فتاة جميلة لا تتجاوز 10 سنوات، رغم الجروح التي تبدو على وجهها والمحاليل المعلقة في يدها إلَّا أنها تمسك ألوانا في يدها وترسم شمسًا على إحدى الورقات الصغيرة، هي "فاطمة "من منطقة سوق الشجاعية، تحكي أنها كانت تجلس مع أمها وأخواتها وفجأة سقط صاروخ على البيت ولم ترَ أحدًا منهم بعدها.

أشارت إلى أن فمها يؤلمها، فهي تعاني من كسر في الفكين، مضيفة: "عايزة اشوف إخواتي وأمي.. وحشوني، وألعب مع إخواتي ونرسم ونروح المدرسة مع بعض”.

أخبرتنا جدتها الحاجة "أم سعد” بأن أم الطفلة فاطمة وأختيها استشهدن تحت أنقاض المنزل، بالإضافة إلى ابنتها وهي تمثل عمة الأحفاد، أما الأب فهو مصاب في مستشفى شهداء الأقصى جريحًا بشظايا، مشيرة إلى أن الأم كانت حامل في 7 شهور وتنتظر وليدًا جديدًا.

بكت الجدة، وحاولت أن تكفكف دموعها؛ حتى لا تفهم الصغيرة شيئًا مكروهًا، وقالت: جئت مع فاطمة وأتمني أن تعود سالمة إلى فلسطين، تستطيع أن تتكلم فينتظرها أكثر من عمليتين جراحتين لإعادة الفك بشكل طبيعي.

وفي النهاية ومع وداع فاطمة كانت قد أكملت رسمتها الصغيرة بشمس ملونة ذهبية وأطفال يلهون في الحدائق وعلم فلسطين شامخًا، لتعطينا مزيدًا من الأمل، بأن المستقبل للشعب المناضل المقاوم وليس للعدوان الغاصب.

غرفة 409.. الابن الذي فقد والدته الحامل تحت القصف

بينما في الغرفة المجاورة 409 يلهو بين مجموعة بالونات ملونة يمسك بواحدة وتطير الأخرى، كم كان جسمه نحيفًا هزيلًا، "محمود فادي”، عمر عامين من دير البلح بغزة، تخوف قليلًا من الأغراب الذين يزورنه وبكى، حملته بين ذراعيها وأعطته الحلوى، تحكي جدته الحاجة "مريم أحمد” التي جائت معه من غزة بعد استشهاد والدته، مشيرة إلى أن الصهاينة لا يفرقون بين مستشفى وبيت وأطفال وشيوخ، الجميع يقتل بلا رحمة.

وأضافت: "ابني يقطن في البيت المجاور وفجأة الصواريخ انهالت بلا سابق إنذار، خرجت من داري للاطمئنان على عيلة ابني، لم أجد بيتًا، فالبيت على الأرض، يا لها من أيام سوداء مؤلمة، لا رحمة في قلوبهم، كان ابني وأولاده نائمين، استشهدت زوجته وهي نائمة وأصيب هو بجرح في يده وتهتك بالشرايين، وأخت محمود مصابة بحروق في قدمها ويدها جراء القصف.

وتابعت: "بيت ابني اتخرب خلاص، ابنه محمود عنده تهتك في الفخذ ونقض في العظام ودمور في العضلات، ابني كان عايش علي قد حاله، متوقف عن العمل عام كامل، لم يدخل بيته شيكل واحد، حتى البيت الذي كان يأويه أصبح على الأرض”.

أم مكلومة.. التهم القصف أولادها الأربعة

بينما كانت في سرير "الطفل محمود” المجاور أم مكلومة، تنظر إلى الطفل في أسى، وتبكي قائلة: "ياريت كنت مكان ولادي الأربعة اللي ماتو”، إنها الحاجة "ليلي إبراهيم” من بيت حانون، وتتذكر اليوم المشئوم في حزن قائلة: "البيت من سبع طوابق أصبح كالتراب، صفارة الإنذار لم تمهلنا حتى النزول إلى البدروم، وبمجرد صراخها ينطلق معها القصف يقضي على الزرع والدرع والحجر والبشر”.

وأضافت: كان أربعة أطفال، مريم 15 سنة، محمد 10 سنوات، زينة 8 سنوات، وأحمد 4 سنوات، فلم أجدهم، لم استيقظ إلَّا وهم يقولون لي: "حمد الله على السلامة”، أي سلامة بلا أودلاي، أتمنى أشوفهم وأحضنهم.. وانهارت في البكاء..

واستكملت حديثها أختها "أم أحمد”: إنها منهارة دائمًا، وتبكي ليل نهار من ساعة وصولنا للقاهرة، تستيقظ مفزوعة في المساء تنادي على الأبناء، وتريد العودة بسرعة إلى غزة، ولكنها تعاني من كسر في الفكين وشظايا في الوجه.

أحمد وآسر.. الطفولة المذبوحة

يرقد الطفلان الأخوان آسر وأحمد، الأول 4 سنوات، يعاني من بتر في الرجل وشظية دمرت كليته تم استئصالها على إثرها، بينما أحمد 6 سنوات، أسفرت الإصابات البالغة عن بتر يديه، وبمجرد النظر إلى عينيهما المليئتين بالبراءة والطفولة والنقاء، تجد سؤالًا يطرح نفسه: إلى متى يظل ضمير العالم صامتًا عن هذه الجرائم البشعة ضد الطفولة والإنسانية بشكل عام؟

منظمات حقوقية: المجازر ضد المدنيين ليست غريبة على الكيان الصهيوني

يقول هاني هلال، الأمين العام للائتلاف المصري لحقوق الطفل وعضو الشبكة العربية لحقوق الطفل: إن ارتكاب المجازر البشعة وسفك دماء أطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني ليس أمرًا جديدًا على الكيان الصهيوني، فعلى مدى 66 عامًا من نكبة فلسطين تجرأت إسرائيل على الاستمرار في جبروتها وضربها بعرض الحائط للمواثيق والاتفاقيات الدولية كافة كل ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والبروتوكولات ابتداء من إهمالها المادة الثالثة فيه، التي تنص على حق كل فرد في الحياة والحرية وسلامة شخصه، وصولًا إلى ارتكابها جريمة ضد الإنسانية بكل معنى الكلمة في قطاع غزة منذ السابع من يوليو الماضي وهي تقتل في المدنيين العزل وأغلبهم من الأطفال والنساء، حيث قدّرت الأوساط الطبية وتقارير الأونروا أن ما يناهز 40% من الضحايا أطفال.

وأضاف هلال أن الفكرة التي تقوم عليها حرب الصهاينة هي استهداف المستقبل وليس الواقع أي الأطفال، لأن الطفل الفلسطيني سيسجل جرائمهم وانتهاكاتهم ويصبح في الكبر مقاومًا شرسًا لعدوانهم، ومن ثم فهي تريد التخلص منه في الصغر، مشيرًا إلى أن الشبكة العربية لحقوق الطفل التي تضم 11 دولة عربية ويمثل الائتلاف المصري لحقوق الطفل أحد أعضاء مجلس إدارتها فكرت خارج الصندوق وستحاكم إسرائيل دوليًّا وتجرحها أمام الرأي العام العالمي من خلال الآليات المختلفة لحقوق الإنسان عامة والطفل خاصة، موضحًا: "فكرنا في تبني خطاب حقوقي وليس سياسي كالذي تستخدمه الدول العربية في كل مرة تحدث فيها انتهاكات من الاحتلال ضد حق الشعب الفلسطيني، ومن ثم ستستغل الشبكة الاتفاقيات الدولية كافة التي اخترقتها إسرائيل، وأبرزها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي وقَّعت عليها إسرائيل من فترة وفلسطين أيضًا من عدة أشهر، ورصد هذه الانتهاكات ورفعها في تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واللجنة الدولية لحقوق الطفل التي ستنعقد في سبتمبر المقبل في جنيف لكسب مزيد من التأييد العالمي للقضية الفلسطينية ومناصرة حقوق الطفل الفلسطيني.

وأضاف أن الكيان الصهيوني خالف نص المادة الرابعة من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والتي تلزم الدول التي وقَّعت على هذه الاتفاقية بتطبيق الحقوق المعترف بها في هذه الاتفاقية، وسكوت المجتمع الدولي عن الجرائم التي ترتكب، تعتبر مشاركة فيما تقوم به إسرائيل، والمادة التاسعة عشرة لنفس الاتفاقية والتي تنص على :”توفير الحماية للطفل من جميع أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة أو الاستغلال”، مشيرًا إلى أن المادة الثامنة والثلاثين التي تنص على "حماية الأطفال من النزاعات المسلحة”، الجميع يرى الاستهداف المتعمد للاحتلال للأطفال، مؤكدًا أن العرب عليهم أن يسلكوا طريقًا جديدًا لكسب مزيد من تأييد الرأي العالمي عبر استغلال هذه الآليات الحقوقية الدولية، بدلًا من فشل الخطاب السياسي في تحقيق أي مكسب للقضية الفلسطينية.

واختتم: "نأمل من خلال عرض هذه التقارير على اللجنة الدولية لحقوق الطفل الشهر المقبل في الحصول على إدانات من المجلس الاقتصادي الاجتماعي لإسرائيل، وإحراج أمريكا من استخدام الفيتو في الاعتراض، مما يمكن من الحصول على تحرك على مستوى حكومات الدولة المختلفة ضد إسرائيل وإدانتها للمجازر التي ترتكبها، ما يخلق في النهاية تعاطفًا عالميًّا نحو القضية الفلسطينية.

ومن جانبها تقول صباح حسني الخفش ـ عضو اتحاد المرأة الفلسطينية: إن العدو الإسرائيلي يعتقد أنه بقتله للأطفال والنساء والشيوخ يهزم عزيمة الشعب الفلسطيني، ولكن على العكس المقاومة مستمرة ومتماسكة، وهذه الحرب الأخيرة وحدت جميع التنظيمات والحركات من فتح وحماس وغيرها، للدفاع عن الأرض والعرض، فعلى مداى ثماني سنوات يحتمل سكان قطاع غزة الحصار والجوع وانقطاع الكهرباء والضغط الاقتصادي والبطالة، ولم تكسر كل هذه الظروف قوتهم من أجل الكفاح، فهم يفضلون الآن الحرب والموت واقفين، مضيفة أن الوحشية الإسرائيلية المدعومة بالأسلحة الأمريكية التي تنفق عليها مليارات الدولات تقتل أطفالنا بلا رحمة، وتمارس أبشع أشكال العدوان الذي يسجل في قائمة جرائم حرب دولية ضد الإنسانية، ينبغي أن يحاسب كل متواطئ ومشترك فيها، وكل من تلوثت يداه بدماء الفلسطينيين، موضحة أنها شاهدت في المستشفيات حالات بالغة الخطورة تدل على جبروت العدوان وأسفرت عن مقتل المئات من الأطفال وبترد عشرات الأطراف وتمركز الشظايا في أماكن خطرة متفرقة في أجسادهم.

وعن دور الدول العربية المتخاذل في دعم القضية، قالت الخفش: إن ليبيا والعراق وسوريا يعانون من ويلات التقسيم والحرب أيضًا، ومصر ما زالت في بداية الطريق تحارب الإرهاب وتعيد الأمن من جديد، ولكن كل ما يهم ألَّا يظلم الشعب الفلسطيني ويؤخذ بذنب أحد الأطراف، فحماس ليست فلسطين وغزة ليست حماس، يجب الوقوف مع الشعب الأعزل الذي تتم إبادته من الكيان الصهيوني، فلا داعى للصمت الإعلامي على هذه المجازر التي يمارسها العدو، وأن يكون صوت إعلامي عربي يفضح بقوة جرائم العدوان، فلا يصح أن تتحرك الدول الغربية في فرنسا وإنجلترا والأرجنتين بمظاهرات عارمة للتنديد بالاحتلال والحرب ولا يسمح للشعوب العربية بذلك، مضيفة أنه توجد عائلات كاملة تم قتلها وهدم بيوتها على رؤوسهم، ومئات الأطفال الذي أصبحوا أيتامًا، بعدما فقدوا آباءهم وأمهاتهم، والمئات أصبحوا من ذوي الإعاقة بعد أن قطعت أيديهم وأرجلهم، فالصهاينة قصفوا المستشفيات على المرضي والجرحى بلا رحمة.

ومن جانبها قالت منال العبابدة، فلسطينية من قطاع غزة: إنها فقدت 20 شخصًا من أقاربها في هذه الحرب من أطفال كانوا أجنة في بطون أمهاتهم إلى نساء وشيوخ، الأسلوب المعتاد للصهاينة هو استهداف المدنيين بشكل عام، وهو أكبر دليل على فشلهم وعجزهم في مواجهة المقاومة الفلسطينية، خاصة عندما أصبح الاجتياح بريًّا، مشيرة إلى كل المتشدقين الذين يساوون بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ويدعون أن العنف يمارسه الطرفان، يجب أن يكشفوا لنا عن مواطن إسرائيلي مدني واحد تمت إصابته أو حتى خدشه؟ مضيفة أن عدم استهداف المقاومة الفلسطينية أي مدني صهيوني يؤكد مدى شرف الحرب التي نخوضها دفاعًا عن الأرض، وعلى المنظمات الحقوقية الدولية التوقف عن الكيل بمكيالين والنظر إلى القضية من منظور الإنسانية والعدل، وأن تعلن الأمم المتحدة ومجلس الأمن صراحة أن الكيان الإسرائيلي يغتال الأطفال والنساء بدم بارد، حتي مدارس "الأونروا” لرعاية اللاجئين تم قصف 7 مدارس من إجمالي 17 مدرسة، رغم أن "الأونروا” أبلغت وأنذرتهم بأنها تضم أطفالًا ونساءً فقط، حتى الأطفال على شط بحر غزة قتلوا فرحتهم وهم يلهوان ومزقوا أجسادهم بمدفعية مباشرة، وبأسلحة محرمة دوليًّا، حيث تحتوي القنابل على مسامير تمزق الأجسام وتفتك شظاياها بالأعضاء البشرية مما ينتج عنها موت أو بتر للأطراف.

وأكدت أن أكثر من 500 طفل لقوا حتفهم في هذه الحرب من إجمالي 1450 شهيدًا، فضلًا عن 7 آلاف جريح بإصابات خطيرة، وكانت أصعب الحالات تلك السيدة الحامل التي استشهدت، وتم إخراج ابنتها الوليدة من بطنها، وتساءلت: أين ضمير العالم من قصف المدفعيات والطيران والصواريخ الذي يتعرض له مدنيون عزل؟، أين العدل والإنسانية في الدفاع عن حقوق الإنسان؟ فالفلسطينيون لن يرضوا بمبادرات يلتزم بها طرف واحد ويخترقها الصهاينة، فضلًا عن الحياة في ظروف قاسية من الجوع والحصار وانقطاع دائم للكهرباء، حيث يحرم الفلسطينية من المياه التي تسحب عبر الآبار من قطاع غزة لتصل إلى المستوطنين ويحرم منها الفلسطيني، ليصل حصة الفرد الإسرائيلي إلى 12 مرة مقابل 1 للمواطن الفلسطيني، وهو يمثل قمة الظلم والعدوان.

ومن جانبه، يقول محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان: ليس جديدًا على الصهاينة ارتكاب مجازر ضد الإنسانية وقتل الأطفال في غزة، فلهم تاريخ أسود ملطخ بدماء الأطفال المصريين في مدرسة بحر البقر وضرب مصنع أبو زعبل وقتل المئات من المدنيين، فإسرائيل ترتكب الانتهاكات الوحشية، وتعلم أنه لا يوجد مجلس أمن أو أمم متحدة تقدر على إدانتها؛ لأن هذه المنظمات مدعومة من الإمبريالية الأمريكية، فهناك أكثر من 30 قرارًا صدر عن مجلس الأمن بخصوص مذابح ارتكبتها إسرائيل كصبرا وشتيلا ودير يس وعين الحلوة، ولم ينفذ قرار واحد حتى الآن.

وأضاف البدوي أنه لا يندهش من صمت المنظمات الحقوقية كاليونيسف وغيرها، فهي لا تستطيع إدانة ما يحدث لما لديها من خلفيات مخابرتيه وعسكرية تحفظ فيها مصالح الدول، وهذا الصمت يفضحها بقوة ويعري كل هذه المنظمات المتشدقة بالحقوق والحريات، لدرجة أنها عجزت عن الإدانة وركعت لهذا التسلط والجبروت الذي تمارسه الصهيونية العالمية في ظل حماية الأمريكان.

المصدر: البديل - هاجر عثمان