أفكار وصرخات تحاول حماية «الأقصى» من خطر التقسيم
الإثنين، 14 أيلول، 2015
يعيش المسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة ولا يزال، أشرس هجمة صهيونية
موجهة لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين وهم أهله وأحق الناس به، مع الصهاينة
المغتصبين له والمعتدين على حرمته.
ويبقى المسجد الأقصى من أكثر ما يلمّ الشمل الفلسطيني، ويوحّد البوصلة
ويعيدها إلى مسارها الصحيح، كان ولا يزال قبلة الفلسطينيين ومهوى قلوبهم، وسيبقى كذلك
موحدًا بالزمان والمكان مهما حاول المحتل تقسيمه، كما يقول الفلسطينيون.
ومع تحول مخططات الاحتلال لتقسيم الأقصى من الحبر على الورق، إلى الخطوات
العملية على الأرض، انبرى أهل المدينة ومن حولها من الفلسطينيين للوقوف في وجه قرار
تقسيم الأقصى، لتلقى حملة "لن يقسّم" التي أطلقوها تفاعلًا كبيرًا في أوساط
الشباب الفلسطيني ومفكريه وصناع الرأي فيه.
فرصةٌ للحسم
النائب المبعد عن مدينة القدس أحمد عطون، أطلق صرخة إلى الشعب الفلسطيني
والأمة الإسلامية بضرورة منع تنفيذ مخططات الاحتلال.
وشدد على خطورة ما سُرِّب قبل أيام من صحيفة هآرتس الصهيونية بأن الاحتلال
يجد في ظروف المنطقة فرصةً مناسبةً لحسم التقسيم المكاني للأقصى، وتنفيذ مشروعه الذي
شرع فيه فعلياً وصولاً إلى الهدف الاستراتيجي المتمثل بالسيطرة على المسجد بالكامل
وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
وحذر عطون من دلالة وخطورة قرار سلطات الاحتلال باعتبار المرابطين والمرابطات
في المسجد الأقصى "خارجين عن القانون"؛ حيث قرر التعامل معهم كونهم
"مجموعات إرهابية"، مؤكدًا أن ما يجري في الأقصى هذه الأيام يعد تنفيذًا
حرفياً لمشروع التقسيم الزماني.
تفاعل وإجماع فلسطيني
ومع توالي الصرخات والتحذيرات، يلتف الشباب الفلسطيني حول مركز قضيته،
حيث يتواصل التفاعل الإعلامي الكبير مع حملة "لن يقسم" التي تحاول مواجهة
خطر التقسيم.
الصحفي خلدون مظلوم، يقدّر بأن تفاعل الشباب الفلسطيني مع الحملات الإلكترونية
عمومًا وحملة "لن يقسم" جيد جداً في معظمه، فيما ينوه إلى ضرورة وعي منظمي
تلك الحملات بكيفية إيصال رسائلهم للشباب، حتى يضمنوا بعد وصولها تحويل الأمر إلى واقع
على الأرض.
وأشار مظلوم إلى أن الإقبال الفلسطيني على القضايا التي تخصّ المسجد الأقصى
ومدينة القدس هو الغالب على الساحة الفلسطينية، بالرغم من أن الشباب يحاصر ويحارب في
فكره وإيمانه بعدالة قضيته وشرعية طريق المقاومة، حسب قوله.
التوعية بالمخاطر
وأكد مظلوم أن النشاطات والمسيرات وحملات التوعية داخل مدن وقرى الضفة
الغربية المحتلة تعدّ من الأساليب التي يستطيع من خلالها أبناء الضفة نصرة أهل القدس
والوقوف أمام مشروع التقسيم، إلى جانب أن يتصدر الشباب المثقف والواعي المشهد، ويعمل
على توضيح وتبيان المخاطر المحدقة بالأقصى.
وأشار الصحفي الفلسطيني إلى أهمية المواجهة مع الاحتلال في نقاط التماس
وغيرها، وإرباك حساباته لكي يصل إلى نتيجة أن دعم عصابات المستوطنين والمساس بالأقصى
يكون الرد عليه بالمقاومة واستهداف مرافق الاحتلال المختلفة.
قوة ردة الفعل
من ناحيته، يقدّر الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين بأن الاحتلال
يتقدم بمشاريعه التهويدية كلما شعر بأن هنالك ردود فعل ضعيفة، ويتراجع أو يتوقف مؤقتًا
عندما تكون هنالك ردود فعل عنيفة.
وأشار عز الدين إلى أن المطلوب فلسطينيًّا هو التصعيد واستنزاف الاحتلال
من خلال المواجهات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها من الوسائل.
وأضاف المحلل السياسي بالقول "لو لم يكن لدى المواطن الفلسطيني وسيلة
سوى التظاهر أو الاعتصام، فهو أفضل من السكوت".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام