القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أيها المسؤولون..أرواحنا ليست رخيصة! مشفى بلسم للولادة أم للموت؟

أيها المسؤولون..أرواحنا ليست رخيصة!
مشفى بلسم للولادة أم للموت؟

سامي حمود، بيروت

بعد أكثر من إثنين وستين عاماً من مأساة النكبة ومعاناة اللجوء والحرمان، أصبحت أرواح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان رخيصة. إذ بتنا نرى ونسمع عن حالات وفاة عديدة في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني.

هذا الأمر شهدناه أخيراً في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم الرشيدية "بلسم" في قسم الولادة، بل يُطلق عليه اسم قسم الوفيات، حيث أم فلسطينية في ربيع عمرها من ذلك المخيم أقبلت إلى ذلك المستشفى بتاريخ 4/1/2011 وهي فرحة مسرورة بمجيء مولودها الثالث، ولكن فرحتها لم تكتمل! لقد جاء المولود وفارقت الأم الحياة قبل أن ترى عيناها إشراقة وجه مولودها الجديد.

وعندما شاع خبر الوفاة في مخيمات صور، تردد معه خبر على ألسن بعض الناس أن وفاة الأم كان ناتجاً عن تقصير وإهمال من قبل فريق التوليد المشرف على العملية، حيث إن الأم ظلت تنزف أكثر من ساعتين مما اضطروا إلى نقلها إلى مستشفى جبل عامل القريب من مخيم البص، ولكن لم يستطع الفريق الطبي في ذلك المستشفى أن يُسعف الأم لأنها كانت شبه متوفية بسبب النزيف الحاد الذي أصابها بعد عملية الولادة.

من هنا، كان لا بد لنا أن نطرح أسئلة ونجعلها برسم المسؤولين في إدارة مستشفى "بلسم"، ما صحة الأخبار التي بدأت تتردد على ألسنة الناس بخصوص وجود إهمال وتقصير من جانب الفريق الطبي؟ وهل إدارة المستشفى تحاسب الموظفين في حال وجود تقصير مثل هذه الحالة؟ وما هو رد إدارة المستشفى حول تكرار حالات الوفاة للأمهات أو للمواليد التي بلغت حوالى إثنتي عشرة حالة؟ هل كل هذا الرقم هو أمر طبيعي ويحدث في كثير من المستشفيات أم هو ناتج عن إهمال وتقصير من قبل المستشفى؟

أما المسؤولية الأخرى تقع على عاتق إدارة الأونروا المعنية بقضية التحويلات الصحية وخصوصاً مسألة تحويل عمليات الولادة، حيث إن الأونروا تعاقدت مع مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني "بلسم" بالرغم من الحديث الشائع بين الناس حول أداء المستشفى ووجود حالات وفاة للأمهات والمواليد. ولكن إدارة الأونروا لم تلق السمع لكل هؤلاء وآثرت أن تُجبر الناس للذهاب إلى تلك المستشفى متذرعة أن هذا الأمر ناتج عن وجود عجز في ميزانية الأونروا السنوية وعدم قدرتها على التعاقد مع مستشفيات خاصة مثل مستشفى جبل عامل، في حين أنها تتعاقد مع كبرى المستشفيات في لبنان وتدفع آلاف الدولارات على حالات صحية محددّة ولا تستطيع أن تدفع القليل على حالات صحية بسيطة يواجهها اللاجئ الفلسطيني في حياته اليومية مثل الولادات وغيرها.

الأمر المعيب أن تجد الأونروا تتعاطى مع بعض الناس الذين لديهم نفوذ وعلاقات قوية مع بعض المسؤولين في تلك المؤسسة الدولية، يحصلون على تحويلات إلى مستشفى جبل عامل لتنفيذ حالات ولادة لزوجاتهم وعدم اللجوء إلى مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني "بلسم" خوفاً على أرواح زوجاتهم ومواليدهم.

ومن هنا نسأل إدارة الأونروا، لماذا هذا التمييز في المعاملة بين اللاجئين الفلسطينيين؟ هل هذا الأمر أصبح عملية اعتيادية وسلوكًا طبيعيًا لدى مرافق العمل في مؤسستكم؟ وهل أرواح زوجات هؤلاء القلة من الناس أفضل من أرواح باقي اللاجئين الذين لا نفوذ لهم؟ وهل خلاصة الأمر أن أرواح اللاجئين الفلسطينيين أصبحت رخيصة لديكم؟!