القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

إبراهيم عليان.. مسن سبعيني يرابط منذ 12 عاما بالأقصى

إبراهيم عليان.. مسن سبعيني يرابط منذ 12 عاما بالأقصى


السبت، 13 حزيران، 2015

تحت ظل شجرة الصنوبر وبالقرب من الكأس كان يجلس الحاج إبراهيم عليان ذو الاثنين والسبعين عامًا، يرتل آيات من القرآن الكريم بصحبة أقرانه من المرابطين، بلباسه التراثي العربي، فعلى رأسه يلبس الكوفية الفلسطينية الحمراء ويشتمل عباءة سكنية اللون، حيث يجلس هناك يوميا يرابط منذ اثني عشر عاماً في ساحات ومصليات المسجد الأقصى.

الحاج عليان يروي لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" وقائع رباطه، ويقول: "بعد أن كبرت في العمر، وأُحلت للتقاعد من وظيفتي، أصبحت من ذلك اليوم مرابطًا وبشكل يومي في ساحات ومصليات المسجد الأقصى؛ أستيقظ عند الساعة الرابعة صباحاً، أصلي قيام الليل، ومن ثم أخرج لصلاة الفجر في الأقصى، وبعد الصلاة أبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم".

التصدّي للمستوطنين

ويضيف: "أبقى أتلو آيات من القرآن الكريم حتى يتجمع المرابطون، ومن ثم أجلس في مصاطب العلم المنتشرة في ساحات الأقصى أتعلم فيها ترتيل آيات القرآن الكريم وفق أحكام التلاوة والتجويد، ومن ثم أصلي صلاة الضحى منتظرًا بعد ذلك صلاة الظهر، وخلال ذلك يقتحم المستوطنون ساحات الأقصى حتى أبدأ بالتكبير والتهليل، رافضاً اقتحامهم للأقصى وساحاته".

ويتابع الحاج إبراهيم عليان "أبو حمزة" "عند دخولي إلى المسجد الأقصى تعود إليّ الروح، وكأنها سلبت مني خارجه؛ فالأقصى حياتي، ومنذ تقاعدي لم أترك مقعدي هنا تحت ظل شجرة الصنوبر، وأعمل يوميا على المجيء والحضور إليه وباستمرار حسب طاقتي بكل الصلوات حتى لا يهجَر".

ويشير إلى أنه "من خلال مصاطب العلم اكتسبت العلم في الأحاديث النبوية، وعلم التجويد، وأصبحت ملمًّا بها، علما بأنه لم تكن لدي أي دراية بها، كما اكتسبت معرفة في تاريخ فلسطين والغزوات التي خاضها المسلمون من أجل تحرير بيت المقدس، كذلك تاريخ المسجد الأقصى وما يحتويه من قباب ومصليات وأسبلة وأطماع اليهود في الأستيلاء عليه، ومزاعمهم في بناء الهيكل فوق قبة الصخرة".

"نموت أحسن".. هذا ما يقوله الحاج إبراهيم عليان عند سؤالنا في حال فقدنا المسجد الأقصى، وعند رؤيته لمجموعات المستوطنين تقتحم ساحات الأقصى يقول الحاج عليان: "وكأن سكينًا يطعن في ظهري، وبالأخص عند مشيهم حفاة الأقدام لأنهم يعدّونه مكانًا خاصًّا لهم ولا يريدون تدنيسه، ويحزنني أن المرشدين السياحيين يقدمون الرواية الكاذبة للمجموعات السياحية؛ حيث يدّعون فيها أن المسلمين قاموا بسرقة المسجد الأقصى من اليهود".

مضايقات وتهديدات

ويتابع الحاج إبراهيم عليان بقوله: "المستوطنون يتعرضون للمرابطين بالاستفزاز والمضايقات المستمرة؛ فاقتحامهم يومياً لساحات المسجد الأقصى ومشيهم حفاةً يضايق مشاعر المسلمين، كما ويحاولون أداء صلواتهم التلمودية أمام قبة الصخرة، وتصوير المرابطات والمرابطين، وشرب المياه من أسبلة الأقصى، والاعتداءات على حراس المسجد والمبعَدين عند الأبواب".

وكغيره من المرابطين في الأقصى؛ يتعرض الحاج عليان لمضايقات وتهديدات من شرطة الاحتلال بالاعتقال والإبعاد، ويقول: "قبل عام، وعندما فرغت من شرب المياه من سبيل قايتباي كانت هنالك مجموعة من المستوطنين مقتحمين لساحات الأقصى، فأخذت في التكبير في وجهوهم فقام ضابط المخابرات بإيقافي، وهددني بالاعتقال إن استمريت في التكبير، كذلك أتعرض يومياً للاشتباه حيث يتم إيقافي ويجري فحص لبطاقتي الشخصية ظنا منهم أني مبعد عند دخولي للمسجد الأقصى".

ويضيف الحاج عليان: "المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويقدمون رسالة أن المسجد الأقصى لهم، مصطحبين أبناءهم معهم، ويبثون رسالة للعالم أن الأقصى هو جبل الهيكل، وأن أرض فلسطين هي أرض إسرائيل، ويجب هدم القبة وبناء الهيكل عليها"، داعيا المسلمين لشد الرحال إليه واصطحاب عائلاتهم والرباط فيه ليوم واحد، والمحافظة على الصلوات الخمس فيه حتى لا يهجر وتتم محاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، "فالأقصى للمسلمين بقرار رباني من الله عزّ وجل، وهو ثاني بيت بني بعد الكعبة بأربعين عاما، وهو قبلة المسلمين الأولى".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام