القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 13 كانون الأول 2025

تقارير إخبارية

إغلاق مدخل الرمالي في مخيم البرج الشمالي… إجراءات أمنية تربك حركة العمال وتثير استياء السكان


صور – لاجئ نت|| الخميس، كانون الأول، 2025

أغلقت مخابرات الجيش اللبناني أمس مدخل منطقة الرمالي ومدخل العيادة القديمة المؤدي إلى مخيم البرج الشمالي في مدينة صور جنوبي لبنان، عبر وضع عوائق إسمنتية كبيرة عند المدخل، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها في هذا المخيم، وتأتي ضمن خطة أوسع تنفذها السلطات اللبنانية في عدد من المخيمات الفلسطينية تحت عنوان "تنظيم الدخول والخروج”.

ويمثّل المدخلان المغلقان شريانًا أساسيًا لحركة العمال والمزارعين الذين يعتمدون عليهما للوصول اليومي إلى البساتين ومواقع العمل المنتشرة في محيط المخيم. ويختصر هذان المدخلان المسافة والوقت، مقارنة بالطرق الثانوية والمدخل الرئيسي الذي يشهد ازدحامًا خانقًا.

وقد أدى إقفاله إلى اضطرار العمال إلى استخدام طرق بديلة أطول وأصعب، ما تسبب بتأخّر العديد منهم عن دوامهم وزيادة كلفة التنقل عليهم.

استياء واسع بين السكان

وأفاد مراسل "شبكة لاجئ نت" بأن الإغلاق تسبب منذ ساعات الصباح الأولى بارتباك واضح، حيث اضطر عشرات العمال إلى تغيير مسارهم نحو طرق أطول وأكثر صعوبة. كما أدى ذلك إلى تأخّر العديد منهم عن أعمالهم، وسط مخاوف من انعكاسات مالية مباشرة على أصحاب الدخل اليومي.

يقول أحمد، وهو عامل زراعي يتنقل يومياً من مدخل العيادة القديمة: "نبدأ عملنا مع شروق الشمس. إغلاق هذه الطرق بدون سابق إنذار أربك الجميع. المسارات البديلة أطول بكثير، وهذا يعني ساعات عمل أقل ودخلًا أقل".

أما أبو ياسر، وهو عامل بناء، فأكد أن الإجراء "يزيد من كلفة النقل واستهلاك الوقت”، مشددًا على أن العمال "ليسوا طرفًا في أي توترات، ومثل هذه القرارات يجب أن تراعي حياة الناس، وأضاف بأن هذه الطرق هي المنافذ التي تستخدم للوصول إلى أعمالنا واغلاقها المفاجئ ارك العديد من العمال واضطررنا لسلوك الطريق الأطول. نطالب بتفسير واضح من الجيش حول سبب هذا القرار".

إجراءات مشابهة في مخيمات أخرى

ويأتي إغلاق مدخلي الرمالي والعيادة القديمة بعد إجراءات مشابهة نُفذت سابقًا في مخيم البداوي شمال لبنان، ما أثار نقاشًا واسعًا حول أثر هذه الخطوات على حرية الحركة داخل المخيمات الفلسطينية، خاصة تلك التي يعتمد سكانها على ممرات ضيقة وغير رسمية للوصول إلى محيطهم.

حتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح رسمي من الجيش اللبناني يوضح أسباب الإغلاق أو المدة المتوقعة لاستمراره، فيما يشدد ناشطون على ضرورة التواصل المسبق مع سكان المخيم لتفادي المزيد من التوتر.

دعوات للتنسيق والحوار

وطالب اللأهالي بفتح قنوات حوار بين الجيش والجهات المعنية في المخيم، مؤكدين أن "تنظيم المداخل يجب أن يتم دون الإضرار بحياة السكان اليومية”، وأن "أي إجراءات أمنية يجب أن تكون مرافقة بخطة واضحة تضمن عدم المساس بحقوق العمال في التنقل والوصول إلى أماكن عملهم”.

ووسط غياب المعلومات الرسمية، يترقب سكان مخيم البرج الشمالي ما إذا كان هذا الإغلاق خطوة عابرة ضمن خطة أمنية، أم مقدمة لسلسلة من الإجراءات التي قد تزيد من الضغوط المعيشية على المخيم.