اجتماعات بيروت الفصائلية بالعين
"الإسرائيلية"

الخميس، 05 تشرين الثاني، 2015
شهدت العاصمة اللبنانية خلال الأسبوع
الأخير من شهر تشرين الأول الفائت حشداً من القادة الفلسطينيين رفيعي المستوى،
كعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد مسؤول ملف
"المصالحة"، والمشرف على الساحة اللبنانية لحركة فتح، والذي حضر إلى
بيروت موفداً من رئيس "السلطة الفلسطينية" محمود عباس؛ ونائب رئيس
المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق؛ ونائب الأمين
لـ"حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" زياد النخالة؛ ونائب الأمين العام
لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" الدكتور طلال ناجي الذي حضر إلى
بيروت قادماً من دمشق على رأس وفد من فصائل "تحالف القوى الفلسطينية"
ضمَّه إلى جانب قيادات من "فتح الإنتفاضة" و«النضال الشعبي» و«جبهة
التحرير الفلسطينية"؛ ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد...
وقد اكتسب هذا الحشد أهميته
الاستثنائية من الزمان الذي جاء فيه، ومن المكان الذي ضمَّ هذا الحشد وجمعه.
فالزمان هو زمن انتفاضة القدس
والظروف الموضوعية الجديدة التي أنتجتها وكللتها بإعادة توحيد الشعب الفلسطيني
بكليته من القدس شعلة الإنتفاضة، إلى الضفة المحتلة والقطاع المحاصر، إلى الداخل
الفلسطيني بمدنه وقراه وكل تجمعاته الفلسطينية، إلى اللاجئين المنتشرين في كل
أصقاع الأرض... مثلما أعادت تأجيج نيران شعلة المقاومة بعمليات الطعن والدهس التي
استهدفت المستوطنين وشملت كل المساحة الفلسطينية بما فيها الأراضي المحتلة عام
48... وأوجدت حالة من القلق والاضطراب داخل مؤسسات العدو السياسية والعسكرية
والأمنية، وموجة متصاعدة من الخوف والهلع في الأوساط الصهيونية.
ولقد أثبتت انتفاضة القدس، التي تدخل
شهرها الثاني بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ98 لوعد بلفور، أنها عصية على كل
إجراءات العدو الفاشية ووسائل قمعه وإرهابه، وأنها ماضية إلى الأمام غير عابئة بالأثمان
الباهظة التي تدفعها من خيرة شاباتها وشبابها وفتيانها وأطفالها وبحجم التضحيات
التي لم يبخل الشعب الفلسطيني يوماً في تقديمها من أكثر من مائة عام من الجهاد
والكفاح المتواصل...
أما المكان فهو بيروت المقاومة
الإسلامية، التي تُقلق العدو الصهيوني بحجم ومستوى استعداداتها العسكرية
واللوجستية، وبالدور المركزي الذي تلعبه في محور المقاومة.
ولقد عُقدت في هذه الفترة سلسلة من
الاجتماعات الثنائية والثلاثية والمشتركة، تمَّ خلالها التأكيد على أن الانتفاضة
تشكل فرصة تاريخية لإعادة القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات الأمة وتوحيد جهودها
لإنهاء الخلافات وتوجيه البوصلة نحو القدس وفلسطين... وجرى البحث في سبل دعم
انتفاضة القدس وتطويرها واستمرارها لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. وجرى التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال وإزالة
الاستيطان وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبشكل خاص حماية المسجد الأقصى
المبارك من خطر التقسيم الزماني والمكاني... واستمرارها حتى تحقيق النصر والعودة
والتحرير... كما اتفق على توحيد جهود الفصائل الفلسطينية كافة، في مواجهة الاحتلال
واعتداءاته المتصاعدة ضد الفلسطينيين، عامة، وأبناء القدس بخاصة.
ورغم التباين في النظرة الفصائلية
لأسباب اندلاع الإنتفاضة، وأساليب عملها وسبل تطويرها وأدوات فعلها، وماهية
أهدافها ومآلاتها النهائية، فإن العدو الصهيوني هاجم هذه اللقاءات بقوة وقال إنها
خُصصت لمناقشة "توسيع الإرهاب"!..
ووفق تقرير للقناة التلفزيونية
"الإسرائيلية" العاشرة، فقد أبدت مصادر كبيرة في حكومة تل أبيب تخوفها
من اجتماعِ حركتي "فتح" و"حماس"، في بيروت، التي خرجت بقرار
دعم الانتفاضة، وضمان استمرارها. وعلق
التقرير الذي حرَّض على الاجتماع بالقول إن ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس
"ناقش توسيع الإرهاب ضد إسرائيل".
في حين أشارت القناة
"الإسرائيلية" السابعة أن الطرفين اتفقا على إحباط المخطط
"الإسرائيلي"، القاضي بالسماح لليهود بأداء العبادات الدينية في المسجد
الأقصى المبارك. كما اتفقا على إنهاء
الاحتلال وتفكيك المستوطنات "الإسرائيلية"، وحماية الأماكن المقدسة، ولا
سيما مدينة القدس المحتلة.
كما تمَّ الاتفاق على تنسيق نشاطات
التنظيمات الفلسطينية في نضالها ضد "إسرائيل"، والسير قدماً في اتفاق
المصالحة الوطنية.
إن دعم انتفاضة القدس بكل أشكال
الدعم المادية والمعنوية، وتعزيز فعالياتها وتوسيع دائرة المشاركة فيها على امتداد
الساحة الفلسطينية، من النهر إلى البحر ومن الناقورة إلى رفح، يجب أن تشكل الهاجس
لكل فصائل وحركات المقاومة المؤمنة بإدامة الصراع مع العدو الصهيوني، من أجل
استمرارها وصونها من رياح الاستثمار السياسي التي قد تهب عليها من هنا أو هناك.
المصدر: وكالة القدس للأنباء