احياء يوم الأرض في الأردن ولبنان ودمشق
السبت، 31 آذار، 2012
شارك ما يزيد على 15 ألف شخص أمس في احياء "يوم الأرض" قرب الحدود الأردنية مع الضفة الغربية واسرائيل، متضامنين مع الفلسطينيين ومطالبين بـ "الحرية للقدس وكل فلسطين". وتجمع المشاركون في منطقة الكفرين (غرب المملكة) قرب موقع عماد السيد المسيح شرقي نهر الأردن حيث ادوا صلاة الجمعة حاملين اعلاما اردنية وفلسطينية ولافتات كتب عليها "يا قدس انا قادمون" و"الحرية للقدس وكل فلسطين".
وهتف هؤلاء وبينهم نشطاء من الحركة الإسلامية والنقابات المهنية الأردنية الى جانب متضامنين عرب وأجانب من 80 دولة "لن ننساك يا قدس" و"تسقط وادي عربة تسقط"، في اشارة الى اتفاقية السلام الموقعة عام 1994 بين الأردن واسرائيل.
من جانبه، القى همام سعيد المراقب العام للاخوان المسلمين في الأردن كلمة قال فيها ان "قضية فلسطين هي قضية الأقطار العربية كلها وقضية الأمة والى القدس نحن عائدون". واضاف "هذه الأرض اغتصبها اليهود وسرقوها (...) ونقول لهم والله لنحاسبكم على جرائمكم ولن نسكت عنها وربيعنا طويل حتى نؤدبكم ونسترجع حقوقنا، ارحلوا لا مكان لكم على ارض القداسة".
من جهته، اكد احمد عبيدات رئيس الوزراء الأردني الأسبق ورئيس الجبهة الوطنية للاصلاح ان "الاحتلال الاسرائيلي حوّل مدينة السلام (القدس) الى ثكنة عسكرية وطوقها بالمستوطنات والجدران ويعرضها لمخطط يستهدف هويتها". واضاف ان "القدس ستبقى مفتاحا للحرب والسلام ولن يتحقق في المنطقة استقرار أو يقوم فيها سلام الا بعودة القدس حرة عربية".
وكان بين المشاركين اربعة متضامنين يهود من حركة "ناطوري كارتا" التي تعارض الصهيونية ودولة اسرائيل، وقال احدهم وهو الحاخام آرون لوكالة فرانس برس "جئنا للتضامن مع المشاركين في احياء يوم الأرض". واضاف "نحن هنا لايصال رسالة مهمة جدا للعالم اجمع وللعرب والمسلمين بأن اليهودية بريئة من الجرائم التي ترتكبها الصهيونية". وقال الحاخام "حاولنا ان نوصل رسالة الى الحكومة الاسرائيلية حول اهمية السلام لكن الرسالة لا تصل الا لمن هو على استعداد للاستماع لها".
من جانب آخر، اكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "الاجراءات الأمنية في الموقع كانت اعتيادية والأمر جرى بكل سلاسة وسلمية والأمور تحت السيطرة".
وتجمع مئات الفلسطينيين واللبنانيين أمس في جنوب لبنان في "يوم الأرض" للتأكيد على حق العودة للفلسطينيين الى ارضهم، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. واقيم التجمع على تلة ملاصقة لقلعة الشقيف الاثرية في قرية ارنون التي يحدها جنوبا مجرى نهر الليطاني والمطلة على المستوطنات الاسرائيلية من دون ان تكون لها حدود معها.
ووصل المشاركون في حافلات أقلتهم من مناطق مختلفة وهم يحملون اعلاما فلسطينية واعلام الفصائل الفلسطينية واعلام حزب الله. وارتفعت على الطرق المؤدية الى مكان التجمع لافتات موقعة من حزب الله كتب عليها "يا قدس اننا قادمون" و"يوم الأرض يوم التمسك بحق العودة".
واقام المتجمعون صلاة جماعة، والقى ممثلون عن الفصائل وعن احزاب لبنانية خطابات في المناسبة.
وجاء في كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "ان شعب فلسطين لن يراهن الا على المقاومة في غزة ورام الله وبنت جبيل في جنوب لبنان، ولن نسمح بان يستفرد الشعب الفلسطيني، وسنبقى ندافع عن فلسطين". واضاف "نحن في حزب الله سنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني، ولو ملكونا الدنيا واجتمعت الدنيا، ما تركنا نصرة فلسطين. والنصر سيكون الى جانب الفلسطينيين".
وشارك في الاحتفال اربعة حاخامات رفعوا لافتات "نحن يهود ولسنا صهاينة"، وعلما فلسطينيا. ورفعت في المكان لافتة كبيرة كتب عليها "المسيرة العالمية نحو القدس. شعوب العالم تريد تحرير القدس".
وواكب التجمع تدابير أمنية مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن. وتم وضع اسلاك شائكة في محيط الباحة المخصصة للاحتفال، علقت عليها اعلام فلسطينية، لا سيما من الجهة المواجهة للاراضي الاسرائيلية.
وتجمع مئات السوريين أمس وسط العاصمة دمشق في "يوم الأرض" للتأكيد على وقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني لاسترجاع اراضيه والاستمرار بنهج المقاومة، حسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس. وهتف المجتمعون الذين اتوا للمشاركة بفعاليات "مسيرة القدس العالمية"، "ملايين السوريين بدنا نرجع فلسطين" وسط شعارات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد.
كما عاهدوا الشعب الفلسطيني "سنعيد فلسطين، نعاهد كل مقاتل وكل شهيد عربي اننا جايين للقدس" وسط اهازيج شعبية ووطنية قرعوا خلالها الطبول.
وحمل المشاركون الاعلام السورية واعلام الصين وروسيا كما حمل بعضهم اعلام حزب الله اللبناني هاتفين "اسود سوريا، اسود المقاومة".
واقيم التجمع في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق التي اعتاد ان يجتمع فيها موالون للأسد كل يوم جمعة ردا على الدعوات التي يوجهها ناشطون في مثل هذا اليوم للتظاهر ضد النظام السوري منذ منتصف اذار 2011.
ونصبت منصة في طرف الساحة امام المصرف المركزي، تناوب على القاء الخطب فيها مؤيدون نددوا بدور دول "مشيخات النفط المتآمرين مع الكيان الصهيوني".
وعلقت خلف المنصة لافتة كبيرة للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة كتب عليها "مسيرة القدس العالمية في يوم الأرض- القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين". ورسم عليها صورة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس والى الطرف الآخر مشهد لمدينة القدس تتوسطه قبة الصخرة.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "جدد ابناء الجولان السوري المحتل تمسكهم بالثوابت الوطنية والقومية مع اشقائهم الفلسطينيين ورفضهم لجميع ممارسات الاحتلال الاسرائيلي". واكد المشاركون ان "يوم الأرض والدفاع عنها لم يعد يوما تقليديا لان كل يوم في نضالهم ضد الاحتلال هو يوم للارض والحفاظ عليها وصولا الى تحريرها من الاحتلال الصهيوني"، حسب الوكالة.
المصدر: الحياة الجديدة