كتب وصيته من أربع صفحات
الأسير محمد علان يواصل اضرابه مكبلاً
الثلاثاء، 18 آب، 2015
خلف
أسوار مستشفى برزيلاي في عسقلان لا يزال الأسير محمد علان يرقد على سرير الموت مكبل
الأطراف تحت أجهزة التنفس الصناعي بعد أن دخل مرحلة الغياب عن الوعي لاستمرار اضرابه
عن الطعام منذ 62 يوما رغم محاولات مصلحة السجون إطعامه قسرا.
أطباء
برزيلاي حذروا من احتمالية الموت الفجائي لعلان بعدما بدت عليه علامات جديدة وخطيرة
تؤكد أن تدهورا جديدا وخطيرا طرأ على وضعه بعد أن فقد النظر والسمع الى درجة كبيرة.
غيبوبة
في ضوء
هذه التطورات الخطيرة التي تطرأ على حاله الأسير علان تتوالى التحذيرات الفلسطينية
عبر وسائل الإعلام بضرورة التحرك العاجل على كل المستويات المحلية والعربية والدولية
اعلامياً وقانونياً لإنقاذ حياته وعدم السماح للاحتلال بتنفيذ التغذية القسرية بحقه.
الحالة
الصحية الصعبة التي يمر بها علان دفعت بمدير مستشفى برزيلاي إلى استدعاء والدته بشكل
عاجل حيث رافقها لغرفة الأسير أربعة أطباء آخرين والذين أكدوا لها بأنه دخل مرحلة الغيبوبة.
نصر
الدين والد الأسير علان أكد خلال حديثه لـ"الرسالة نت" أن نجله يرفض حتى
اللحظة إجراء أي نوع من الفحوص الطبية كما ويرفض العلاج وكسر اضرابه عن الطعام رغم
تدهور صحته.
وكشف
عن نقل بعض السوائل لابنه عبر الوريد لكنه ما زال في حالة من الخمول وفقدان للوعي المؤقت،
مشيرا إلى أنه يخشى على حياة نجله لاسيما بعد أن كتب وصيته من أربع صفحات.
وحملت
عائلته (إسرائيل) المسؤولية عن حياته، مطالبة في الوقت ذاته رئيس السلطة ومؤسسات حقوق
الانسان والجهات المختصة بشئون الأسرى بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة نجلها.
الوضع
الخطير الذي طرأ على حالة علان دفع برابطة أطباء لحقوق الإنسان (الإسرائيلية) الحقوقية
أن تدعو سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراح الأسير علان، مطالبة الأطباء في مستشفى برزيلاي
باحترام رغبة الأسير، موضحة أنه يتعين على الحكومة اتخاذ قرار بالإفراج عن علان من
اعتقاله الإداري والسماح لأطبائه بالتركيز على الصراع على حياته في ظل تدهور صحته.
وقد
توجه العديد من أعضاء الكنيست (الإسرائيلي) من القائمة العربية للمستشفى مطالبين برفض
تغذية الأسير قسرا، في حين توجهت عضو الكنيست حنين زعبي مع عدد من الناشطين الى المستشفى
للمطالبة بالإفراج عنه.
استنفار شامل
الأسرى
في السجون أكدوا لمركز الأسرى للدراسات أن حالة غير مسبوقة من الاستنفار جرت في مصلحة
السجون وخاصة التابعة للمنطقة الجنوبية "نفحة وريمون وايشل والنقب "تحسبا
لخطوات تصعيدية من جانب الحركة الوطنية الأسيرة في أعقاب تدهور الحالة الصحية للأسير
علان للمضرب عن الطعام.
من ناحيته
بين الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير المركز أن إدارة مصلحة السجون قامت بعدد من الخطوات
والاجراءات في السجون كقطع الاجازات للضباط ومدراء السجون والبقاء على تواصل مع ممثلي
الحركة الأسيرة لتهدئة الأوضاع.
ليس
ذلك فحسب بل نوه إلى أن مصلحة السجون نشرت عدد كبير من الشرطة والوحدات الخاصة على
بعض أسطح الأقسام والدخول للأقسام بشكل جماعي بالهراوات والدروع ودخول شرطة المراقبة
والسجانين للأقسام على فترات قصيرة لمراقبة حركة الأسرى والأحداث بشكل مستمر.
هذه
الحالة حسب مختصون بشؤون الأسرى تأتي في سياق تهديد الأسرى بردود مؤلمة ستفاجئ إدارة
السجون في حال المس بالحركة الأسيرة أو أي مكروه بحق الأسير علان المضرب عن الطعام
منذ شهرين متتاليين.
مزيد من الاضرابات
وذكرت
مصادر مطلعة أن القرار في قضية الأسير علان تحول من الدوائر الأمنية إلى المستوى السياسي
(الإسرائيلي) متمثلا برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وهنا
أوضح المختص بشئون الأسرى محمد منصور أن حكومة (إسرائيل) أصبحت تتخوف من قضية الإضرابات
واستمرارها وتأثيرها بعد نجاح الأسير المحرر خضر عدنان في إضرابه مرتين خلال الفترة
السابقة.
وحسب
منصور يرى أن الاحتلال يخشى التراجع في ملف الأسير علان بعد التراجع في ملف عدنان سيفتح
الأبواب لمزيد من الإضرابات ما يشكل ذلك كارثة للاحتلال متمثلة بدخول مزيد من الأسرى
في الاضرابات وذلك من شأنه يشكل ضغط كبير على الاحتلال للإفراج عنهم.
وفي
الأمس، خدرت إدارة مستشفى "برزيلاي" الأسير علان وأدخلت له عبر الوريد أملاح
وهذا لا يكسر إضرابه كونهم لم يدخلوا له أي مدّعمات أو فيتامينات، وهو ما اعتبره محامي
الأسير أنه مخالف للقانون حيث يتوجّب على الإدارة الحصول على موافقة ذوي الأسير وهو
ما لم تقم به.
المصدر: الرسالة نت