«الأونروا» تختطف فرحة العام الدراسي بغزة
الأربعاء، 26 آب، 2015
على غير العادة اكتظت ساحات
مدارس "الأونروا" في أول أيام السنة الدراسية بأولياء الأمور وأطفالهم، في
احتجاجات متفرقة؛ رفضاً لقرار وكالة الغوث زيادة عدد طلبة الفصول إلى 50 طالبا.
في مثل هذا اليوم من كل
سنة يتوافد أولياء الأمور فرادى مع أطفالهم لدعم انتظامهم في اليوم الأول، لكنهم اليوم
سجلوا حضوراً قارب عدد الطلاب الذين اقتصرت زيارتهم للمدارس على ساعة ونصف، ثم عادوا
لبيوتهم.
ونظمت مجالس أولياء الأمور
في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين صباح اليوم سلسلة احتجاجات؛ رفضاً
لقرارات "أونروا" التي يرون فيها خطراً على مستقبل أبنائهم الدراسي، وأهمها
رفع عدد طلبة الفصل من 36 إلى 50 طالبا.
ولا تزال "أونروا"
ترفض العدول عن قراراتها في قضية تقليص خدماتها في التعليم ومجالات أخرى، ما أدى لتصعيد
الوضع مع اتحاد موظفي الوكالة، حيث أصبحت قرارات زيادة عدد الطلبة في الفصول ومنح الوكالة
الموظف إجازة لمدة سنة بدون راتب عنوان التقليصات.
توقف التعليم
كل شيء في مدرسة ذكور الابتدائية
"د" بمخيم النصيرات ليس على ما يرام، لا طابور صباحي ولا طلبة في الفصول
ولا انتظام في جدول الحصص الدراسية.
وقال هاني مزهر، وليّ أمر
3 طلاب في المدرسة: "تواجدنا في المدرسة كأولياء أمور، واعتصمنا مع أبنائنا ساعة
ونصفًا. نهيب بكل أولياء الأمور أن يعتصموا غداً؛ حتى تعدل الأونروا عن قرار زيادة
الطلاب إلى 50".
ولم تدخل فرحة بدء السنة
الدراسية إلى قلوب أطفال مزهر كما في كل سنة؛ لأن إصرار الوكالة على وضع 50 طالبًا
في كل فصل لن تعطي الطفل في الفصل سوى دقيقة واحدة من اهتمام المدرس، كما قال.
قرارات مجحفة
ويعدّ "أبو معتز شاهين"
أحد وجهاء الحي الذي خرج للتوّ من زيارة حجرة ناظر المدرسة، أن قرارات الأونروا قرارات
مجحفة خاصة زيادة عدد الطلبة في الفصل ونقل المدرسين لمدارس بعيدة عن مدارسهم.
وتابع: "أهم شيء يهمنا
أن نعلم أبناءنا، فنحن شعب محتل، كذلك التنقلات التعسفية للمعلمين ستؤثر على معنويات
المعلمين الذين يعلمون أبناءنا، وسنواصل الاحتجاجات حتى يتراجع المفوض العام للأونروا
عن قراراته".
ويرى توفيق البابلي، عضو
مجلس أولياء الأمور المركزي في مدارس "أونروا" بمخيمات اللاجئين وسط قطاع
غزة، أن احتجاجات أولياء الأمور تدعم مطالب اتحاد موظفي وكالة الغوث.
وأوضح أن الاحتجاجات ترفض
قرارات الوكالة لأنها قرارات سياسية بامتياز، رافضاً أن ترفع الوكالة عدد الطلبة لخمسين
طالبًا في الفصل وإيقاف توظيف الخريجين والمعلمين.
وناشد أولياء الأمور بأن
يتواجدوا مع أبنائهم في المدارس "حتى نضغط على الوكالة"، مبيناً أن مجلس
أولياء الأمور والقوى الوطنية واللجان لشعبية للاجئين ستواصل احتجاجاتها حتى تتراجع
الوكالة.
مقاعد فارغة
وفي مدرسة النصيرات الابتدائية
المشتركة "ب" التابعة لوكالة الغوث، لم يكن الحال مختلفا؛ فعدد قليل من الطالبات
تفرقن في ساحة المدرسة، فيما تجمعت المعلمات في حلقات أمام الفصول يتبادلن أطراف الحديث.
وتقول الطفلة "يارا
شطا" (10 سنوات)، والتي كانت تلهو قرب حجرة ناظر المدرسة، إنها لم تدخل للفصل؛
لأن الإضراب أوقف الدراسة بسبب مشكلة أونروا مع الموظفين.
وتمنت "يارا"
حسب ما فهمت من والديها وبعض المعلمات، أن تتراجع الوكالة عن قرار زيادة عدد الطلاب
في الفصل إلى 50 طالبًا؛ حتى تستوعب الطالبات الدروس، كما قالت.
أما زميلتها "سما العصار" في الصف الخامس
الابتدائي، فأكدت أن الاحتجاج أوقف الدراسة، متابعةً: "أتمنى تقليل عدد الطلاب
حتى نفهم الدروس. اليوم جئت للمدرسة وحدث احتجاج، ولم نتعلم".
وقال رمزي أبو حجاج، أحد
أولياء الأمور، إنه شارك في الوقفة الاحتجاجية قلقاً على مستقبل 3 أطفال له يتعلمون
في مدارس الأونروا التي قررت تقليص خدمات التعليم للاجئين على مرأى ومسمع العالم.
ويقول زاهر البنا، منسق
المجلس المركزي لأولياء الأمور في مدارس أونروا بقطاع غزة: "زيادة عدد الطلبة
في الفصل هو تدمير للتعليم وسياسة تجهيل، تعد امتدادا لسياسة الاحتلال في هدم التعليم".
ومن المتوقع أن تعم مدارس
الأونروا غداً، عبر سلسلة احتجاجات ينوي أولياء الأمور إقامتها في باحات المدارس إلى
جانب أبنائهم الطلاب، رفضاً لقرارات أونروا، فيما تمضي صورة المشهد نحو التصعيد بين
اتحاد موظفي أونروا ورئاسة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام