الأونروا وتأجيل العام الدراسي.. مأساة
جديدة للاجئين
الأربعاء، 29
تموز، 2015
حالة من القلق العام تسود أوساط اللاجئين الفلسطينيين،
بعد الأنباء والتقارير الصادرة بخصوص احتمالية تأجيل العام الدراسي الجديد في مناطق
عمل "الأونروا" الخمس (قطاع غزة، الضفة الغربية، لبنان، الأردن، سوريا).
وأكد المؤتمر العام لاتحادات الموظفين في الوكالة،
أن لديه توجهًا لإغلاق كافة مرافق "الأونروا" الخدماتية إذا أقدمت الوكالة
على تأجيل العام الدراسي.
وقال رئيس المؤتمر سهيل الهندي في تصريحات صحفية
اليوم الثلاثاء: "المرحلة المقبلة قد تشهد نزاع عمل بيننا وبين إدارة وكالة الغوث
إذا استمرت بهكذا خطوات تجاه اللاجئين"، مشيرًا إلى أن نسبة كبيرة من مرافق الأونروا
معطلة أصلا بقرار من إدارة الوكالة الأممية.
وحذر من أن قرار تأجيل العام الدراسي "هو قرار
جدّي، والمؤشرات على الأرض وخلال اللقاءات مع "الأونروا" تدلل على ذلك"
كما نوّه إلى أن الدول المانحة لم تعطِ أي وعود حقيقية لسد العجز المالي لوكالة الغوث.
ورأى الهندي أن المشكلة برمّتها سياسية وليست مالية،
مبيناً أن هناك خطة طويلة الأمد تقوم بتنفيذها وكالة الغوث لإنهاء خدماتها للاجئين
في كافة مناطق عملها.
وأوضح أن ميزانية التعليم تمثل 52% من ميزانية وكالة
الغوث، والعجز المالي في الميزانية لدى الوكالة 15% فقط، فكان الأجدر بوكالة الغوث
ألا تبدأ في قطاع التعليم إذا أرادت أن تحذر من مشكلتها المالية.
سياسة تجهيل منظم
الأكاديمي بجامعة الأقصى بغزة درداح الشاعر، عدّ
أن قرار وكالة الغوث بتأجيل الفصل الدراسي الجديد "خطير" على المستوى التربوي
والقيمي والأخلاقي والاقتصادي.
وقال الشاعر: "هذا القرار لا يجوز بأي حالٍ
من الأحوال لا للوكالة ولا لغيرها؛ فهي أيام محسوبة تربوياً وفكرياً وقيمياً وأخلاقياً
على الطلبة والمعلمين، ولا يأتي إلا من باب سياسة التجهيل المنظم".
وتساءل الأكاديمي التربوي: "ماذا سيفعل الطلاب
في فترة الانقطاع عن المدرسة؟!، ستنتشر حالة من الفوضى السلوكية في المجتمع، وتدهور
المستوى التحصيلي لدى الطالب ووصوله إلى درجة متدنية من الأمية".
ومضى يطرح التساؤلات: "كيف ستكون اللياقة العقلية
لدى المدرس بعد هذا الانقطاع من الإجازة إلى التأجيل، وكيف سيقوم بإثراء عقول طلبته
بالقيم الفكرية والتربوية والأخلاقية".
وأشار الشاعر، إلى أن هذا القرار سيلقي بخطورته على
الوضع الاقتصادي الفلسطيني الذي يعيش حالة من الأزمة المتقدمة؛ حيث سيؤثر على حال أهالي
المعلمين.
وتابع: "لا يمكن للوكالة أن تعلن إفلاسها، وهذا
غير متوقع، لأنها مدعومة من أكثر من 48 دولة أوروبية غنية، وبإمكانها أن تناشد هذه
الدول لسد احتياجاتها التي تمدها بها منذ أعوام طويلة".
وتوقع الأكاديمي الفلسطيني، أن يأتي هذا القرار من
"الالأونروا" من باب إرضاخ الإنسان الفلسطيني لأي قرارات سياسية مقبلة.
نتائج خطيرة
بدوره قال المحاضر والأكاديمي في الجامعة الإسلامية
مشير عامر: "إن صح وجود قرار بتأجيل الفصل الدراسي من "الأونروا" فإن
ذلك سيكون له تبعات ونتائج خطيرة على كل القطاعات في المجتمع الفلسطيني".
وأوضح عامر
أن اتخاذ القرار سيكون بمثابة سياسة تجهيل خطيرة ومتعمدة تجاه المجتمع الفلسطيني
والمستوى التعليمي لدى آلاف الطلبة.
وأضاف: "كما سيكون لهذا القرار تداعيات سلبية
على الاقتصاد الفلسطيني خاصة مع توقف العمل لدى كثير من المعلمين والإداريين الذي يشغلون
مناصب في المدارس التابعة للالأونروا".
وأشار إلى أن الالأونروا قامت وتأسست لخدمة الشعب
الفلسطيني، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بدعم المؤسسة الدولية، لاسيما وأنه يوجد مخططات
دولية لتصفيتها لخنق الشعب الفلسطيني.
دلالات سياسية
من جهة أخرى؛ استنكر رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي
عبده، ما وصفه بـ"تلويح الالأونروا بحاجات الناس من أجل تحقيق عائد مالي".
وأشار عبده أن هذا القرار "الخطير" يعني
تخلي المجتمع الدولي عن مسؤوليته، حيث تقوم المنظومة الأممية بإخضاع حاجات الناس لأغراض
إجرائية لا يجب أن تحدث.
وقال: "لا يمكن ولا يعقل أن يتم توظيف معاناة
الناس بهذا الشكل المقلق من أجل لفت أنظار العالم لدعم وكالة الغوث، فهذه مسؤولية تقع
على عاتق هذه المؤسسة الأممية، ولا يجب أن تلوح بحاجات الناس".
وحذّر الحقوقي الفلسطيني، من انعكاسات خطورة هذا
القرار إذا ما تم؛ حيث ينسجم مع الرواية "الإسرائيلية" القاضية بوقف عمل
الوكالة، وما يحمله من دلالات سياسية خطيرة على قضية اللاجئين والانتقاص من حقوقهم.
وتوقع عبده، بألا تقدم الالأونروا على هذا القرار،
محذراً أنّ "تنفيذه يحمل دلالات خطيرة جداً، لن تقف عن حدود وكالة الغوث؛ بل يمكن
أن تصل لكل المؤسسات الأممية". حسب قوله.