القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الاحتلال يضخّم قدرات «حماس» لتبرير إفشال اتصالات تثبيت التهدئة

الاحتلال يضخّم قدرات «حماس» لتبرير إفشال اتصالات تثبيت التهدئة


الأربعاء، 02 أيلول، 2015

على الرغم من عدم رغبة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالعودة إلى الحرب من جديد، إلّا أنّ الأوضاع المعيشية القاسية في قطاع غزة المحاصر قد تدفع إلى عودة التصعيد الميداني بين الجانبين، ويترافق ذلك مع تعثر جهود تثبيت وقف إطلاق النار، التي يجريها وسطاء دوليون من بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير.

وفيما تُستبعد المواجهة العسكرية من جديد، إلّا أنّ الحديث الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، عن قدرات "حماس" العسكرية وتضخيم هذه القدرات، يعيد إلى الأذهان مراحل سبقت عدواني 2012 و2014، والتي سبقها حديث إسرائيلي عن قدرات "حماس" العسكرية.

ويشير تقرير نشرته "مجموعة الأزمات الدولية" قبل أيام، إلى أنّ "لا إسرائيل ولا حماس تعتبران نشوب حرب جديدة أمراً وشيكاً، لكن كلتيهما تفهمان أنه من المرجح استئناف القتال إذا لم يحدث تغيير جذري في الظروف الحالية". ويوضح التقرير أنّه يمكن لـ"حماس" أن تجد نفسها في مواجهة تحديات داخلية متنامية، تكمن في الهجمات السلفية الجهادية وانهيار الخدمات الحكومية والاحتجاجات الشعبية. وتبدو الحرب مخرجاً من هذه الظروف، قد توفّر لـ"حماس" فرصة لتعزيز قوتها، وإعادة ترسيخ مصداقيتها العسكرية وربما تخفيف الحصار من خلال التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد، بحسب التقرير ذاته.

في هذا الصدد، يقول القيادي في حركة "حماس"، والنائب عنها في المجلس التشريعي، مشير المصري لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي يحاول تضخيم ما لدى حماس والمقاومة من قدرات عسكرية، في محاولة لتبرير عدم التزامه باستحقاقات التهدئة، ولمزيد من تحريض شركائه في العالم ضد "حماس". غير أنّ المصري يؤكد أنّه "مخطئ من يظنّ أنّ قدرات حماس العسكرية في تراجع أو في توقف، بل هي في تطور وتنامٍ وتسارع، وهذا حق مشروع للحركة"، موضحاً في الوقت عينه، أنّ "حماس" غير معنية بجرّ الشعب الفلسطيني إلى حرب جديدة، لكنها على جهوزية تامة للدفاع عن شعبها بكل الوسائل.

ويشير المصري إلى أنّ "حماس أقوى بأضعاف عما كانت عليه في معركة العصف المأكول (عدوان 2014)، وجاهزة لكل الخيارات إن أرادها العدو الصهيوني"، موضحاً أنّ ممارسة الضغط والحصار على غزة يضع القطاع على حافة البركان والانفجار، محمّلاً "العدو الصهيوني" ثمن هذا الانفجار، إلى جانب الأطراف المحاصِرة لغزة، التي لن تكون بمنأى عن تحمّل المسؤولية أيضاً.

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل لـ"العربي الجديد"، إنّ "التسخين الإعلامي الحاصل يدلّ على تعثر في الجهود الدولية بشأن التوصل لتهدئة بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه كان متوقعاً فشل الجهود، "فالاحتلال الإسرائيلي يريد تهدئة تضمن له نزع سلاح حماس وووقف بناء الأنفاق الأرضية والتجارب الصاروخية، وهو ما لم توافق عليه الحركة". ويشير عوكل إلى أنّ الاحتلال بدأ يصعّد من تصريحاته الإعلامية لخلق الأعذار والذرائع لشن عدوان جديد على القطاع، على الرغم من عدم وجود رغبة منه أو من حركة "حماس" في ذلك، إلا أنّ عدم التوصل إلى أي اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، سيدفع الأمور نحو انفجار جديد.

وعن إمكانية تجدُّد المواجهة بين حركة "حماس" وإسرائيل، يؤكد عوكل أنّ "الأمر قائم وبدرجة كبيرة في ظلّ الظروف السيئة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي للسكان في غزة، وعدم نجاح الخيارات السياسية في التوصل إلى اتفاق يخفّف غضب السكان. ويوضح أنّه "ينبغي على حركة حماس أن تكون على مستوى عالٍ من الجهوزية، فالحرب المقبلة سيقدم الاحتلال على محاولات اغتيال قادتها السياسيين في محاولة لتوجيه ضربة قاسية لها".

بدوره، يرى الخبير الأمني في غزة، إسلام شهوان أنّ "التصريحات الإسرائيلية التي صدرت عن مستويات عليا في جيش الاحتلال، هدفها عمل جدي لتسخين وتضخيم الأجواء عربياً ضد المقاومة، من أجل شنّ عدوان جديد على القطاع، كون الظروف السياسية العربية مهيأة لذلك".

ويلفت شهوان في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "التسخين الإعلامي الأخير للقادة العسكريين لدى الاحتلال يرجع إلى صراع الأدمغة الحاصل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي من خلال بعض الإنجازات التي سجّلتها المقاومة، كان آخرها اختراق نظام التحكم في طائرة استطلاع إسرائيلية واختراق الحواسيب". ويبيّن شهوان أنّ الظرف حالياً أصبح مهيّأً للانطلاق مجدداً نحو حرب إسرائيلية جديدة على القطاع في ظلّ تضخيم الاحتلال لقدرات المقاومة، وفشل الحرب الإسرائيلية صيف 2014 في كبح جماحها، ووقف تطوير قدراتها العسكرية.

ويتوقع شهوان أن يشهد الوقت الحالي، وحتى نهاية العام المقبل 2016، إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تصعيد الأمور في قطاع غزة، أو توجيه ضربات عسكرية استباقية قاسية ضد قادة المقاومة والفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ الظروف السياسية وصلت إلى مرحلة متقدمة، في ظل قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بشكل شخصي لملف المفاوضات مع حركة "حماس".

ويعتقد الخبير الأمني أنّ "بعض الظروف في المنطقة، وتحركات السلطة الفلسطينية، أوقفت الجهود الخاصة بتثبيت التهدئة، وعطّلتها خلال المرحلة الحالية"، لافتاً إلى أنّ الظروف الحالية لم تعد مهيأة نحو التقدم تجاه اتفاق سياسي في ظل الحديث عن متغيرات تشهدها الضفة الغربية كإمكانية رحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالتالي فإنّ الاحتلال الإسرائيلي على المستوى السياسي سيؤجل الملف حتى تتّضح له رؤية المشهد السياسي والأمني في الضفة الغربية.

المصدر: العربي الجديد